عيّن ياسر الرميان، رئيس مجلس إدارة شركة أرامكو السعودية، ومحافظ صندوق الاستثمارات العامة، في مجلس إدارة شركة "ريلاينس إندستريز ليمتد" كمدير مستقل، تمهيدًا لصفقة بين أرامكو و"ريلاينس" بقيمة 15 مليار دولار، وسط ترحيب رئيس مجلس إدارة "ريلاينس" موكيش أمباني، الذي قال خلال الاجتماع السنوي الرابع والأربعين للمساهمين "إن انضمام الرميان إلى مجلس إدارتنا هو بداية تدويل شركة ريلاينس وعولمتها"، مشيراً بأن الرجل "من أكثر صناع القرار تأثيرًا في عالم الطاقة والاستثمار، وهو في قلب خطط المملكة العربية السعودية لتحويل الاقتصاد من خلال إنشاء قطاعات جديدة وتنويع الإيرادات بعيدًا عن النفط. وأضاف: "إن استمرار المشاركة والعزم من كلا الجانبين، حتى أثناء هذا الوباء، لهو دليل على العلاقة القوية بين أرامكو السعودية و"ريلاينس"، وأتوقع أن يتم إضفاء الطابع الرسمي على شراكتنا بطريقة سريعة هذا العام". وأعلن التكتل في أغسطس 2019، عن محادثات لبيع حصة 20٪ في أعمال تحويل النفط لكيميائيات، التي تضم مصفاتي نفط مزدوجة في جامناجار في ولاية غوجارات وأصول بتروكيميائية، إلى أكبر مصدر للنفط في العالم، شركة أرامكو السعودية. وكان من المقرر إبرام الصفقة بحلول مارس 2020 لكنها تأجلت واستؤنفت المحادثات هذا العام، ويقال إن الاثنين يناقشان صفقة نقدية وأسهم دفعت أرامكو الحصة مع أسهمها في البداية ثم دفعات نقدية متداخلة على مدى عدة سنوات. وقال أمباني: "إن تحقيق نمو متسارع، تتطلع "ريلاينس" إلى إضافة أرامكو السعودية كشراكة إستراتيجية في أعمال تحويل النفط لكيميائيات"، متوقعاً تسريع المحادثات هذا العام مع انتظار المزيد من التحديثات، وقال سوف تسمعون المزيد عن خططنا الدولية في الأوقات المقبلة". وتشير هذه الخطوة إلى عودة الصفقة بين الشركتين إلى مسارها الصحيح وقال أمباني إن المناقشات مع أرامكو السعودية جارية ويمكن إغلاق الصفقة هذا العام. في إشارة لتوقع إبرام صفقة لبيع حصة 20 في المئة في وحدة تحويل النفط إلى الكيماويات التابعة للشركة إلى أرامكو السعودية هذا العام. وقال أمباني، إن الرميان، 51 عامًا، سيحل محل يوجيندرا بي تريفيدي، 92 عامًا، الذي أعرب عن رغبته في التقاعد. وقال "على الرغم من العديد من التحديات بسبب الجائحة، فقد أحرزنا تقدمًا كبيرًا في الماضي في مناقشاتنا مع أرامكو السعودية". في وقت جرى توقيع اتفاق أولي لبيع خُمس الوحدة التي تضم مصافي النفط ومصانع البتروكيماويات وأعمال بيع الوقود بالتجزئة في العام قبل الماضي، لكن تفشي الوباء العالمي آخر الصفقة. وتخطط شركة ريلاينس استغلال عوائد صفقة تحويل النفط لكيميائيات لتميل مشاريعها الأخرى في الطاقة الخضراء، حيث قال أمباني "الآن لدينا إجابة مفادها أن جزءًا كبيرًا من نقود مشروع تحويل النفط لكيميائيات سيتم إعادة توزيعها في الطاقة الخضراء وإنشاء المصانع العملاقة، لذا، إلى هذا الحد، فإن الأموال المتولدة من جزيئات النفط ستمول الثورة الخضراء للشركة، وسيؤدي ذلك إلى تحسين النتيجة البيئية والاجتماعية والحوكمة لشركة "ريلاينس" بشكل كبير، وسيكون ذلك ضخمًا وإيجابيًا بشكل كبير من قبل المساهمين العالميين. إلى ذلك، قالت شركة ريلاينس إندستريز الهندية يوم الخميس إنها تأمل في إبرام صفقة رسمية مع أرامكو السعودية في عام 2021. كما سينضم ياسر الرميان رئيس مجلس إدارة أرامكو، إلى مجلس إدارة الشركة الهندية كمدير مستقل. ويمثل هذا التعيين دفعة قوية للشراكة الاستراتيجية المرتقبة بين الشركتين العملاقتين للنفط والتكرير والكيميائيات. وكانت "ريلاينس" أعلنت عن بيع 20٪ من حصتها في أعمال النفط إلى الكيميائيات مقابل 15 مليار دولار لشركة أرامكو. كان من المتوقع في البداية أن يتم الانتهاء من الصفقة في مارس 2020. ومع ذلك، توقفت الصفقة العام الماضي في أعقاب انهيار أسعار النفط الناجم عن الجائحة. والان وقد تعافت أسعار النفط، أعادت الشركتان المحادثات. ويأتي تجدد المباحثات في وقت تعتبر الهند اقتصادها الأسرع نموا في العالم نتيجة للإصلاحات غير المسبوقة والتي جعلت من الاستثمار في الهند أضمن وأسهل من أي وقت مضى في ظل تنامى حجم استهلاك الهند للنفط لأكثر من خمسة ملايين برميل يوميا كثالث أكبر مستهلك للنفط الخام في العالم والسوق الأكثر جذباً لتجارة مشتقات النفط. في وقت تستورد الهند في المتوسط 25 مليون برميل نفط شهريا من السعودية. فيما تنظر شركة أرامكو للهند بالاقتصاد المتميز الذي يحقق نسبة نمو كبيرة بنحو 7% سنويًا، وأن المؤشرات المستقبلية تعطي دلالة إيجابية بشكل استثنائي، إذ من المتوقع أن تستمر الهند خلال العشرين سنة القادمة في تحقيق مستويات نمو كبيرة، وأن يتضاعف اقتصاد الهند من حيث الحجم ليشكل 15% من الاقتصاد العالمي بحلول العام 2050م، مما سيجعله ثاني أكبر اقتصاد في العالم، فضلًا عن أن الهند ستكون الدولة الأولى مستقبلًا من حيث عدد السكان في العالم، أغلبهم فئات الشباب، وهو ما يعطي الهند ثروة بشرية هائلة وتحسن في مستويات المعيشة لمئات الملايين من البشر. تشكل السوق الهندية بالنسبة لأرامكو أولوية استثمارية