يعتقد البعض أن الثقافة في معظم جوانبها إيجابية مهما كانت، لكن هناك ما يسمى بالثقافة البائسة حيث التفكير السلبي، الذي يتبعه كثيرون ويزرعونه في عقول أبنائهم. فالدنيا كما نعرف أخذ وعطاء، ولكن هذه الفكرة وتلك القاعدة، لا تتنافى مع العطاء ومع الود والتواصل وبث الروح الإيجابية في العلاقات الإنسانية التي باتت في بعض المجتمعات جثة هامدة بسبب الأنانية أو الإصرار على التبادلية في التعاملات الإنسانية. وبكل صدق، ومن خلال تجارب شخصية وتجارب أصدقاء كثيرين، فإن العطاء عنصر من عناصر السعادة، ولو لم يكن كذلك، لتوقفت الأعمال التطوعية ولبحثنا عن العائد المادي فقط، حتى في تعاملنا مع أقرب الناس إلينا، هل تعلمون ما هي؟ أليس هذا هو ما يسمى تبادل أو مقايضة العلاقات الاجتماعية؟ والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: «ليس الواصل بالمُكافئ، ولكن الواصل الذي إذا قطعت رحمَه، وصلها». ويقول الشيخ علي الطنطاوي: لا تعامل الناس في أمور العواطف والهبات والهدايا بمقياس البيع والشراء، ولا بميزان الربح والخسارة، بل عاملهم بالكرم والجود. ومن مَنَعَكَ شيئاً فأعطِه أنت، ستعيش مرة واحدة على هذه الأرض، إذا أخطأت اعتذر، ولا تكن صامتا، اجعل من يراك يتمنى أن يكون مثلك، ومن يعرفك يدعو لك بالخير، ومن يسمع عنك يتمنى مقابلتك، فمن تعطر بأخلاقه لن يجف عطره حتى لو كان تحت التراب. فاللسان الجميل نعمة، أن تفكِّر ألف مرَّة قبل كل كلمة تنطق بها نعمة، أن ترفض قول أي شيء يمكن أن يسبب حزن الشخص الذي أمامك ولو بقدرٍ بسيط نعمة، الذوقيات ليست بالمال ولا بأي مظهر خارجي، الذوقيات إحساس وتعامل جميل، أن تأخذ في اعتبارك طبيعة الناس وتختَار تصرفاتك تلك نعمة كبيرة.