تعتبر قارة آسيا أكبر منطقة مستوردة ومصدرة للنفط الخام في العالم، لكنها بطيئة في نمو الطلب هذا العام، ويرجع ذلك في الغالب إلى متغير دلتا سريع الانتشار، وقد ارتفعت واردات المنطقة من النفط بشكل متواضع بفضل تحسن الطلب في الهندواليابان، ثاني وثالث أكبر مستوردين في آسيا، وعادة ما تكون الصين هي الزعيم الإقليمي، لكنها أعادت فرض قيود صارمة في أغسطس للحد من تفشي الفيروس المستجد. وتشير بيانات تتبع السفن إلى أن الهند في طريقها لاستقبال 4.33 ملايين برميل يوميًا من النفط الخام في أغسطس، وهو أعلى مستوى في خمسة أشهر، وسيمثل هذا انتعاشًا حادًا من أدنى مستوى في عام واحد عند نحو 3.4 ملايين برميل يوميًا في يوليو الماضي، وقد خفت العوامل السلبية إلى حد ما في الأسبوعين الماضيين. وعادة ما تقوم المصافي اليابانية بتجديد مخزونات المواد الخام في أغسطس، مع توقع زيادة الطلب على وقود التدفئة لفصل الشتاء، ومن المتوقع أن تصل واردات اليابان من النفط الخام إلى 3.36 ملايين برميل يومياً في أغسطس، ارتفاعاً من 1.85 مليون برميل يومياً في يوليو. ومن المتوقع أيضًا أن تسجّل الصين، أكبر مستورد للخام في العالم، زيادة في أغسطس، حيث توقعت "كبلر"، أن تبلغ 10.03 ملايين برميل يوميًا، و10.79 ملايين برميل يوميًا حسب تقديرات "رفينيتيف"، ارتفاعًا من 9.64 ملايين برميل يوميًا و9.71 ملايين برميل يوميًا على التوالي في يوليو. وكانت واردات الصين ضعيفة في الأشهر الأخيرة، حيث اختارت المصافي تجنب ارتفاع الأسعار واستخدام بعض مخزونات النفط الخام الفائضة التي تراكمت العام الماضي، عندما التقطت كميات كبيرة خلال انخفاض الأسعار الناجم عن الوباء وحرب الأسعار القصيرة. وقد تكون مرحلة التخلّص من المخزون على وشك الانتهاء، وقد يكون استقرار أسعار النفط قد أغرى شركات التكرير الصينية بالعودة إلى السوق، ويبدو أن كوريا الجنوبية، رابع أكبر مستورد لآسيا، ستكون مستقرة إلى حد كبير في أغسطس، حيث أبلغ كل من "كبلر" و"رفينيتيف" عن وصول تقديرات إلى حد كبير أو أقل كما في يوليو. ووفقاً لبيانات كبلر، من المقرر أن يستورد أكبر أربعة مشترين للنفط الخام في آسيا، الصينوالهند، وكوريا الجنوبيةواليابان، نحو 21.13 مليون برميل يومياً، ارتفاعاً من 19.64 مليون برميل، إلا أنه لا يزال ثالث أضعف شهر هذا العام، مما يشير إلى أن واردات آسيا من النفط الخام لا يزال أمامها بعض الأشواط قبل أن تتعافى إلى المستويات التي شوهدت في وقت سابق من هذا العام، أو في الواقع قبل جائحة كورونا، وما يبدو أن هناك بعض التعافي في واردات النفط الخام بعد شهرين ضعيفين في يونيو ويوليو، ولكن سيكون من المفرط في التفاؤل أن نقول: إن كبار المشترين في آسيا يقودون مرة أخرى انتعاشًا في الطلب على النفط الخام.