تُعد مكتبة الحرم المكي الشريف من أقدم وأهم المكتبات في العالم الإسلامي، وذلك يعود إلى سبب جذورها العريقة الممتدة عبر التاريخ، ففي عام (160ه) أمر الخليفة العباسي محمد المهدي ببناء قبتين في صحن المطاف إحداهما للسقاية والأخرى للمحفوظات، ومنها انطلقت نواة المكتبة، وسميت قبة بيت المحفوظات لحفظ المصاحف وبعض الكتب الدينية، وتميزت مكةالمكرمة هذه البقعة الطاهرة بنشاط علمي وثقافي كبير لا سيما بين أروقة المسجد الحرام، وأضحت مركزاً علميًا وثقافيًا وعالميًا بارزًا، حتى جاء العهد السعودي المبارك بدعم منقطع النظير وإيمان بضرورة تنمية روافد العلم والمعرفة حيث أمر الملك عبدالعزيز -رحمه الله- في عام (1375ه) بتسمية المكتبة باسمها الحالي وهو "مكتبة الحرم المكي الشريف"، وتهيئة مكان أكبر وأشمل لها، ليتواكب مع عظمة المكان والمحتوى الذي تحمله المكتبة بين أروقتها، لتتوالى بعد ذلك الإنجازات والتطورات الملموسة، ومن ثم تنقلت إلى عدة مواقع واستقرت الآن بمبناها في بطحاء قريش، وفي صدد انتقالها وعودتها إلى حضن المسجد الحرام في التوسعة الشمالية في مبنى قد خصص للمكتبة، خدمة للحجاج والعمّار والزوّار والباحثين وطلبة العلم. وتحتوي مكتبة الحرم المكي الشريف على عدد من الإدارات والأقسام، في مقدمتها: الإدارة العامة لمكتبة الحرم المكي الشريف، وتقوم على التوجيه والمتابعة المستمرة لتحقيق الخدمات المطلوبة كافة من مختلف إدارات المكتبة، وبحث سبل التطوير واستقطاب الكوادر البشرية المتخصصة والمميزة. ورسمت المكتبة طموحها في ثلاث نقاط وهي: 1-الرؤية والريادة عالمياً في مجال المكتبات وإثراء المعرفة، وتوفير مصادر البحث والمعلومات بمختلف وسائل التقنية الحديثة، 2-الرسالة: بإبراز الصورة المشرقة لرسالة الحرمين الشريفين، ورفع كفاءة وفاعلية الخدمات المعرفية والمعلوماتية وتسجيل جودتها واستثمار الوسائل والتقنيات الحديثة كافة. 3-الهدف الاستراتيجي: بتطوير منظومة العمل في المجالات كافة؛ الإعلامية والعلمية والخدمية والإدارية والفنية والتدريبية والتقنية، وتحقيق التنمية المستدامة وفق رؤية الوطن (2030) والرؤية التطويرية للرئاسة (2024). إدارة الخدمات المكتبية: وتحرص إدارة الخدمات المكتبية على تهيئة المكان وتوفير مختلف فروع العلم وصنوف المعرفة، لتمكين الباحثين والمطالعين وطلبة العلم من الاستفادة منها بأرقى وسيلة ممكنة، وتضم الإدارة قاعة الشيخ ناصر الراشد للاطلاع والقراءة، وفيها أكثر من (65000 مجلد) بعناوين مختلفة منها اللغة العربية والشريعة والسيرة النبوية والعلوم الاجتماعية والعلوم التطبيقية والعلوم البحتة وغيرها. كذلك تحتوي المكتبة على إدارة الصحف والدوريات: وهي ما يصدر من صحف ومجلات بشكل دوري ومستمر بأعداد متتالية، وتحتوي الإدارة على قاعة "الشيخ سليمان بن عبيد" وتضم في طياتها ثروة من المطبوعات الدورية من مجلات وصحف محلية وعربية وإسلامية منها ما توقف عن الصدور ومنها ما زال مستمراً ومنها النادر، كما أن بها ركناً خاصاً بلغة برايل: وهو ركن يهتم بالمكفوفين ويقدم خدماته لهم بأفضل السبل، ويحرص القائمون عليه بتزويده بشكل مستمر بمجلات متنوعة ومختلفة العناوين بلغة برايل. وأيضاً إدارة الطباعة والأرشفة: التي تعمل على طباعة الكتب والمجلات العلمية والإعلامية الصادرة عن الرئاسة، ويقوم كذلك بنسخ وتصوير محتويات المكتبة من كتب ومخطوطات وتحويلها إلى نسخ رقمية، والعمل على أرشفتها والاستفادة منها، كما أن الإدارة مزودة بأحدث أجهزة الطباعة والتصوير، وكذلك يعمل عليها موظفون مختصون لإنتاج أفضل ما يمكن. كذلك إدارة الشؤون الفنية: وتقوم الإدارة من خلال الأقسام التابعة لها على فهرسة وتصنيف الكتب وتعقيمها وترميمها وتجليدها، كما أن الإدارة مزودة بأحدث الأجهزة لا سيما في عملية التعقيم فهناك جهاز خاص يعمل على طبقة الأوزون. كما يوجد في الإدارة عدة أقسام وهي: قسم الفهرسة والتصنيف، ويضم: وحدة الفهرسة، ووحدة الباركود. كذلك قسم الأعمال المهنية، ويضم: وحدة التجليد، ووحدة التعقيم، ووحدة الترميم. كما توجد إدارة المكتبات الخاصة والإهداء: وتقوم على تنظيم وترتيب واستقبال المكتبات التي تهدى للمكتبة، وتقوم بتوفير مجموعة من الكتب لتقدم كإهداء للمستفيدين من الأفراد أو عن طريق الإهداء المتبادل مع الجهات الأخرى. وبلغت عدد المكتبات الخاصة في الإدارة 43 مكتبة، وأبرز المكتبات الخاصة هي: مكتبة الشيخ عبدالله بن حميد، ومكتبة الشيخ عبدالله آل الشيخ ومكتبة الشيخ سليمان بن عبيد. كما توجد إدارة التزويد والتوريد، التي تعمل على ضمان مد المكتبة بجديد الإصدارات من خلال التخطيط الاستراتيجي لتنمية المكتبة بالإصدارات المختلفة، والتنسيق بين مصادر التزويد المختلفة، ومتابعة معارض الكتب الدولية. وأيضاً إدارة العلاقات والبرامج: وتقوم الإدارة على التنسيق المسبق ما بين المكتبة والإدارات والجهات الداخلية والخارجية، وتعزيز التواصل المستمر والمثمر مع المكتبات العامة والخاصة، وجدولة زيارات الوفود ومرافقتها بين أروقة المكتبة والمشاركة في الأنشطة والفعاليات الثقافية والمجتمعية. كذلك إدارة الترجمة بالمكتبة: وهي إدارة حديثة النشأة بقرار من معالي الرئيس العام، وهي معنية بمتابعة جديد إصدارات أهم اللغات الأجنبية وترجمة إصدارات الرئاسة إلى لغات مختلفة. كما توجد إدارة المكتبة الرقمية الذكية: وتعنى بتقديم ودعم الوسائل التقنية الحديثة كافة في صناعة عالم المكتبات بوسائطها المختلفة المرئية أو المسموعة أو المكتوبة، وتمكين مكتبة الحرم المكي الشريف منها. وإدارة الإعلام والاتصال بالمكتبة: وهي إدارة معنية بإبراز الجهود والخدمات وكافة الإمكانات التي تقدمها المكتبة عبر وسائل الإعلام المختلفة، وهي حلقة الوصل والرابط بين المكتبة والجهات الإعلامية. ومركز المخطوطات، الذي يضم كل ما كتب بخط اليد على ورق أو جلد وغيرهما قبل عصر الطباعة، ويعنى المركز بحفظها والاهتمام بها والحرص على اقتناء الثمين منها، ويضم آلاف المخطوطات الأصلية والمصورة، ويحرص المركز على المحافظة على المخطوطات وتعقيمها والتواصل مع الجهات الأخرى والمختصة بالمخطوطات وتأمين فهارس المخطوطات، وبلغ عدد المخطوطات الأصلية (7849 مخطوطة)، والمخطوطات غير العربية (372 مخطوطة)، والمخطوطات المصورة (2756 مخطوطة)، وفهارس المخطوطات (554 مجلداً)، والمخطوطات الرقمية (31476 مخطوطة رقمية)، والمخطوطات التي تم إعادة ترميمها بدارة الملك عبدالعزيز (105 مخطوطات)، والكتب النادرة (8000 كتاب ما بين نادر وطبعات قديمة). ومن نفائس مركز المخطوطات وجود أقدم مخطوطة (فوائد البزاز) "الغيلانيات في أجزاء الحديث" لمؤلفه: محمد بن عبدالله بن إبراهيم الشافعي المتوفى سنة 354ه، وتاريخ نسخه سنة494ه، كما يوجد في المكتبة النسخة الوحيدة في العالم من (مسند الموطأ) لمؤلفه عبدالرحمن بن عبدالله بن محمد الغافقي المتوفى سنة 381ه، وتاريخ نسخه سنة 693ه. وكذلك النسخة الوحيدة الكاملة في العالم من (مجمع البحرين في زوائد المعجبين) لمؤلفه نجم علي بن أبي بكر بن سليمان الهيثمي المتوفى سنة 807ه، وتاريخ نسخة سنة 857ه. وأيضاً نسخة نادرة من (الفروسية والمناصب الحربية) لمؤلفه نجم الدين حسن الرماح المتوفى سنة780ه، وتاريخ نسخه في القرن الثامن الهجري. كما أن مكتبة الحرم المكي الشريف لم تغفل عن تهيئة خدماتها لذوي الاحتياجات الخاصة، فقد حرصت المكتبة على أن يصل قاصدوها بكل يسر وسهولة وفي مقدمتهم ذوي الاحتياجات الخاصة، فعملت على تهيئة المكان لهم بالآتي: مواقف خاصة أمام مبنى المكتبة، وتهيئة مدخل يعينهم في الوصول بسهولة (مقابض جدارية – مزلقانات)، ومصاعد ذات نظام خاص مدعم بلغة (برايل)، وتهيئة بعض المرافق كدورات مياه خاصة ومكبرات خاصة لذوي الضعف البصري، وركن يحتوي على مصاحف ونشرات ومطبوعات بلغة (برايل). موقع المكتبة قديماً واجهة المكتبة جريدة «الرياض» العدد (1) عام 1965م مدير مكتبة الحرم د. أحمد بن فهد الشويعر فهرس مخطوطات الحرم مجلة «الرسالة» عام 1933م جريدة «عكاظ» العدد (1) عام 1964م إحدى المجلات الدورية جريدة «المقتطف» من مقتنيات المكتبة قاعة الاطلاع