في ظل درجات الحرارة الخانقة، يلجأ سكان فانكوفر إلى مراكز تبريد مكيفة في المدينة الكندية طلبا لبعض الانتعاش خلال موجة القيظ الحالية. وقالت كندية تدعى لو الأربعاء من أحد مراكز التبريد ال25 التي افتتحتها المدينة، لوكالة فرانس برس "لقد واجهنا موجات قيظ سابقاً لكن لم نشهد شيئا من هذا القبيل". وأضافت "أنا مصدومة بعدد الوفيات المسجل هنا"، في إشارة إلى وفاة عشرات الأشخاص في الأيام الأخيرة في المنطقة بما يفوق المعدلات الاعتيادية بسبب الحرّ الشديد وفق السلطات. وأوضحت لو "ليس لديّ مكيّف للتبريد في المنزل بل مجرّد جهاز تهوية. أتيت للعمل في مكان أجد فيه بعض البرودة في الطقس". وتختنق بريتش كولومبيا، المقاطعة الواقعة في أقصى غرب البلاد، منذ أيام في ظل مستويات حرارة استثنائية بلغت ذروتها الثلاثاء مع 49,5 درجة مئوية في قرية ليتون على بعد حوالى 250 كيلومترا شمال شرق فانكوفر. وإضافة إلى بريتش كولومبيا، شهدت ولايتا واشنطن وأوريغون الأميركيتان على الجانب الآخر من الحدود، أيضا هذا الأسبوع موجة قيظ مع درجات حرارة قياسية. ودعت السلطات الكندية السكان إلى الحذر، مناشدة أياهم شرب المياه باستمرار والبقاء قدر الإمكان في منأى عن أشعة الشمس. * وضع "غير مسبوق" - يروي بيتر لوهوارو (70 عاما) انه اضطر للتوقف عن استخدام الدراجة الهوائية بسبب تلوث الأوزون في إطار موجة القيظ الشديدة. ويقول في مركز التبريد "هذا أمر غير مسبوق: سافرت في مواضع حارة مثل وادي الموت (في كاليفورنيا) لكننا نشهد الآن على حرّ أكبر". ويضيف الرجل السبعيني "للناس الذين يعيشون في شقق بلا أجهزة تكييف أو موجهة نحو الجنوب، اضطر كثر لأن يستأجروا غرفا فندقية أو يواجهوا معاناة حقيقية". وفي المنطقة، أغلقت مدارس وعلقت مراكز تلقيح ضد كوفيد-19 عملها. كما أن أجهزة التكييف والتهوية بدأت تنفد من الأسواق. وتقول أشلي فوغان وهي تتنزه مع أطفالها الثلاثة "الحر شديد في منزلنا، اضطررنا حقا إلى الاعتماد على أصدقائنا للتزود بأجهزة تهوية". وتضيف "أطفالي كانوا منزعجين كثيرا، لقد بكوا كثيرا بسبب القيظ". وأحصى مكتب الطب الشرعي في المقاطعة "عددا غير مسبوق من الوفيات"، مع "486 وفاة على الأقل" بين الجمعة والأربعاء، في مقابل حوالى 165 وفاة في المعدل خلال فترة الأيام الخمسة هذه في الأوقات العادية، أي "بارتفاع نسبته 195 %". وعلقت ليزا لابوانت كبيرة الأطباء الشرعيين في المقاطعة في بيان "رغم أن من المبكر جدا الجزم بمدى ارتباط هذه الوفيات بموجة الحر، من المحتمل أن يكون الارتفاع الكبير في الوفيات عائدا إلى الظروف المناخية القصوى التي شهدتها بريتش كولومبيا ولا تزال تتعرض لها مناطق عدة". من ناحيتها، أعلنت شرطة فانكوفر أنها تغرق تحت سيل من اتصالات المساعدة في خطوط الطوارئ. وقال السرجنت في الشرطة ستيف أديسون "لم نشهد يوما مثل هذه الحرارة في فانكوفر. ولسوء الحظ، عشرات الأشخاص يموتون". وتعزى هذه الحرارة إلى ظاهرة تسمى "القبة الحرارية" وتتجلى بضغط جوي مرتفع يحبس الهواء الساخن في المنطقة. لكنّ حدة هذه الظاهرة استثنائية. ويقول خبير الأرصاد الجوية في هيئة البيئة الكندية تيري لانغ لوكالة فرانس برس إن "هذا الحدث الخاص ينسجم تماما مع علم التغيرات المناخية: موجات حر أكثر حدة وأطول مدة مع درجات حرارة أعلى وفي أوقات أبكر من السنة". ويؤكد أن أفراد المجتمع العلمي "يحبسون أنفاسهم لدى الاطلاع على الأرقام المقلقة".