يعد اتفاق الرياض الموقع في 5 نوفمبر 2019 بين الحكومة اليمنية والمجلس الانتقالي الجنوبي، وبما يحويه من ترتيبات سياسية، واقتصادية، وعسكرية، وأمنية المخرج الوحيد لحقن دماء الشعب اليمني والمحقق للأمن والرخاء والاستقرار في الداخل اليمني. وقد هدفت المملكة العربية السعودية وبمشاركة تحالف دعم الشرعية في اليمن من وراء هذا الاتفاق إلى نزع فتيل التصعيد بين الأطراف اليمنية بما يحقق تماسك البنية اليمنية، واستدامة السلام وتحقيق الأمن والرخاء للشعب اليمني. وتعمل باستمرار وبجهد دؤوب لاستكمال تنفيذه. كما قدمت آلية لتسريع ذلك مدركة أنه بتنفيذ اتفاق الرياض والالتزام والتعاون من قبل الأطراف بذلك سيجني اليمنيون ثماره استقراراً وتنمية. ويتطلع كل يمني إلى تحقيق اتفاق الرياض لإدراكهم مدى أهميته حيث إنه طوق نجاة ينتشل اليمنيين من براثن الهلاك ويمنحهم الحياة بسلام. كما أنه الدرع المتين لمواجهة العدوان الإيراني وأدواته على اليمن. والمعرقل لأطماعهم وما لا شك فيه أن المعرقلين لاتفاق الرياض ضد مصلحة اليمن واليمنيين وهم الراغبون في استمرار وتدهور الوضع السياسي والعسكري والإنساني، كما أنهم أدوات تخريب ودمار لملالي إيران في اليمن. فما أن تشعر التنظيمات الإرهابية وميليشيات الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران بالمضي قدماً في تنفيذ اتفاق الرياض الذي أنعش أحلام وآمال اليمنيين، حتى تتجه لإطلاق طائرتها وصواريخها على الأعيان المدنية الأبرياء بالداخل والخارج اليمني وتحريك كل خلاياها الإرهابية في انتهاك صارخ للقانون الدولي الإنساني وقواعده العرفية. ولرفع المعاناة عن الشعب اليمني واستكمال تنفيذ اتفاق الرياض حثت المملكة على تسهيل عودة الحكومة اليمنية إلى عاصمة اليمن المؤقتة عدن وتمكينها من أداء عملها، كما أكد سفير المملكة لدى اليمن المشرف على البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن محمد آل جابر أن المملكة وتحالف دعم الشرعية في اليمن يعملان باستمرار مع طرفي اتفاق الرياض لاستكمال تنفيذه. وقال آل جابر في تغريدة عبر حسابه في موقع التواصل الاجتماعي "تويتر": "تعمل المملكة وتحالف دعم الشرعية في اليمن باستمرار مع طرفي اتفاق الرياض لاستكمال تنفيذه، ونعول على أن يضع الجميع مصلحة الشعب اليمني الشقيق فوق كل اعتبار، والتعجيل بعودة الحكومة اليمنية إلى عدن وتمكينها من أداء أعمالها، لرفع معاناة الشعب الشقيق واستكمال تنفيذ كل جوانب الاتفاق". وقال الباحث السياسي د. محمد القبيبان في حديث له مع "الرياض": "هدفت قوات تحالف دعم الشرعية في اليمن من وراء اتفاق الرياض لإيقاف الصراع في اليمن، وإعطاء فرصة للمجال السياسي بأن يأخذ طريقه الصحيح". وأكد أن اتفاق الرياض يعد تضحية من قبل التحالف من أجل إنقاذ الوضع الإنساني في اليمن. مبيناً أن الميليشيا تقوم غير مراعية لذلك وبإيعاز من إيران باستغلال هذه المبادرة لاستمرار الصراع في اليمن وبالتالي سفك دماء اليمنيين وتشريدهم وتعطيل تنمية وتقدم اليمن. وأضاف: لقد تعرضت المملكة والأشقاء في اليمن للعديد من الهجمات على الأعيان المدنية والمرافق الاقتصادية وفي المقابل لم تكن ردة فعل المملكة انتقامية حفاظاً على المدنيين الأبرياء وإنما كان التعامل من قبل المملكة مع هذه الاعتداءات باحترافية عالية ووفق عمليات عسكرية نوعية لإعادة البوصلة لاتجاهها الصحيح، ولتفهم الميليشيا أنه لا تساهل ولا تنازل في التعامل مع الميليشيات الإرهابية المعتدية. وأوضح د. القبيبان أن التحالف يقدم فرصاً لتحقيق المسار السياسي الصحيح في اليمن. وأردف: "ما قامت به الولاياتالمتحدة من إلغاء تصنيف الحوثيين كميليشيا إرهابية جعل هذه الميليشيا تعتقد أنها على حق ما زاد من عبثها، كما أظهروا العناد والتعنت وعدم الرغبة في السلام، وأكدوا ذلك مراراً وتكراراً سواء من خلال تصريحات سياسية أو بإطلاق صواريخهم على المرافق الاقتصادية عالمياً، بالإضافة إلى تهديد الملاحة بوضع ألغام بحرية أو بإرسال زوارق مفخخة إلى الموانئ في المملكة. وشدد القبيبان على أننا دائماً ما نلمس من الإخوة الأشقاء في اليمن وقفة صادقة تجاه اتفاق الرياض والتمسك به والسعي إلى تنفيذه، لكن للأسف رأينا أن هناك أبواقاً تستغل المواقف وتعمل على تأجيج الأحداث واستغلالها اقتصادياً. لافتاً إلى أن الإعلام المضاد نجح للأسف في إيصال هذه الفكرة للمأجورين في اليمن. مؤكداً على أن ما يحدث الآن في اليمن ليس في مصلحة المنطقة عامة ولا في مصلحة اليمنيين خاصة ويؤثر على المستوى الإقليمي في المنطقة. وبين أنه من المهم عودة الحكومة اليمنية إلى عدن والبدء بتنفيذ المشاريع الاقتصادية المدعومة من قبل التحالف حتى يتحقق للشعب اليمني ما يطمح إليه من سلام ورخاء وليستقر الوضع الإنساني على أقل تقدير في المناطق المحررة من العدوان الحوثي. وذكر د. القبيبان أن على المجتمع الدولي أن يقوم بدوره الحقيقي والفعال بالضغط على هذا الميليشيات إما عن طريق المبعوث الأميركي أو عن طريق مبعوث الأممالمتحدة. ويلاحظ د. القبيبان أن هناك تساهلاً من قبل المبعوث الأممي مع الحوثيين على الرغم من أن هذه الميليشيا هي من تقوم بتصعيد الأوضاع العسكرية في اليمن للأسوء ومن تستغل الأوضاع الإنسانية وكان يفترض الضغط عليها وفقاً للقرارات الأممية ولمبادرة الرياض ومخرجات الحوار الوطني. وختم د. محمد القبيبان حديثه ل"الرياض" بالقول: "على الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، الضغط على أعضاء الحكومة لتعود الحكومة عاجلاً إلى عدن، والبدء بتنفيذ ما تم الاتفاق عليه في اتفاق الرياض وذلك حتى يرى اليمنيون الذين يعتقدون أن هذا الاتفاق ليس في مصلحتهم الاستراتيجية حسب ما يروج لذلك الإعلام المعادي مدى جدواه وإسهامه في تحقيق الصالح للداخل اليمني".