الاستراتيجية الوطنية للنقل والخدمات اللوجستية تعد خطوة مهمة في اقتصادنا الوطني، بل نستطيع القول إن الاستراتيجية اللوجستية هي وسيلة نقل إلى مراتب عالمية متقدمة، وقد سعدت جداً بسماع خبر إطلاقها من سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان رئيس اللجنة العليا للنقل والخدمات اللوجستية والذي يعلم - حفظه الله - مدى هذه السعادة التي أتحدث عنها وأعنيها والتي أيضاً يشعر بها الكثيرون من المهتمين والممارسين والمختصين في هذا القطاع الحيوي المهم الذي سيكون له دور كبير في قفزاتنا الاقتصادية الوطنية. قبل أيام من إطلاق سمو ولي العهد لهذه الاستراتيجية كتبت مقالا تناولت فيه جانبين مهمين، وقد تحقق أحدهما من خلال هذه الاستراتيجية الموفقة، وبقي الجانب التأهيلي للكوادر الوطنية والذي أكدت على أهمية اهتمام الجامعات والمعاهد بهذا القطاع، فهذه الاستراتيجية الوطنية سيكون لشباب وشابات الوطن دور مهم في تحقيق تطلعات الوطن وقيادته وتحيق أهداف الاستراتيجية الوطنية للنقل والخدمات اللوجستية، التي بمشيئة الله ستعزز من ترسيخ مكانة المملكة كمركز لوجستي عالمي يربط القارات الثلاث، وستساهم أيضاً في الارتقاء بكافة الخدمات والوسائل للنقل، وكوني إحدى نساء الوطن ومن أوائل المهتمات والممارسات لهذا القطاع فإنني أعي مدى أهمية التكامل في منظومة الخدمات اللوجستية، وكذلك أنماط النقل الحديثة التي تدعم مسيرة التنمية الشاملة في المملكة وأحدها الخدمات اللوجستية، وأدرك كافة المعوقات والتحديات التي تواجه تنفيذ الخطط الاستراتيجية والتي بلا شك سيكون للحوكمة في قطاع النقل والخدمات اللوجستية دور رئيس في تخطي كل العقبات والتحديات، وسينعكس بمشيئة الله بشكل إيجابي على هذا القطاع الحيوي. علينا أن نبذل كافة الجهود لإنجاح هذه الاستراتيجية الوطنية والحرص على الجودة العالية من الخدمات، سواء في الحركة العابرة للنقل الجوي، التي ستزيد لأكثر من 250 وجهة دولية، وستشمل الشحن ومضاعفة استيعابه لأكثر من 4.5 ملايين طن، أو من خلال الاهتمام بطاقة الحاويات الاستيعابية لتصل إلى 40 مليون حاوية، وكذلك لا ننسى جودة مشروعات الجسر البري التي ستكون بين الموانئ في الشرق والغرب وبين المدن والمدن الصناعية، فهذه الاستراتيجية الوطنية التي أطلقها عراب رؤيتنا الطموحة سمو ولي العهد - رعاه الله - تستحق الاهتمام وعبارة عن خارطة طريق لكل الجهات ذات العلاقة بهذا القطاع وعلى رأسها وزارة النقل والخدمات اللوجستية التي بذلت جهود موفقه في مواكبة رؤية المملكة 2030، بقيادة معالي الوزير صالح الجاسر الذي يعمل وفريقه على تحقيق تطلعات قيادتنا لهذا القطاع الواعد، الذي حرص سمو ولي العهد من خلال رئاسته للجنة العليا للنقل والخدمات اللوجستية على وجود استراتيجية لهذا القطاع، تساهم في مضاعفة إجمالي الناتج المحلي الوطني الذي يبلع اليوم 6 ٪، وأيضاً زيادة ضخ الإيرادات غير نفطية بشكل سنوي حتى يصل إلى حوالي 45 مليار ريال في العام 2030م. خطوات مهمة حقيقةً تجعلنا اليوم متفائلين لمستقبلنا المشرق والواعد لاقتصادنا الوطني بسواعد أبناء الوطن، ونحن نملك كل المقومات التي نعمل على استثمارها باستراتيجيات نوعية. جنان العمران