أكّد سفير سلطنة عمان لدى المملكة صاحب السمو السيد فيصل بن تركي آل سعيد على أنّ لقاء خادم الحرمين الشريفين جلالة السلطان هيثم بن طارق سيكون له ما بعده، وسيحدث نقلة نوعية تعزز الكثير من الجوانب التي تهم البلدين والشعبين الشقيقين، مشدداً على أنّ العلاقة بين المملكة ليست وليدة اليوم، بل توطدت عبر التاريخ، وعززتها القيادة الحكيمة بين البلدين، ونعتقد أن لقاء القيادتين. رؤيتا السعودية وعمان تشملان مشروعات عملاقة تتطلب التعاون والتنسيق المشترك وقال سموه في حديث خاص ل"الرياض": "العلاقات الثنائية الأخوية المتينة والوطيدة بين المملكة العربية والسعودية وسلطنة عمان الشقيقة تشهد نشاطاً ملحوظاً، ويسعى قادة البلدين إلى تسريع التعاون وآفاق تعزيزه؛ لما يجمع الدولتين من روابط الدين والقومية والجوار"، مشيراً إلى أنّ افتتاح الطريق البري بين المملكة وسلطنة عمان سينشط التعاون والعلاقات الاقتصادية والتجارية بين مسقطوالرياض، وينشط العديد من الجوانب المهمة لكلا البلدين، منوهاً إلى أنّ هناك تنسيقاً رسمياً رفيعاً بين السعودية وسلطنة عمان لتحقيق التكامل بين رؤيتي "السعودية 2030" و"عمان 2040". المنفذ البري سيفتح المجال أمام حركة البضائع السعودية للموانئ العمانية والحراك القادم في المملكة العربية السعودية يعد بالفعل حراكاً كبيراً وممتداً، وبالتأكيد يسير وفقاً لبرامج رؤية المملكة 2030 بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده الأمير محمد بن سلمان - حفظهما الله -، ونسأل الله التوفيق للقائمين على هذا العمل، وفيما يلي نص الحوار: نقلة نوعية * سعادة السفير ما الأثر المتوقع لزيارة جلالة السلطان هيثم - حفظه الله - إلى المملكة على متانة العلاقات السعودية - العمانية وتطورها؟ * بلا شك.. السلطنة والمملكة ترتبطان بعلاقات أخوية راسخة على المستوى الثنائي وضمن منظومة دول مجلس التعاون ويرتبط البلدان الشقيقان بالكثير من الروابط والمشتركات وروح الأخوة والاحترام المتبادل وهي علاقات حيوية وتتفاعل بإيجابية. وتأتي دعوة خادم الحرمين الشريفين لأخيه جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم لزيارة المملكة، لتؤكد عمق هذه العلاقات الوثيقة بين البلدين والقيادتين الحكيمتين وسعيهما لتطوير وتفعيل هذه العلاقات في مختلف المجالات. وزيارة جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم لأخيه خادم الحرمين الشريفين سلمان بن عبدالعزيز - يحفظهما الله - وللمملكة العربية السعودية الشقيقة، هي بلا شك ذات أهمية كبيرة ودلالة عميقة على قوة وخصوصية العلاقات بين البلدين الشقيقين ومستوى التنسيق والترابط بين البلدين في ظل الظروف المحيطة بالمنطقة. ولا شك أنّ علاقات البلدين المتبادلة ليست وليدة اليوم، بل توطدت عبر التاريخ، وعززتها القيادة الحكيمة بين البلدين، ونعتقد أن لقاء القيادتين سيكون له ما بعده ونقلة نوعية تعزز الكثير من الجوانب التي تهم البلدين والشعبين الشقيقين. المنفذ البري * ما أهمية ودور المنفذ الجديد في توثيق العلاقة بين البلدين؟ * كما أسلفنا.. البلدان يرتبطان بعلاقات قوية وراسخة وتنسيق مستمر وستشهد الأيام المقبلة - بإذن الله - افتتاح الطريق البري بين المملكة وسلطنة عمان ما سينشط التعاون والعلاقات الاقتصادية والتجارية بين مسقطوالرياض، وينشط العديد من الجوانب المهمة لكلا البلدين، ويعد الطريق الرابط بين المملكة وسلطنة عمان طريقاً استراتيجياً، وهذا تطور نوعي كبير فيما يخص الطرق السريعة بين الدول فهي إضافة لفوائدها الاقتصادية جسور تواصل بين الشعوب. ولاشك أن هذا المنفذ البري بين البلدين سيعزز من هذه العلاقة إيجابياً وسيسهل التنقل البري المباشر بين البلدين سواء على المستوى التجاري أو على مستوى حركة الأفراد، وسيكون - بإذن الله - انطلاقة قوية لزيادة التبادل التجاري والاقتصادي الواعد بين البلدين، وسيفتح المجال أمام حركة البضائع من المملكة مرورًا بالطرق البريّة في السلطنة ووصولاً إلى موانئها التي ستسهّل تصدير البضائع السعوديّة للعالم. زيارات ثنائية * خلال السنوات الماضية كان هناك العديد من الزيارات المتبادلة بين البلدين، ما الأثر الإيجابي لتلك الزيارات؟ * الزيارات الثنائية بين البلدين مستمرة ولله الحمد، ولكن في السنتين الماضيتين كان هناك تقليل من زيارات الوفود مراعاة للظروف الصحية المتعلقة بجائحة كورونا وفي الفترة الأخيرة كانت هناك زيارات ولقاءات واجتماعات مرئية بين المسؤولين في البلدين وهذه اللقاءات تأتي في إطار تعزيز التعاون والشراكة بين البلدين في مختلف المجالات، وتلك الزيارات المتبادلة على مختلف المستويات بين البلدين، ولله الحمد عززت التعاون وتنمية المصالح المشتركة بينهما، وقد أثمرت في تعميق هذه العلاقة الراسخة على المستويات الثنائية وفي تنشيط مسيرة التعاون الخليجي. الرؤيتان السعودية والعمانية * كيف ترون الحراك الذي تقوم به السعودية تزامناً مع رؤية 2030 وماذا عن رؤية عمان 2040؟ * تشتمل رؤية المملكة 2030 وسلطنة عمان 2040 على العديد من المشاريع العملاقة والمتنوعة التي تتطلب التعاون فيما بينهما لتحقيق ما يعود بالنفع على البلدين والشعبين الشقيقين. وهناك تنسيق رسمي رفيع بين السعودية وسلطنة عمان لتحقيق التكامل بين رؤيتي "السعودية 2030" و"عمان 2040" والحراك القادم في المملكة العربية السعودية يعد بالفعل حراكاً كبيراً وممتداً وبالتأكيد يسير وفقاً لبرامج رؤية المملكة 2030 بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده الأمير محمد بن سلمان - حفظهما الله -، ونسأل الله التوفيق للقائمين على هذا العمل. وكما قلت هذا الحراك متزامن مع حراك مشابه في السلطنة وبرامج رؤية عمان 2040 وهناك تشابه كثير في ملامح رؤيتي البلدين والتقاء في عدد من البرامج مع الأخذ في الاعتبار لظروف وخصوصية كل دولة، ومنظومة اقتصادات دول مجلس التعاون عموماً متشابهة والأجهزة الحكومية في الدول الأعضاء تعمل وفقاً لرؤية ومنظومة دول مجلس التعاون الخليجي وصولاً للتكامل الاقتصادي، ولا شك أن للمملكة العربية السعودية الشقيقة دوراً كبيراً في هذا الجانب. صفقات مقبلة * هل هناك صفقات استثمارية مقبلة ما بين البلدين سيعلن عنها قريباً؟ * تربط البلدين علاقات اقتصادية واستثمارية مشتركة، وفق توجه القيادتين - حفظهما الله - ما سيسهم - بإذن الله - في رفع مستوى التبادل التجاري إلى أعلى مستوياته، والاستفادة من المقومات التي يتمتع بها البلدان، وهذا ما تعمل عليه اللجنة العمانية - السعودية المشتركة. وما تم مؤخراً من اجتماع عماني - سعودي في لقاء بين غرفة تجارة وصناعة عمان واتحاد الغرف السعودي، فقد بحث خلاله مجالات الحراك الاقتصادي بين البلدين، وسنشهد قريباً توقيع العديد من الاتفاقيات التجارية بين البلدين والكثير من هذه الاتفاقيات تهم القطاع الخاص. ونطمح إلى أهمية وجود إطار واضح لدور مؤسسات القطاع الخاص في الاتفاقيات التجارية، إضافة إلى تشكيل فرق قطاعية في الزراعة والتجارة والصناعة لبلورة أهداف المجلس على أرض الواقع واستثمار تقارب وجهات النظر بين البلدين لتفعيل البرامج المطروحة. وكما تعلمون هناك اتفاقية خليجية يستفيد منها مواطنو دول المجلس لممارسة الأعمال في الدول الأعضاء والسلطنة ملتزمة بهذه الاتفاقية بحيث يعامل المواطن الخليجي كالمواطن العماني سواء كان بافتتاح مؤسسة جديدة بالسلطنة أو افتتاح فرع لمؤسسته، وهذا الأمر سهل كثيراً على مواطني دول المجلس للتوسع في أعمالهم في الدول الأعضاء إضافة إلى الحوافز الكبيرة التي كشفت عنها الجهات المعنية في السلطنة لمرحلة ما بعد كورونا وبما يتماشى مع رؤية عمان 2040 لتكون ممارسة الأعمال في بيئة سهلة ويسيرة وتعتمد على الخدمات الإلكترونية في ظل التحول الرقمي الذي تشهده السلطنة. علاقات المملكة وعمان توطدت عبر التاريخ تعززها قيادتان حكيمتان السيد فيصل آل سعيد