سجل حج هذا العام تجربة مهمة وقياسية في نجاحه عبر تكاتف جميع أجهزة الدولة، في ظروف غير اعتيادية، ومن تجربة حضورية عملية في حج 1442، بعد أن كتب الله لنا الفوز بأداء الفريضة مع العدد المحدد بقرابة 60 ألف حاج، والذي نظم في ظل ظروف استثنائية تجتاح كل العالم، بسبب تفشي فيروس كورونا، وأستطيع القول من واقع معاش: إنه نموذج حج يقاس عليه للأعوام المقبلة، وخاصة في ظل مثل الظروف الراهنة. إن تنظيم الحج لهذا العام يكن سهلاً مع العدد الذي حدد مسبقاً، فعدد خمسة آلاف أو حتى أقل، كان يعتبر بمثابة تحدٍ، فكيف بالنسبة لعدد 60 ألف حاج؟ فهناك ضوابط تركز على التباعد الجسدي، والتأكد من التصاريح الرسمية الموثقة إلكترونياً، وتوفير وسائل النقل الحديثة وتوزيع الحجاج، وتنظيم تفويجهم للحرم المكي الشريف، ثم التوجه لمشعر منى في يوم التروية، وبعدها التوجه للوقوف في صعيد عرفة الطاهر، ثم التوجه للمبيت في مزدلفة، وبعدها العودة لمشعر منى لقضاء أيام التشريق، ورمي الجمرات، وكذلك الذهاب لطواف الإفاضة، وأخيراً طواف الوداع. وكل ذلك التنقل، تم وفق نظام دقيق وميسر للجميع، وهذا النظام بدأ حتى منذ التحرك نحو مكةالمكرمة سواء من مدينة الرياض، أو من أي منطقة أخرى من مناطق المملكة، وأيضاً يجد الحج -وكما هو الحال في كل عام- متابعة على أعلى مستوى من القيادة السعودية، فخادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين حرصا كعادتهما -حفظهما الله- في الاطلاع المستمر على خطوات الحج، وتنقل ضيوف الرحمن، حتى يتموا نسكهم على الصورة المطلوبة، وكذلك وجود الوزراء وكبار المسؤولين لمتابعة تنفيذ خطط الحج يعطي ثقة أن كل منظومة الدولة لديها هم أساسي يتركز في تسهيل الحج وأداء الفريضة بكل راحة وانسيابية. ومما ميز حج هذا العام التركيز على التقنية لتحقيق الراحة والسرعة للحجاج، منذ بداية الإعلان عن فتح مجال التقدم للحج إلكترونياً، ثم تتمة خطوات المتابعة والموافقة تقنياً أيضاً، كما قد عرفنا من خلال مسؤولي الحج عن وجود مبادرة "الرقابة على الخدمات" لرفع مستوى خدمات السكن بهدف توفير مساحات إضافية للحجاج وتنظيم مسارات النقل الترددي، وبرنامج "التفويج" المخصص لإدارة الحشود عبر نظام إلكتروني لإعداد ومراقبة خطة التفويج، وكل ذلك يتم بمتابعة ورقابة مسؤولين عن الحج في وزارات الداخلية والحج والصحة، والعديد من القطاعات التي تكاتفت من أجل أن تسهل تجربة الحج، ويعود الجميع سالماً معافى لذويهم. حديثنا هنا الرضا عن تجربة الحج ليست من حاج واحد كان شاهداً على واقع مميز، فالجميع كان يشكر الله أولاً أن ييسر له أداء الفريضة رغم ظروف الجائحة، والجميع يشكر ويلهث بالدعاء لكل من أسهم ويساهم في خدمتهم بروح جميلة وابتسامة لا تفارق محياهم.