يعتزم وزير الأمن الإسرائيلي، بيني غانتس، إعادة النظر في المصادقة على أعمال بناء لصالح الفلسطينيين في مناطق "C"، التي تم الإعلان عنها الأسبوع الماضي. وقالت الإذاعة العامة الإسرائيلية "كان"، أمس الأربعاء، إن غانتس اتخذ قراره في أعقاب طلب حزب "يمينا" ووزيرة الداخلية، أييليت شاكيد، بإعادة النظر في المصادقة على أعمال بناء في قرية خربة بيت زكريا قرب بيت لحم، حيث صادق الاحتلال الإسرائيلي على بناء 50 وحدة سكنية فيها. وزعمت شاكيد أن "هذه منطقة حساسة، والبناء في هذا المكان سيقطع تواصل المستوطنات في هذه المنطقة". ووجه حزبا "يمينا" و"تيكفا حداشا" اليمينيان انتقادات لغانتس في أعقاب المصادقة على أعمال بناء في القرى والبلدات الفلسطينية، الأسبوع الماضي، وقررا عدم مهاجمة غانتس علنا من أجل عدم إثارات خلافات صاخبة داخل الحكومة قبل التصويت على ميزانية الدولة في الكنيست. ونقلت "كان" عن مصادر في هذين الحزبين قولها إنه بعد المصادقة على الميزانية، يعتزمون التعقيب بشكل آخر وبصورة هجومية أكثر على قرارات كهذه يتخذها غانتس. وحسب الإذاعة الإسرائيلية، فإن المصادقة على بناء أكثر من 800 وحدة سكنية لصالح الفلسطينيين في المنطقة "C" لم تصدر وفقا للتخطيط، لأن لجنة التخطيط والبناء في "الإدارة المدنية"، وهي ذراع للاحتلال في الضفة الغربية، لم تعقد اجتماعا، بإيعاز من "لجنة الموظفين"، التي قررت عدم عقد اجتماع احتجاجا على شروط أجورهم وعملهم. كذلك قالت "كان" إن هذه اللجنة لن تعقد اجتماعا، اليوم، من أجل المصادقة على مخططات بناء 2223 وحدة سكنية في المستوطنات. وصادق غانتس، يوم الأربعاء الماضي، في موازاة مخططات البناء في المستوطنات، على بناء ألف منزل فلسطيني في المناطق C في الضفة الغربيةالمحتلة. والبلدات الفلسطينية التي سيشملها البناء هي قرية المعصرة قرب بيت لحم (150 وحدة سكنية)، وقرية بير الباشا قرب من جنين (270 وحدة سكنية)، وقرية خربة عابا قرب جنين (160 وحدة سكنية)، وبلدة المسقوفة قرب جنين (233 وحدة سكنية) وخربة بيت زكريا قرب بيت لحم (50 وحدة سكنية). أما الوحدات الاستيطانية الجديدة فتشمل مستوطنات "بيت إيل" (58 وحدة استيطانية)، "هار براخا" (286 وحدة استيطانية)، "كفار عتصيون" (292 وحدة)، "كرني شومرون" (83 وحدة)، "غفعات زئيف" (42 وحدة)، "ألون شفوت" (105 وحدات)، "بركان" (28 وحدة) و"معاليه مخماش" (14 وحدة). كما ستتم المصادقة على بناء 1315 وحدة استيطانية جديدة في مناطق متفرقة في الضفة المحتلة. "والحديث يدور عن وحدات سيتم بناؤها ليس فقط في الكتل الاستيطانية، وإنما في الأماكن التي تعتبر معزولة (عن الكتل الاستيطانية الكبرى) بالضفة"، وفق ما ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية في حينه. من جهة أخرى، قال مسؤولون في المؤسسة الأمنية الإسرائيلية، الأربعاء، إن ضغوطًا مورست على الحكومة الإسرائيلية لمنعها من الرد على الصاروخ الذي استهدف مستوطنة "سديروت" خشية الانجرار إلى أيام تصعيد طويلة، وفقًا لموقع "واللا" العبري. وعلّل هؤلاء قولهم: إنه "في حال انطلقت جولة تصعيد طويلة فستفشل مصر من احتواء الوضع الميداني". وبخصوص ملفات قطاع غزة الحياتية، قال المسؤولون للموقع العبري: إنه "لا جدوى في هذه المرحلة من الاستمرار إغلاق معبر كرم أبو سالم أمام مواد البناء لأن معظم المواد والمعدات تدخل من معبر رفح". وعقب تعثر التوصل إلى اتفاق بشأن إدخال أموال المنحة القطرية وإعادة إعمار القطاع بعد الحرب الأخيرة، هددت الفصائل الفلسطينية بتصعيد الأوضاع الميدانية والتلويح بالعودة إلى تفعيل المسيرات الشعبية وفعاليات الإرباك الليلي على الحدود، وهو ما دفع الحكومة الإسرائيلية إلى الامتناع عن الرد على الصاروخ، وفق مراقبين.