وأنا على طاولتي قرابة نهاية الاختبارات النهائية الصف التاسع «الثالث متوسط»، قررت أن أضع هدفا في هذه الإجازة وهو أن أقرأ خمسة عشر كتابا؛ ولكن مع مرور الأيام وتركيز المادة المطروحة في الكتب المختارة، بدأ هذا الهدف يتلاشى. فكوّنتُ هدفا جديدا: أنْ أقرأ بوعي وتأمل أكثر، بغض النظر عن عدد الكتب التي سأقرؤها، وهكذا انتهيت بحصيلة تسعة كتب. بدأتُ بكتاب «مبادئ الفلسفة" لمؤلفه: ألفنه رابوبرت، ترجمة أحمد أمين، يتكلم عن نشأة الفلسفة وعن أبرز الفلاسفة وقضايا أخرى تحتاج في نظري أن أقرأ عنها في أكثر من كتاب لألحظ الفروقات في الطرح، وتنوع الزوايا بين المفكرين. وقد شدني الحديثُ عن كثير من الظواهر في الحياة والكون التي لا نلحظ تأثيرها في حواسنا، ومقدار الخسارة لضعف ملاحظتنا في هذا الاتجاه. كما لفت انتباهي علم الأخلاق وكيف نحكم على أعمالنا أنها خيرٌ أو شرٌ، وهذه رؤية فلسفية عميقة، كانت محلَّ جدل ونقاش وما زالت. ثانيا: «القرد والطربوش» للأستاذة القديرة التي أعتز بمعرفتها نوف الربيعة، وتتحدث في كتابها بأسلوب سلسل عن البدايات لتكون الصور النمطية عن الشرق بلوحات فنية؛ إلى أن وصلت لدور السينما التي أبرزت الشرق والمسلمين خاصة، بصورة مسيئة، وهنا نتحدث عن دورنا نحن المسلمين لإعادة صورتنا الحقيقية التي تعكس إشراق ديننا، وإشراق أرواحنا. ثالثًا: (The Richest Man In Babylon)، للمؤلف: (George Clason) وقد قرأته باللغة الإنجليزية وأظن له ترجمة عربية، وقد صيغ بأسلوب قصصي جميل وهدفه أن يصل إلى كيفية أن يكوّن الإنسان لنفسه كفاءة مالية؛ ابتداء من تعلم ثقافة الادخار، إلى تعلم ثقافة الاستثمار. لفتت نظري عبارة: أن الحظّ يكون بجانب الأشخاص الذين يقدمون على الفعل. رابعا: ماذا علمتني الحياة؟ لمؤلفه جلال أمين؛ هي سيرة ذاتية عن أ. جلال نشأته وعائلته، وهكذا إلى أن أكمل دراسة الجامعة، ومن بعدها ذهب إلى بعثة حكومية للحصول على الدكتوراة في الاقتصاد، من ثم بدأ عمله في الكويت، بعد سنوات أتاه عرض كأستاذ الجامعة الأميركية في القاهرة، وفي أثناء تطوافنا هذا نقف مع محاضراته في الدول العربية وغير العربية. والسير الذاتية فيها القصة، وفيها التاريخ، وفيها الأفكار، وعلى قدر ممارسة صاحب السيرة وتجربته يكون ثقل ما يطرح تاريخاً وأفكارًا. خامسا:(Thinking Fast And Slow)، للمؤلف:(Daniel Kahneman) كتاب علمي يحتاج الكثير من التركيز ويطرح كيفية عمل العقل في اختيارات الحياة، عبر نظامين تحدث عنهما:»نظام 1 في العقل» هو الذي يتخذ القرارات السريعة بدون أي مشقة وتحكم وأيضا يولد الانطباع والمشاعر لدينا، وهذا نجد أن البشر دون استثناء يشتغلون بهذا النظام دون تراخ. «نظام 2 في العقل» عملياته تحتاج مشقة ويعترض كثيرا من الناس فيه الكسل، وغالب اختلافات الناس على المستوى الفكري والمادي ترجع إلى هذا النظام ومدى تفعيله. سادسا: «مذكرات هنري كيسنجر» لوزير الخارجية الأميركي الشهير، وهو سياسي مزج النظرية بالتطبيق كان يوصف بأنه سيد الدبلوماسيه الأميركية، بدأ حياته العملية كأستاذ جامعة هارفرد وقد حصل من قبل على شهادة في الدكتوراة لا يحصل عليها إلا قليل من الناس وهي: Summa Cuma Lauda. استدعاه الرئيس المنتخب ريتشرد نيكسون ليعرض عليه منصب مستشار لشؤون الأمن ومن هنا تبدأ المذكرات في البيت الأبيض، ستجد في هذه المذكرات أفكارًا وشخصيات وأساليب متنوعة في التعامل والمناورة، ستدرك أن بعض الناس خلق سياسيا وإن لم يدرس السياسة، وبعضهم على العكس نال الشهادات في العلوم السياسية لكن لا يمكن أن يكون سياسيا. سابعًا: (.. The Subtle Art) للمؤلف (Mark Manson) يساعد على توجيه الذات ويبحث عن مفتاح القوة والسعادة لدى الناس عندما يتوقفون عن المحاولة ليكونوا دائمًا إيجابيين. ثامنًا: ما السياسة للمؤلفة: حنه آرنت؛ وكتبت: أن السياسة ترتكز على واقع أساسي، وهو التعددية البشرية، وهذه عبارة عميقة، ولها تطبيقاتها الإنسانية التي تراوحت بين النجاح والفشل. لفت انتباهي -أيضا - مقولتها: «نجد في صلب السياسة، القلق على العالم لا على الإنسان». تاسعًا: (Why We Sleep)، للمؤلف:(Matthew Walker) كتاب علمي يبحث في أهمية موضوع النوم والأحلام. ومن أهم فوائده: أنه يعزز قدرتنا على التعلم واتخاذ القرارات، يعيد ضبط عواطفنا وتقوية جهاز المناعة لدينا وينظم الشهية لدينا. أخيراً أقول: إن الحصيلة المشتركة بين هذه الكتب هي توسعة المدارك، وترقية الفكر، وتنمية الذات، ورفع الذائقة.