تابعت عائلات المفقودين في أسوأ سيول تشهدها تركيا منذ سنوات، فرق الإنقاذ وهي تفتش مباني أمس السبت في ظل مخاوف من ارتفاع عدد القتلى. ولقي ما لا يقل عن 44 شخصا حتفهم، بسبب السيول في منطقة البحر الأسود الشمالية في ثاني كارثة طبيعية تضرب البلاد هذا الشهر. وأظهرت لقطات لرويترز من طائرة مسيرة أضرارا جسيمة في بلدة بوزكورت التي اجتاحتها السيول وتقع على البحر الأسود، حيث كان عمال الطوارئ يجرون عمليات بحث في المباني المدمرة. وقالت إدارة مكافحة الكوارث والطوارئ: إن 36 شخصا لقوا حتفهم نتيجة السيول في مقاطعة كاستامونو الذي تضم بوزكورت، وتوفي سبعة آخرون في سينوب وواحد في بارتين. ويعتقد أن عشرة ما زالوا تحت أنقاض مبنى انهار على ضفة نهر فاضت مياهه، ويبدو أن مياه السيول جرفت أساسات العديد من المباني السكنية الأخرى. وكان أقارب المفقودين في الجوار يترقبون أي أنباء. وقال إلياس كالاباليك: "هذا غير مسبوق، لا توجد كهرباء، الهواتف المحمولة لا تعمل، لا تستقبل، ولا يمكنك تلقي أخبار من أحد". وتسببت السيول في حالة من الفوضى بالأقاليم الشمالية، فيما أعلنت السلطات أن حرائق الغابات التي استعرت في مناطق جنوبية ساحلية على مدى أسبوعين أصبحت تحت السيطرة. وهطل نحو 45 سنتيمترا من مياه الأمطار في أقل من ثلاثة أيام على قرية واحدة بالقرب من بوزكورت. وتقاذفت السيول عشرات السيارات وأكوام الأنقاض في الشوارع ودمرت الجسور وتسببت في إغلاق الطرق وانقطاع الكهرباء عن مئات القرى. تقع بلدة بوزكورت الصغيرة في واد على ضفاف نهر في إقليم كاستامونو، على بعد 2.5 كيلومتر من البحر الأسود. وقالت هيئة إدارة الكوارث والطوارئ في تركيا (أفاد) أمس السبت: إن حصيلة ضحايا الفيضانات التي ضربت عددا من المدن على طول الساحل الشمالي للبلاد على البحر الأسود، قد ارتفعت إلى 44 شخصا. وجرى إجلاء أكثر من 2300 شخص، بالقوارب وبمروحية بعد أيام من الأمطار الغزيرة التي جرفت المنازل والجسور والطرق من مدن قسطمونو وبارطن وسينوب الواقعة على ساحل البحر الأسود في تركيا. وأظهرت قناة "تي آر تي" التلفزيونية الرسمية لقطات للحفارات وهي تزيل الأنقاض في بعض المباني متعددة الطوابق المنهارة في مقاطعة بوزكورت في قسطمونو. ومن ناحية أخرى، رفض مكتب حاكم قسطمونو تقارير عبر مواقع التواصل الاجتماعي مفادها أن أكثر من 250 لقوا حتفهم، ووصفها بالمنشورات "الزائفة" التي ترمي إلى "عرقلة " جهود الإنقاذ. وهذه المنطقة معرضة للفيضانات والانهيارات الأرضية جراء الإفراط في أعمال التطوير في الكثير من المناطق العمرانية على طول الأنهار. ومن المتوقع هطول المزيد من الأمطار على المنطقة مطلع الأسبوع. وبحسب بيان "أفاد"، تعاني بعض المناطق المتضررة من انقطاع المياه الجارية وتم إعادة خطوط الهواتف الجوالة ومحطات الاتصالات لتحل محل البنية التحتية المدمرة في الفيضانات. وأضافت "أفاد" أن الهلال الأحمر التركي قدم خياما وغذاء وبطانيات للأشخاص الذين تقطعت بهم السبل جراء الفيضانات، بينما يقوم أكثر من 5500 رجل إنقاذ مدعومين بأطقم من المنظمات غير الحكومية والجيش، بعمليات إنقاذ. من جهة ثانية يواصل رجال الإطفاء في إيطاليا جهودهم للسيطرة على العديد من حرائق الغابات والأدغال، حيث يتعاملون مع ألسنة اللهب من الجو والأرض، وسط موجة من الحر، مطلع الأسبوع ولا فرصة لسقوط أمطار. وتحدثت فرق الإطفاء عن 400 عملية في الساعات ال12 الماضية، صباح السبت. وفي إقليم "كالابريا"، الواقع أقصى جنوبإيطاليا، تم نشر خمس طائرات إطفاء لإخماد ألسنة اللهب، التي أسفرت عن وفاة أربعة أشخاص على الأقل في المنطقة. وهناك أيضا حرائق في منطقة "كامبانيا" التي تتاخم إقليم "كالابريا" في الشمال، حيث تقع مدينة نابولي وجبل "فيزوف"والذي يُعرف محليا باسم "فيسوفيو". وفي جزيرة "إيشيا"، قبالة ساحل نابولي، ذكرت وكالة الأنباء الإيطالية "أنسا" أن حريقا هائلا أضر بالعديد من المنازل . وقالت "أنسا": إنه تم إخماده في الساعات الأولى من صباح اليوم السبت. وتسبب ارتفاع درجة الحرارة بشكل كبير والجفاف المستمر في تأجيج ألسنة اللهب في أجزاء واسعة من الجنوب، منذ نهاية يوليو الماضي. وصدرت أوامر بإجلاء أكثر من مليون شخص بعد هطول أمطار غير مسبوقة، أدت إلى حدوث فيضانات وانزلاقات تربة في غرب اليابان السبت، مما أسفر عن مصرع شخص على الأقل وفقدان اثنين. وأصدرت سلطات مقاطعة هيروشيما وشمال جزيرة كيوشو أقصى درجة تأهب لإخلائها. وفي إطار هذا التنبيه غير الإلزامي، دُعي نحو 1.4 مليون شخص لمغادرة منازلهم فوراً، بحسب قناة "إن أش كا" العامة. وتحدثت مصلحة الأرصاد الجوية اليابانية عن مستويات غير مسبوقة من الأمطار في هذه المنطقة. وأظهرت صور بثها التلفزيون إنقاذ أشخاص بمساعدة قوارب النجاة في الشوارع التي غمرتها المياه في مدينة كورومي (محافظة فوكوكا) فيما كان قد بدأ سيل موحل بالتدفق في ساغا القريبة. وقال المسؤول تاكومي كوماساكي لوكالة الأنباء الفرنسية: إنه "تم إرسال أكثر من 150 جنديا وشرطيا وعنصر إطفاء للمشاركة في عمليات الإنقاذ". وأوضح "أنهم يبحثون عن أشخاص في عداد المفقودين مترصدين الانزلاقات الأرضية المحتملة مع استمرار هطول الأمطار الغزيرة". يُتوقع أن يستمرّ تساقط الأمطار الغزيرة لأيام عدة في أنحاء اليابان. بحسب العلماء، يتسبب التغيّر المناخي العالمي بزيادة حرارة الطقس ما يؤدي إلى احتباس كمية أكبر من المياه، الأمر الذي يرفع خطر تساقط أمطار غزيرة ويزيد شدّتها. سيول وفيضانات في اليابان ( رويترز )