نصَّ أوستين على أنَّ الفعل المؤسس من قبل متكلم يتمتع بصلاحية معينة هو فعل كلاميٌّ، وتقوم الأفعال الكلامية على محددات ثلاثة، هي: القصديَّة (المراد من الفعل)، والمواضعة المتفق عليها بين أفراد الجماعة المتكلمة للغة معينة، والانسجام بين المتكلم والإنتاج اللُّغويِّ من جهة، والمتكلم والسياق المقاميّ من جهة ثانية، والمتكلم والمخاطب من جهة ثالثة. والأفعال التعبيريَّة هي أفعال كلاميَّة يعبر بها المتكلم عن حالته النفسيّة، وما ينتابها من مشاعر الفرح، والحزن، والرضا، والغضب، والنجاح، والفشل، وقد تتعلق بالمتكلم أو المخاطب، وإن كانت تتعلق بالدرجة الأولى بالجانب النفسيِّ للمتكلم، وقد تتعداه. وبما أن العيد مناسبة فرح وسرور وحبور فهي مشاعر جياشة تتعلق -في أغلبها- بالأفعال التعبيريَّة، مثل: (أعاده الله علينا وعليكم باليمن والبركات والمسرات) لقد عبَّرنا بالفعل الكلاميِّ (أعاده) عمَّا نكنَّه من مودة ومحبة للعيد، ولو لم يكن كذلك لما عبَّرنا عنه بالاستمرار والتكرار. ومثله: (قلوبكم تنبض محبة وجمالاً)، وقوله: (أدام الله لكم الأعياد دهوراً، وألبسكم من تقواه نوراً) والأفعال الكلاميَّة في عيد الأضحى المبارك تدور مدلولاتها حول ركيزتين مهمتين، هما: مشاعر الفرح والسرور، والدوام والاستمرار. والإخباريات من الأفعال الكلاميَّة، وهي تصف وقائع العالم غير المشاهد وصفاً أميناً، ومن أغراضها الإنجاز، كما في قول الرسول –صلى الله عليه وسلم-: «لا يدخل الجنَّة قاطع»، وحديث ابن عباس –رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله –صلى الله عليه وسلم- : «ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام» يعني أيام العشر، قالوا: يا رسول الله، ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: «ولا الجهاد في سبيل الله، إلا رجل خرج بنفسه وماله، فلم يرجع من ذلك بشيء». والأفعال الإلزامية هي أفعال كلاميَّة، يقصد بها المتكلم الالتزام طوعاً بفعل شيء للمخاطب في زمن المستقبل، وشرطها أن يكون المتكلم مخلصاً في كلامِهِ، نحو قول الرسول –صلى الله عليه وسلم-: «العمرة إلى العمرة كفَّارة لما بينهما، والحج المبرور ليس له جزاءٌ إلَّا الجنَّة»، والحج أحداثه -أغلبها- في وقت عيد الأضحى المبارك، حيث رغب الرسول –صلى الله عليه وسلم- المسلمين في الحج والعمرة عن طريق إبراز ثوابهما عن طريق الترغيب، والترغيب من الأفعال الإلزاميَّة المستقبليَّة.