ليس من الصعب إنتاج المحتوى، لكن التحدي الحقيقي أن يؤثر في متلقيه، التحدي أن يكون فاعلاً. سَطع مصطلح: "المحتوى هو ملك"! منذ أن ذكره لأول مرة "بيل جيتس" في مقالة نشرها في موقع مايكروسوفت الإلكتروني عام 1996م، في معرض وصفه لمستقبل الإنترنت بأنه سوقٌ للمنافسة في المحتوى، وأن نجاح المواقع الإلكترونية يعتمد على جودة محتواها، وهو بالتأكيد ما ينطبق على كافة مجالات المحتوى المتنوعة، من وسائل إعلام تقليدية أو رقمية، المسؤولين وقادة الرأي، مؤثري ومشاهير التواصل الاجتماعي، الحملات التسويقية أو التوعوية، حتى التواصل الشخصي بين فردين اثنين! وحتى يحقق المحتوى أهدافه بكل احترافية، عبر استثارة الوعي ثم إثارة الاهتمام، فخلق التأثير المطلوب، وجدت من خبرتي الطويلة في مجالات التواصل أن صناعة المحتوى الفعال لابد أن تمر بست خطوات مهمة حتى يبث للجمهور، وهي: التخطيط: أي أن يكون متسقاً مع استراتيجية التواصل للفرد أو المنظمة، ضمن أحد أهدافها الاستراتيجية، وأن تحدد الأولويات والرسائل المركزية، مما يساعد على وضوح النتيجة المرجوة، وبالتالي تتوضح الخطوات التنفيذية. الاستهداف: من خلاله يُحدد الجمهور واحتياجاته، وقنواته المناسبة، ثم اللغة ونبرتها والأسلوب، والقالب الإعلامي المناسب، سواء من نصوص أو رسوم، مرئي أو مسموع، تقليدي أو رقمي. الجدولة: يلعب اليوم التوقيت المناسب دوراً محورياً في تأثير المحتوى، وبالذات إذا نُشر عبر منصات التواصل الاجتماعي، فلكل منصةٍ توقيت مناسب، يعزز اقتناصه من نجاح وصول المحتوى، ومن المهم أن يُجدول المحتوى ضمن رزنامة تراعي الأحداث المحلية والظروف المحيطة، وبالتأكيد توقعات الجمهور المستهدف. التنفيذ: والذي يمر عبر خلال مراحل الإنتاج، التي تختلف من جهة إلى أخرى، لكنها تبدأ بجمع المعلومات وتحديد الاتجاه، ثم ابتكار المحتوى الإبداعي، الذي ليس من الواجب أن يكون ملهماً ومشوقاً ولكن من الضروري أن يكون واضحاً وسهل الفهم، ثم كتابة المحتوى الأصلي بلغة صحيحة وعناوين جذابة، ثم صناعة المحتوى في القالب المناسب الجذاب، فالمراجعة من أطراف أخرى، ثم الاعتماد النهائي قبل النشر. الحوكمة: عبر التأكد من مطابقة المنتج النهائي للمعايير المهنيّة، والهوّية المؤسسية، ومروره بالسياسات والإجراءات المعتمدة، وبالتالي حصوله على سلسلة الموافقات اللازمة، حتى نضمن ألا نقع في مطبّات قد لا تغتفر. القياس: ما لا يقاس لا يمكن معرفة أثره أو تطويره، لذا لابد من رصد ردود الفعل والملاحظات، وتحليلها كمياً ونوعياً، ودراسة نتائج مؤشرات القياس، التي يجب أن تحدد منذ مرحلة التخطيط والاستهداف، والخروج بتوصيات التصحيح والتحسين. كلمة السر في تحقيق المحتوى فعاليته تكمن في التخطيط المسبق، والعمل ضمن خطوات واضحة ومتتالية، حتماً تطبيق هذه المنهجية سوف يعزز تحقيق المحتوى أهدافه المأمولة.