حثّ المدرب غاريث ساوثغيت لاعبي منتخب إنجلترا على اغتنام الفرصة للفوز بكأس أوروبا لكرة القدم، بعد الفوز التاريخي الثلاثاء على ألمانيا 2-صفر في ثمن النهائي. ومع التخلص من كابوس ألمانيا في البطولات الكبرى، تملك إنجلترا فرصة ذهبية لاحراز ثاني ألقابها الكبرى بعد مونديال 1966 على أرضها. وشكّل فوز "الأسود الثلاثة" على ألمانيا في ملعب ويمبلي، لحظة سعادة كبرى للإنجليز بعد سنوات من الإنحناء أمام "ناسيونال مانشافات"، بهدفين متأخرين من رحيم سترلينغ والقائد هاري كاين. وودّع الإنجليز نهائيات كأس العالم أعوام 1970 من ربع النهائي و1990 من نصف النهائي و2010 من ثمن النهائي على يد الألمان، كما ودّعوا البطولة الأخيرة التي استضافوها على أرضهم عام 1996 في كأس أوروبا من نصف النهائي على يد الغريم التاريخي الذي توّج لاحقاً بلقبه الثالث والأخير في البطولة القارية. وفيما هتفت الجماهير "كرة القدم تعود إلى وطنها"، احتفالا بفوز طال انتظاره على ألمانيا، يدرك ساوثغيت أن هذه الأمسية لن تعني الكثير إذا ما ارتبطت بتتويج أوّل في البطولة القارية.ردّ لاعب الوسط الدفاعي السابق على إمكانية اعتبار فريقه أحد المرشحين للفوز باللقب "لم أقل لهم ذلك.. لكن عندما وصلنا إلى غرف الملابس، كنا نتحدث عن مباراة السبت بالفعل".تابع المدرب البالغ 50 عاما "كان اداء هائلا، لكن بكلفة عاطفية وجسدية، ويجب التأكد من التعافي وبأننا في حالة ذهنية مناسبة". وأردف لاعب كريستال بالاس وأستون فيلا وميدلزبره السابق "هذه لحظة خطيرة بالنسبة لنا. سنحظى بدفء النجاح والشعور في أنحاء البلاد بأنه يتعين علينا إحراز اللقب. نعرف أن التحدي سيكون كبيرا من الآن وصاعداً، أعتقد أن اللاعبين مدركون لذلك".شرح ساوثغيت جانباً من خطته لمواجهة ألمانيا "واجهنا فريقا أحرز لقب المونديال أربع مرات، مدرباً يملك مسيرة لا تصدّق، احترم كل ما قدّمه مع خبرتها، أدركنا أن ألمانيا ستفرض طريقة لعبها في بعض فترات المباراة وأن (توني) كروس و(ماتس) هوملس سينظمان اللعب ويجب أن نتحلى بالصبر".وتابع "ما يرضيني أكثر شيء أننا لعبنا بشغف وبقلبنا، لكننا لعبنا أيضا بعقلنا، وجدنا توازنا بين الشجاعة مع الكرة أو الاحتفاظ بها في ملعبنا". ويبدو مسار إنجلترا نحو النهائي سهلاً نسبياً، إذ تلتقي السبت أوكرانيا التي أزاحت السويد 2-1 بعد التمديد، وبحال فوزها في ربع النهائي في روما، تلاقي الفائز بين الدنمارك وتشيكيا في ويمبلي مجدداً. وتحدث ساوثغيت عن 40 ألف متفرج في الملعب "كانت الطاقة هائلة في المدرجات اليوم". تأمل إنجلترا في تلافي ما حصل مها خلال مونديال 2018، عندما تخطت السويد في ربع النهائي قبل أن تسقط ضد كرواتيا في المربع الأخير. ويعتقد ساوثغيت أن التجربة المؤلمة في روسيا قبل ثلاث سنوات، علمت إنجلترا درسا قيما "وصلوا إلى الأدوار الأخيرة قبل ذلك، يعرفون مدى صعوبة الأمر، لذا فإن أقدامهم على الأرض". وتابع "يجب أن يكونوا واثقين من الطريقة التي لعبوا فيها وطريقة الأداء، لكن بالطبع جئنا إلى هنا بنية معينة، ولم ندركها بعد".أداء يؤكد عليه سترلينغ المتألق في هذه البطولة مع ثلاثة أهداف حتى الآن "عرفنا أنه يجب تقديم أداء كبير أمام فريق جيدا جدا، وقد نجحنا بذلك اليوم". وتابع "احتفلت بالهدف ثم لنصف ثانية اعتقدت أنه قد يكون تسللاً، أنا سعيد لتأكيده وتحقيق الفوز".وبحال نجحت إنجلترا في فك نحس لازمها منذ 1966 عندما تغلبت على ألمانيا الغربية 4-2 بعد التمديد، ستدين بشكل كبير لخط دفاعها الذي لم تهتز شباكه بعد. أصبحت ثاني فريق في تاريخ كأس أوروبا لا تهتز شباكه في أول أربع مباريات من البطولة. المرة الوحيدة التي نجحت إنجلترا بهذه السيطرة الدفاعية، كانت في مونديال 1966.