نقطة وحيدة كانت هي رصيد الفريق الشبابي في أول ثلاث مباريات من الموسم الموعود، أو موسم الحصاد كما أطلق عليه من قبل الإدارة الشبابية، مسجلاً بذلك الانطلاقة الأسوأ له منذ بداية دوري المحترفين في نسخته الجديدة، لتحول هذه البداية البطيئة حماس وترقب مشجعي شيخ الأندية لموسم حافل بالإنجازات واصطياد البطولات، إلى قلق وانتظار لما ستؤول إليه الأمور في الأيام المقبلة من نتائج حولت الطموح من السباق نحو الصدارة إلى محاولة الهروب من القاع الذي يقبع فيه الفريق في منظر غريب وغير مألوف. المشاهد للمباريات الثلاث الأولى التي خاضها الفريق في منافسة دوري هذا العام يقف حائراً ومتسائلاً، عن ماذا كان يفعله الجهاز الفني في معسكره الإعدادي؟ وكيف تحول أداء الفريق الممتع في فترة وجيزة إلى مزيج من الانهزامية واللامبالاة والعك الكروي المفتقد إلى أدنى أساسيات كرة القدم؟ ليطرح بذلك علامات استفهام كبيرة حول جدوى استمرار الجهاز الفني، بقيادة البرازيلي شاموسكا، والذي كان التعاقد معه منذ البداية مؤشراً على حقيقة الطموحات والأهداف في الموسم الجديد، إذ لم يكن شاموسكا، وعلى الرغم من قيادته لفريق الفيصلي للتتويج بكأس الملك، بالمدرب الذي يعول عليه لقيادة أحد أكبر الفرق على مستوى الدوري السعودي لمنصات البطولات وتحقيق الإنجازات، كيف ذلك وهو قد نجا من الهبوط في الموسم الماضي في الجولات الأخيرة بعد سلسلة من النتائج السلبية مع عنابي سدير. وعلى الرغم من انطلاقة السلحفاة في موسم الحصاد إلا أن الآمال بقيت معلقة بنافذة الانتقالات الصيفية، لعل انتداباً وصفقة نوعية صانعة للفرق تستدرك بها الإدارة ما فات من قرارات سلبية عصفت بالفريق على مستوى النتائج والأداء، كان أهمها عدم التعويض السريع لثنائي الهجوم فابيو مارتينز وجوانكا اللذين كان لهما نصيب الأسد من الحصة التهديفية، التي كانت هي الأعلى برصيد يتجاوز الثلثين من إجمالي الأهداف المسجلة، إلا أن تلك الآمال تبخرت تماماً بعد الإعلان عن إغلاق الميركاتو الصيفي، من خلال إعادة من تم سحب عرض التجديد له بسبب ضعف مستواه الفني، سلطان باهبري، وعدم البحث بجدية عن مهاجم آخر يكون مسانداً لرأس الحربة الوحيد في الفريق إيغالو، بعد أن فاجأ مهند عسيري الجميع بإعلانه لاعتزاله ممارسة كرة القدم، بعد أقل من شهرين من التعاقد معه! علاوة على التأخر في الحصول على الكفاءة المالية التي أفقدت الفريق عدد من العناصر المنضمة حديثاً له في أولى الجولات ما كان سبب مباشر في خسارته للنقاط. في الأخير قد يتفهم المشجع الشبابي ويجد عذراً لإدارة ناديه عن تخبط البدايات، إذا ما قارن الدعم المادي الذي تحصلت عليه بأندية أخرى كالهلال والنصر والاتحاد والأهلي، إلا أن ذلك في الحقيقة لن يكون عذراً كافياً، إذ نجد في المقابل أن أندية أخرى استطاعت أن تسير بثبات، وأن تقدم مستويات لافتة على الرغم من محدودية الدعم المقدم لها، بسبب حسن التصرف في الموارد والاختيار الصحيح للمحترفين والأجهزة الفنية والإدارية، من خلال الخبرة الكافية التي لا تراودني أدنى شكوك حول امتلاك الإدارة الشبابية بقيادة خالد البلطان أعلى قدر منها، إلا أن ما بين التعاقد مع شاموسكا ونهاية سوق الانتقالات يكشف إعادة ترتيب أولويات الفريق وأهدافه في الموسم الجاري من خلال اتباع سياسة «رخيص وكويس» الذي لا يتجاوز طموحها البقاء ضمن مناطق الدفء بعيداً عن صخب وضغوطات الصدارة والمنافسة. إيغالو فرحاً بهدفه في مرمى الحزم «عدسة المركز الإعلامي بالشباب»