(إن لله ما أخذ، وله ما أعطى، وكل شيء عنده بأجل مسمى، فلنصبر ونحتسب). فقدنا منذ أيام علم من أعلام المحاماة والاستشارات القانونية في المملكة، زميلنا الأستاذ المحامي صلاح بن إبراهيم الحجيلان الذي تميّز بعلمه وعمله وحسن تعامله، والفقيد هو من أوائل المحامين المرخصين في المملكة؛ فقد تخرج من كلية الحقوق بجامعة القاهرة في منتصف القرن الماضي، ويعتبر بحق من أوائل رواد المهنة والمؤسسين لها، تدرب في مكتبه مجموعة من المحامين السعوديين كان لهم إسهامات كثيرة في تطوير المهنة وانتشارها، واكتسبوا عنده من الخبرات العملية والمهنية ما أهّلهم لرفد بلادنا وأصبحوا ثروة قيِّمة من المحامين ذوي الكفاءة المهنية والأخلاق العالية بتوفيق من الله، ثم تأهيل الفقيد لهم وقد واكب ذلك تطور مرفق القضاء والمحاماة بدعم وتوجيه من ولاة الأمر حفظهم الله. وقد جمعتني والفقيد ساحات المحاكم في عدة قضايا تمكَّنا من إنهائها بتعاون مهني وأخلاقي بكل يسرٍ وسهولة مع حفظ حقوق الأطراف وبث روح التعاون المستمر بينهم. حاز الفقيد مكانة مرموقة في ممارسته للمهنة وثقة القطاعين العام والخاص، وكان له قصب السبق في الحصول على ثقة رجال الأعمال في الداخل والخارج وتمثيل شركات وكيانات دولية في قضاياهم. غفر المولى له وأسكنه فسيح جناته، وعزائي لذويه وزملاء المهنة وكافة محبيه، سائلاً المولى أن يجعل أنجاله خير خلف لخير سلف. قال الشاعر: إني رأيت الصبرَ خيرَ مُعوَّل في النَّائبات لمن أراد معولا وقال: وللمهيمن في حالاتنا نظر وفوق تدبيرنا لله تَدبيرُ "إنّا لله وإنّا إليه راجعون" * محام