مع انتشار وباء كوفيد 19 اضطرت العديد من العائلات للمكوث في المنازل خوفاً على نفسها وصغارها من العدوى. أدى ذلك إلى حالة ممل وضجر عند الجميع فكان لابد من وجود وسائل تسلية فكثر الحرص على ممارسة الهوايات وكثر استخدام وسائل التواصل الاجتماعي. وقد خشي عديد من الآباء من تأثير الأجهزه الإلكترونية على عيون أطفالهم وخاصة أن الدراسة للسنة الثانية عن طريق الشبكات الإلكترونية. لذلك بحثوا عن بدائل أخرى للترفيه وكانت تربية القطط لها النصيب الكبير. فتربية الحيونات الأليفة لم تكن مألوفة في مجتمعنا، وقد أصبحت الآن منتشرة وذلك لأن لها دوراً في تخفيف القلق والتوتر وراحة الأعصاب، وذلك عبر إطلاق مواد كيميائية مهدئة في الجسم. ففي نتائج دراسة أجريت في جامعة مينيسوتا، أظهرت أن الأشخاص الذين يربون القطط هم أقل عرضة للإصابة بالنوبات القلبية. ولكن مع فوائد وجود القطط في المنزل أيضاً لها مشكلات أخرى، لذلك لاحظت زيادة عدد المرضى للعيادة وخصوصاً الذين يعانون من حكة الأنف واحمرار العين والعطاس ومنهم من تفاجأ بظهور طفح جلدى فى بعض مناطق الجسم، مع الرغبة فى الحكة. أثناء الحديث والاستفسار معهم عن المسببات كان يوجد عامل مشترك بين هذه العائلات هو إحضار حيوان أليف للمنزل وفي الغالب قطط. لذلك أحببت التحدث عن حساسية القطط لأهميته هذه الفترة، أسباب حساسية القطط والحيوانات الأليفة ليست كما يعتقد الكثير من الناس أنه من شعرها وفرائها بل من البروتينات المتطايرة من جسدها ولعابها وبولها ووبرها أثناء لعق وبرها باللعاب وتختلف الأعراض من شخص لآخر ومن هذه الأعراض: سيلان، حكة، انسداد الأنف عطاس متكرر، السعال وأحياناً الشعور بصوت أزيز بالصدر أو خرفشة أثناء التنفس، واحمرار العين، وطفح واحمرار جلدي على الصدر والوجه. وقد تتطور أعراض الحساسية للقطط في دقائق معدودة أو تستغرق ساعات حتى تظهر وأحياناً أيام. يمكن السيطرة على حساسية القطط عادة بأدوية الحساسية مثل مضادات الهيستامين، وأدوية مزيلة للاحتقان وبخاخات الستيرويد الأنفية. بالنسبة للعلاج أهم شي للسيطرة على حساسية القطط تجنب الاقتراب منها قدر الإمكان. وغالبًا ما يكون من الصعب أو المستحيل التخلص تمامًا من التعرض لمسببات الحساسية الحيوانية. حتى إذا لم يكن لديك قط، فقد تتعرض بشكل غير متوقع لحساسية القطط المنقولة على ملابس الآخرين. بالإضافة إلى تجنب المواد المسببة للحساسية قد تحتاج إلى أدوية للسيطرة على الأعراض. من هذه الأدوية التي تقلل أعراض حساسية الأنف مضاد الهيستامين بحيث يقلل إنتاج المادة الكيميائية التي تنشط في رد الفعل التحسسي، وبالتالي يساعد في تخفيف الحكة والعطاس وسيلان الأنف. تتضمن الأدوية المضادة للهيستامين إما على شكل بخاخ للأنف أو أقراص مضادات الهيستامين، أيضاً الكورتيكوستيرويدات التي يتم تناولها على هيئة بخاخ أنفي تساعد على تقليل حساسية الأنف أو حمى القش والتحكم في أعراضها تتميز الكورتيكوستيرويدات عن طريق الأنف بأن جرعتها أقل من الأقراص، وتكون الآثار الجانبية أقل يمكن أن تساعد الأدوية المزيلة لاحتقان الأنف في تقليص الأنسجة المتورمة في الممرات الأنفية وتسهل عملية التنفس من خلال الأنف. تجمع بعض أقراص الحساسية المتاحة دون وصفة طبية بين مضادات الهيستامين ومضادات الاحتقان. يمكن لعقاقير إزالة الاحتقان الفموية أن تزيد من ضغط الدم، ويجب عدم تناولها إذا كنت تعاني من ارتفاع ضغط الدم أو مشكلة في القلب. قد تقلِّل أدوية إزالة الاحتقان والتي تؤخذ في صورة بخاخ الأنف من أعراض الحساسية لفترة وجيزة. إذا كنت تستخدم بخاخًا مزيلًا للاحتقان لأكثر من ثلاثة أيام متتالية، فقد يتسبب ذلك في زيادة احتقان الأنف. أيضاً معدلات الليوكوتراين تمنع من عمل بعض المواد الكيميائية في الجهاز المناعي والتي تسبب حساسية تكون على شكل أقراص في حال أن بخاخات الكورتيكوستيرويدات عن طريق الأنف أو مضادات الهيستامين ليست خيارات جيدة بالنسبة لك. أيضاً من العلاجات المهمة هو تدريب جهازك المناعي على ألا يكون حساسًا تجاه المواد المثيرة للحساسية مثل بروتينات القطط. ويتم هذا عبر سلسلة من حقن الحساسية أو النقط تحت اللسان المسمى بالعلاج المناعي وقد يحتاج هذا العلاج المداومة عليه مدة تتراوح بين ثلاث وخمس سنوات. ويستخدم العلاج المناعي عادة حين لا تكون نتائج العلاجات البسيطة الأخرى مُرضية. والجيد بأن المريض بعد إنهاء كورس العلاج يشفى تماماً من حساسية القطط وفي النهاية نتمنى للجميع السلامة من كل مرض.