تدخل "نتفليكس" مجال ألعاب الفيديو سعياً منها إلى تنويع أنشطتها في ظل التخمة التي بدأت تشهدها سوقها الأساسية وهي الفيديو على الطلب، مما يؤكد أن التوسع نحو قطاع الألعاب بات خطوة لا بدّ منها لأي منصة بث تدفقي كبرى. وقال الشريك المؤسس ل"نتفليكس" ريد هاستينغز في مؤتمر للمحللين عُرِض عبر الإنترنت منتصف الأسبوع، بعد نشر النتائج الفصلية: إن الهدف "تعزيز وتحسين خدمات" المنصة، "وليس إنشاء مصدر ربح منفصل". وستضيف "نتفليكس" لمشتركيها الحاليين من دون أي تكلفة إضافية الألعاب المصممة في البداية للهواتف الذكية والأجهزة اللوحية، وأوضحت "نتفليكس" في بيان أن ألعاب الفيديو ستشكّل "فئة جديدة" لها على غرار توسعها "في فئات الأفلام والتحريك والبرامج التلفزيونية"، وبات عدد مشتركي منصة الفيديو عند الطلب يناهز 210 ملايين. وحققت "نتفليكس" في الربع الثاني من السنة الجارية ربحاً صافياً بقيمة 1,35 مليار دولار، أي نحو ضعف ما حققته العام المنصرم، لكن هذه النتيجة بقيت من دون توقعات السوق القلقة من تفقد المنصة شيئاً فشيئاً تَقدمها على المنصات المنافسة الكثيرة. وأبدت المجموعة ارتياحها إلى كون نمو عدد المشتركين فاق توقعاتها، وأشارت إلى أن الإقبال الكبير على الفيديو عند الطلب خلال مرحلة الجائحة كان يمنع إجراء مقارنات طبيعية، لكنّ هذا الواقع لا يغيّر استنتاجات المحللين، ومفادها أن "نتفليكس" بلغت على ما يبدو درجة "تخمة سوقها في الولاياتالمتحدة"، على ما لاحظ إريك هاغستروم من "إي ماركتر". ومع أنه أشار إلى أن الشركة "تمكنت من رفع الأسعار وزيادة إيراداتها على الرغم من تصاعد منافسة المنصات الأرخص ثمناً"، أفاد بأنها "نتفليكس" فقدت حصة كبيرة من السوق لصالح "ديزني". وحققت المنصة عائدات بقيمة 7,3 مليارات دولار من نيسان/أبريل إلى حزيران/يونيو، أي بزيادة 19 في المئة. أما في ما يتعلق بالفصل الثالث، فتعوّل على انضمام 3,5 ملايين مشترك إضافي إليها، وهو مستوى نمو على مدى عامين يعادل ذلك الذي كان عليه قبل الجائحة. ومن شأن هذه النتيجة أن تطمئن المستثمرين الذين يتساءلون عما إذا كانت "نتفليكس" ستشهد تباطؤاً بعدما استفادت بشكل كبير في العام الفائت من عمليات الإغلاق المرتبطة بالأزمة الصحية ومن موقعها كمنصة رائدة في مجال البث التدفقي. وأصبحت المنافسة شرسة مذّاك مع منصات قديمة بينها "أمازون برايم فيديو"، وأخرى جديدة من أبرزها "ديزني بلاس" و"آبل تي في بلاس" و"إتش بي أو ماكس" وكذلك "بيكوك" و"إن بي سي يونيفرسال". وتضاف إلى هذه المنصات تلك الترفيهية التي تجذب المستهلكين، من ألعاب الفيديو إلى شبكات التواصل الاجتماعي، وأكدت "نتفليكس" أن أرباحها المتوقعة تبقى ضخمة نظراً إلى أن البث التدفقي لا يمثل راهناً سوى 27 في المئة فحسب من الوقت الذي يقضيه الناس أمام شاشات التلفزيون في الولاياتالمتحدة (منها 7 في المئة ل"نتفليكس")، في مقابل 63 في المئة للمحطات التلفزيونية المعروفة ب"التقليدية"، بحسب ما نقلت المجموعة عن دراسة أجرتها شركة "نيلسن"، وأكدت "نتفليكس" ثقتها ب"احتياطات النمو" لديها، مذكّرة بأنها لا تزال "أقل نضجاً في دول أخرى"، وبأن "هذا لا يشمل شاشات الهاتف المحمول (حيث حصتها من استقطاب المستخدمين أقل)". إلا أن تزايد الاهتمام لا يُترجَم بالضرورة تحسناً للعائدات في ظل نموذج تجاري قائم على الاشتراكات لا على الإعلانات، من هذا المنطلق لجأت "نتفليكس" إلى التنويع من خلال متجر عبر الإنترنت للمنتجات المشتقة، وتوظيف مدير مسؤول عن ألعاب الفيديو خلال الشهر الجاري.