وافق مجلس الوزراء السعودي على ترخيص بنكين رقميين محليين في المملكة برأس مال تبلغ قيمته 4 مليارات ريال، البنكان الرقميان سيكونان عن طريق "تحويل شركة المدفوعات الرقمية السعودية (STC Pay) لتصبح بنكا رقميا محليا لمزاولة الأعمال المصرفية في المملكة برأسمال يبلغ 2.5 مليار ريال (بنك إس تي سي)، وتحالف عدد من الشركات والمستثمرين بقيادة شركة عبدالرحمن بن سعد الراشد وأولاده لتأسيس بنك رقمي محلي لمزاولة الأعمال المصرفية في المملكة برأسمال يبلغ 1.5 مليار ريال (البنك السعودي الرقمي)، هذان القراران يؤسسان لحقبة جديدة من الخدمات المصرفية عالية الجودة، وتوسيع قاعدة البنوك من أجل تعظيم القيمة لأكبر اقتصاد في المنطقة وتوفير خدمات مصرفية متنوعة تلبي احتياجات جميع شرائح العملاء، المملكة دولة فتية 70 في المئة من سكانها تحت سن الثلاثين سنة وهذه الفئة تجتذبها التقنية المتقدمة والمتطورة ولا تستهويها الخدمات التقليدية، تجربة زيارة الفروع ليست محببة للكثير لأن أسلوب تقديم الخدمة وزمن الانتظار لا يرقيان إلى المستوى الذي يجعل العملاء يهتمون بتكرار هذه التجربة، وأصبحت زيارات الفروع منحصرة على فئة معينة من العملاء وهذه الفئة بدأت تتلاشى مع تطور التقنيات البنكية والتطبيقات الذكية وسهولة استخدامها. الطريق ليس ممهداً أمام البنوك الرقمية في سباق المنافسة مع البنوك التقليدية التي تمتلك خبرات متراكمة تمكنها من سد الثغرات التي قد تنفذ منها البنوك الرقمية، كما أنها تمتلك خدمات رقمية وبجودة عالية وتستطيع تطويرها وتحسينها في وقت قياسي، وإن كان هنالك وسيلة للمنافسة وجذب عملاء البنوك التقليدية فهو التسعير لأن المصاريف التشغيلية لدى البنوك الرقمية سوف تكون منخفضة للغاية بسبب عدم وجود الفروع التي تستنزف موارد البنك من رواتب ومصاريف إيجار وكهرباء وتشغيل أنظمة الحاسب الآلي والمراقبة ونقل الأموال والصيانة، ولذلك سوف يكون للبنوك الرقمية مساحة كافية للمناورة والنزول بالأسعار إلى مستويات جاذبة للعملاء ولا تستطيع البنوك التقليدية مجاراتها، وخدمة شراء المديونية إحدى الخدمات التي سوف تمكن البنوك الرقمية من تحويل الرواتب إليها، البنوك الرقمية سوف تستحوذ على شريحة جيدة من العملاء الأفراد الباحثين عن التمويل الأقل كلفة، البطاقات الائتمانية هي الأخرى سوف تكون إحدى الخدمات الجاذبة للعملاء وخصوصاً بطاقات المرابحة التي تعطي تمويلاً للمشتريات مع سداد مؤجل وبهامش ربح أقل من البنوك التقليدية التي تتجاوز هوامشها ال12 في المئة في السنة ولذلك تستطيع البنوك الرقمية جذب العملاء إذا خفضت هامش الربح بنسبة تزيد على ال50 في المئة، أما الشركات الصغيرة والمتناهية الصغر سوف تكون ضمن أهداف البنوك الرقمية من خلال تقديم خدمات التمويل والتجارة الإلكترونية والخدمات الأخرى التي تساعدها على النمو لأن البنوك التقليدية عادة تضع شروطا تعجيزية لتمويل هذه المنشآت، وسوف تقدم البنوك الرقمية جميع الخدمات البنكية الأخرى من إصدار بطاقات للصرف الآلي وخدمات نقاط البيع والتحويلات البنكية، أما التحديات التي ستواجه البنوك الرقمية هي الخدمات التي لا تتوفر لديها مثل الإيداعات النقدية وإيداع الشيكات والسحب النقدي من الحسابات للمبالغ التي تتجاوز خمسة آلاف ريال وغيرها، وقد تلجأ إلى التعاقد مع البنوك التقليدية لتنفيذ هذه العمليات نيابة عنها مقابل رسوم عن كل عملية، وإن نجحت في تقديم جميع الخدمات البنكية فإنها قد تستطيع المنافسة والوصول إلى شرائح أكثر من عملاء البنوك، ولكنها قد تعاني في البداية من ضعف الودائع، إلا إذا أغرت العملاء بعوائد أكبر على الودائع البنكية وبطرق مبتكرة. بنك اس تي سي لديه أكثر من ستة ملايين عميل في محفظته الرقمية الأغلب منهم عملاء خدمة التحويلات المالية التي تعتبر من أفضل الخدمات من حيث التسعير والسرعة وبشراكته مع Western Union أكبر شركة تحويلات مالية في العالم سوف تمكنه من تنمية هذه الشريحة وربما يصبح أكبر بنك للتحولات المالية في المملكة، هذه الشراكة سوف تنمي عوائد البنك المالية وزيادة تدفقاته النقدية، كما أن بنك اس تي سي لدية قاعدة عملاء شركة الاتصالات التي سوف تسهل عليه الوصول إلى العملاء وتسويق خدمات وعروض البنك الرقمي، وسوف تكون فرص النجاح لدى بنك اس تي سي الرقمي أسهل وأسرع من البنك السعودي الرقمي الذي سوف يواجه تحديات أكبر.