لم تتكلف جمعية الثقافة والفنون في الرياض، ليلة أمس في إنشاء مسرح خشبي بديكوراته وملتزماته، لكنها تكلفت في الوقت نفسه بفكرة مسرح يحرك المشاعر، عندما استغلت جانبا من مباني الجمعية المطل على الساحة، لتقدم بين جدرانه العتيقة عرضا مسرحيا جاذبا، معززة أن الأدوات فكرة لا يستحضرها إلا أصحاب العمق الثقافي. حيث قدمت "ثقافة وفنون الرياض" عرضا تحت اسم "صخب بلا صوت"، بحضور الأستاذ خالد الباز مدير الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون في منطقة الرياض، ووفد بريطاني يعمل تحت مظلة هيئة المسرح والفنون الأدائية، وعدد من المهتمين بالشأن الثقافي والفني وجمهور غفير ملأ مقاعد المسرح المفتوح. حيث عرضت "فنون الرياض" مسرحية "صخب بلا صوت" مكررة حضورها لثاني مرّة، بعد ملتقى "الرياض المسرحي للعروض المبتكرة" تحت عنوان "دورة محمد الطويان" والذي حصدت من خلاله جائزة أفضل إخراج ل"تركي باعيسى". كان عرض الأمس يلامس المشاعر لعدة أسباب من بينها هيكل المسرح البيئي، وتقديمها بطابع يكسر القواعد المتعارف عليها وأسلوب يملأه التجديد. ركزت من خلاله على تقديم رسالة مجتمعية بكامل جوانبها، مسرحية "صخب بلا صوت" من بطولة محمد الرزيق وعبدالعزيز الرزيق وخالد الحارثي وأحمد سلامة وسينوغرافيا البراء الشهري وتلحين وغناء عبدالله الخالد وتأليف محمد الزريق وأحمد سلام وإخراج تركي باعيسى. هذا وبين خالد الباز مدير "ثقافة وفنون الرياض": أن الجمعية، باتت تحتضن العديد من المواهب وتصقلهم وتقدمهم للساحة المسرحية او الفنية بشكل عام، وهو ما كان يتساءل عنه المجتمع وعن دورها الغائب لفترات بعيده. وقال إن "التجربة المسرحية من خلال "صخب بلا صوت"، كانت تمثل تحديًا كبيرًا بالنسبة للشباب، وذلك بسبب عرضها بشكل مغاير عن ما كان، أي أنها تقترب أكثر للمجتمع من خلال إعتمادها على الفكرة والديكورات البيئية، وهو ما حقق لها نجاحا واسعا". وأكد الباز، أن إدارة الجمعية سعدت بحضور الوفد البريطاني وحضور عدد من المثقفين والفنانين والإعلاميين يوم أمس، وأن الجمعية ستستمر في تقديم نفسها وتؤكد أنها كسبت الرهان في بث عملية التغيير الثقافية بالمجتمع. الزميل عبدالرحمن الناصر مع الممثلة السورية نسيمة طاهر جانب من مسرحية «صخب بلا صوت» حضور جماهيري لمسرحية «صخب بلا صوت» استمتع الوفد البريطاني بالأداء المسرحي والديكورات