أطلق المنتدى الدولي للطاقة، ومقره الرياض، مبادرة جديدة لتطوير منهجية قياس لانبعاثات غاز الميثان من صناعة الطاقة، مما يسمح للدول الأعضاء بجمع بيانات موحدة لمعالجة أحد الأسباب الرئيسة لتغير المناخ، يتم تنفيذ مشروع منهجية قياس الميثان بالشراكة مع "كايروس"، وهي شركة متقدمة للمراقبة وتحليل البيانات، لسد الفجوة بين انبعاثات الميثان المرصودة وتلك التي تم الإبلاغ عنها على مستوى الشركة، وهي خطوة حاسمة للحد من انبعاثات الميثان العالمية التي تعد سببًا رئيسا لظاهرة الاحتباس الحراري. وقال الأمين العام لمنتدى الطاقة الدولي جوزيف ماكمونيجل: "إن انبعاثات الميثان هي المحرك الرئيس لتغير المناخ، وتأتي في المرتبة الثانية بعد ثاني أكسيد الكربون. لذلك، من الأهمية بمكان أن تركز البلدان على خفض غاز الميثان حتى يتمكن العالم من معالجة تغير المناخ، فيما ستساعد المبادرة البلدان الأعضاء على إحراز تقدم في تحقيق أهدافها المناخية". ويعد المنتدى الدولي للطاقة أكبر منظمة دولية للطاقة في العالم، حيث يضم 71 عضوًا يمثلون 90 بالمئة من سوق الطاقة العالمي، ويقدر الخبراء أن انبعاثات الميثان المبلغ عنها حاليًا تبلغ نحو 10 بالمئة مما يتم ملاحظته بواسطة الأقمار الصناعية، وستسمح المنهجية الجديدة للبلدان الأعضاء في منتدى الطاقة الدولي وصناعات الطاقة لديها بالنظر في أفضل البيانات المتاحة عن انبعاثات الميثان، وتحديد خط الأساس التاريخي للميثان، وتحديد أهداف التخفيف بطريقة شفافة ومتسقة. من خلال هذه الأهداف، سيكون أعضاء منتدى الطاقة الدولي قادرين على تقديم خطط ذات مصداقية لتقليل انبعاثات غاز الميثان في مساهماتهم المحددة وطنياً قبل مؤتمر الأممالمتحدة السادس والعشرين لتغير المناخ للأطراف في نوفمبر 2021. وستعتمد المنهجية على بيانات الأقمار الصناعية التي تديرها وكالة الفضاء الأوروبية، مع الذكاء الاصطناعي والخوارزميات المتقدمة لاكتشاف وقياس انبعاثات الميثان، ومن شأنه أيضًا أن يدمج بيانات الشركات وكذلك البيانات على المستوى القُطري. وقال رئيس ومؤسس شركة "كايروس" أنطوان روستاند، "مع التكنولوجيا المتقدمة، أصبح الاكتشاف المنهجي والقياس والعزو لانبعاثات الميثان الكبيرة حقيقة واقعة، في وقت يتطلب أن يتجه الاحترار إلى أقل من 2 درجة مئوية بحلول العام 2050، حيث ستلعب تقنية الكشف في الوقت الفعلي لدينا دورًا في جعل ذلك ممكنًا". وتزود المبادرة أعضاء منتدى الطاقة الدولي بمجموعة من الأدوات لتتناسب مع قدراتهم واحتياجاتهم لخفض الانبعاثات، ويقتصر نطاق هذا المشروع على الانبعاثات الناتجة عن صناعة الطاقة ولا يشمل انبعاثات الميثان الزراعية وغيرها، حيث إن الهدف هو إنشاء منهجية خلال الأشهر الأربعة القادمة. وقالت د. ليلى بنالي، كبيرة الاقتصاديين في منتدى الطاقة الدولي: "قد تكون تخفيضات غاز الميثان أقل ثمارا معلقة بالنسبة لصناعة الطاقة للمساهمة بنصيبها في معالجة تغير المناخ حيث يمكن خفض حصة كبيرة من دون تكلفة أو بتكلفة منخفضة". "من خلال منهجية جديرة بالثقة، ستقود الدول الأعضاء، في منتدى الطاقة الدولي، الطريق إلى تحديد أهداف الانبعاثات وتقليل انبعاثات غاز الميثان في القطاع". وتعتبر "كيروس" منصة مراقبة الأصول العالمية الرائدة المبنية على العلوم الأساسية والبحث والتطوير القوي والتكنولوجيا الرائدة، ومن خلال تسخير صور الأقمار الصناعية والمصادر المتعددة للبيانات غير التقليدية مع التعلم الآلي ومعالجة اللغة الطبيعية والرياضيات المتقدمة، فإن "كيروس" قادر على مراقبة وقياس نشاط الطاقة والموارد الطبيعية في جميع أنحاء العالم. وبالنظر لعمر الميثان في الغلاف الجوي فهو قصير نسبيًا مقارنة بغازات الدفيئة الأخرى، ومع ذلك فهو أكثر كفاءة في حبس الحرارة، وتتزايد تركيزات الميثان في الغلاف الجوي اليوم بشكل أسرع من أي وقت مضى منذ الثمانينات. ولسنوات عديدة، تم تجاهل الميثان في الجدل المناخي، ولكن أظهرت الأبحاث مؤخرًا أهمية تخفيف غاز الميثان لتجنب المخاطر المناخية الحادة، بما في ذلك فقدان المحاصيل وحرائق الغابات والطقس القاسي وارتفاع مستويات سطح البحر. واستهدفت العديد من شركات الطاقة الميثان من خلال تقليل الانبعاثات من إنتاج الغاز الطبيعي وأنظمة التوزيع، وتشمل الأساليب الشائعة تقليل أو القضاء على تنفيس الغاز، واستبدال المعدات القديمة بمعدات جديدة منخفضة الانبعاثات، وتعزيز برامج الكشف عن التسرب وإصلاحه. ويعتبر منتدى الطاقة الدولي أكبر منظمة في العالم تضم وزراء الطاقة من 71 دولة بما في ذلك الدول المنتجة والمستهلكة وهو المركز العالمي لحوار الطاقة الذي يعزز أمن الطاقة واستقرار السوق والشفافية. أما "كيروس" فهي شركة رائدة في تحليل البيانات المتقدمة تساعد المتداولين والمستثمرين والمشغلين والحكومات على اتخاذ قرارات أفضل. وتقدم نظرة عميقة حول مخاطر المناخ وتستخلص القيمة من دمج البيانات البديلة وبيانات السوق في الحلول الفريدة وعروض المنتجات.