وجد الاتحاد الأميركي الجنوبي لكرة القدم (كونميبول) ضالته في البرازيل لتنظيم بطولة كوبا أميركا في موعدها المحدد في الفترة بين 13 حزيران/ يونيو والعاشر من تموز/ يوليو المقبلين، وذلك بعد بضع ساعات على استبعاد الأرجنتين من الاستضافة بسبب جائحة كوفيد-19. وقال الاتحاد الأميركي الجنوبي في حسابه على تويتر "ستقام كأس أميركا الجنوبية 2021 في البرازيل. تم تأكيد موعد انطلاق البطولة ونهايتها" بعد بضع ساعات على تغريدة له أكد فيها أن "كونميبول يُعلم أنه نظراً للظروف الحالية، قرّر تعليق تنظيم كوبا أميركا في الأرجنتين" وأنه يدرس "عروض دول أخرى أبدت اهتمامها باستضافة البطولة القارية"، من دون إعطاء مزيد من التفاصيل. وكان مقرراً أن تقام نسخة البطولة المؤجلة من العام الماضي بسبب "كوفيد-19" في كولومبياوالأرجنتين، لكن الكونميبول خسر في أقل من أسبوعين خدمات الدولتين الشريكتين في الاستضافة، فقد استبعدت الأولى قبل عشرة أيام بسبب الاحتجاجات الشعبية المطلبية العنيفة التي خلفت عشرات القتلى، قبل أن تعلن الثانية انسحابها أمس الاثنين بسبب وباء كورونا. وقال نائب الرئيس البرازيلي هاميلتون موراو إن تنظيم البطولة في بلاده يمثل "مخاطرة أقل" مما هو عليه في الأرجنتين بسبب اتساع رقعة الأراضي البرازيلية، على الرغم من الخسائر البشرية التي سببها فيروس كوفيد-19 في بلاده. وقال موراو "الميزة هي حجم بلدنا وعدد الملاعب. يمكننا توزيع" المباريات في جميع أنحاء البلاد. وغرد الاتحاد الأميركي الجنوبي على حسابه في تويتر عقب الإعلان عن استضافة البرازيل للبطولة "كونميبول يشكر الرئيس جايير بولسونارو (...) على فتح أبواب بلاده للحدث الرياضي الأكثر أمانًا في العالم". وكان رئيس ديوان الحكومة الأرجنتينية سانتياغو كافييرو أعلن الاثنين "كان لدى الأرجنتين التزام وحاولنا في جميع الأوقات الحفاظ عليه لكن الواقع الوبائي حال دون ذلك". وعلل كافييرو قرار الانسحاب ب"لقد عملنا مع سلطات الكونميبول على الاحتمالات والسيناريوهات المختلفة. لكن كل شيء كان دائمًا خاضعًا لشيء يتجاوز تنظيم البطولة ويرتبط بزيادة الحالات، مع استمرار الموجة الثانية من الإصابات في الانتشار". وتعتبر كوبا أميركا أهم المسابقات الدولية التي ينظمها ال"كونميبول". وكانت الأرجنتين التي يقدّس سكانها كرة القدم والمتحمسة لرؤية أداء منتخبها بقيادة نجمه ليونيل ميسي، قد بدأت قبل أيام قليلة في تمهيد الطريق لانسحابها من التنظيم. فقد حذرت وزيرة الصحة الأرجنتينية كارلا فيسوتي مؤخراً من الصعوبات التي تواجه عملية تنظيم مماثلة، فيما تمر البلاد بأخطر فترة للجائحة، حيث أصيب أكثر من 41 ألف شخص في يوم واحد الخميس الماضي. وبحسب استطلاع للرأي أجرته مؤسسة "بولياركيا" ونُشر الجمعة، فإن 70 في المئة من الأرجنتينيين كانوا يعارضون تنظيم بلادهم للبطولة، حتى ولو كانت السلطات قد خططت لوضع بروتوكول صحي صارم، لا سيما من خلال الحد من حجم الوفود. وبدأ بعض اللاعبين، وليس أقلهم، في التعبير عن معارضتهم لإقامة هذه البطولة. وقال الأوروغوياني لويس سواريس الذي توج مؤخراً مع فريقه أتلتيكو مدريد بلقب الدوري الإسباني وعاد إلى بلاده للمشاركة مع المنتخب في مباراتين ضمن التصفيات المؤهلة إلى مونديال قطر 2022 في الثالث والثامن من حزيران/يونيو: "دُهشت بحقيقة أن كوبا أميركا ستقام رغم الوضع الحالي". من جهته، أعرب مواطنه مهاجم مانشستر يونايتد الإنجليزي إدينسون كافاني عن سخطه قائلاً "إنه انعدام رهيب للمسؤولية أن يتم بذل كل شيء للعب هذه المباريات المؤهلة (للمونديال) وكأس كوبا أميركا. لا أهمية لأي شيء يتعلق بالوضع الاجتماعي هنا، ولا حتى المخاطر المرتبطة بالفيروس". ستكون المرة السادسة التي تستضيف فيها البرازيل كأس كوبا أميركا، وفي كل مرة توجت باللقب على أرضها أعوام 1919 و1922 و1949 و1989 و2019. وأحرزت البرازيل تسعة ألقاب في المسابقة حتى الآن بعد أعوام 1997 و1999 و2004 و2007، وتحتل المركز الثالث في عدد التتويجات باللقب خلف الأوروغواي (15 مرة) والأرجنتين (14 مرة).