نسمع في الآونة الأخيرة نغمة جديدة كثر ترديدها من بعض إعلام الأندية المنافسة للهلال، وهي نغمة «حظ الهلال»، وللأسف يتم ترديدها بغية التقليل من إنجازاته وبطولاته وكأنها أمر معيب. ومن يردد هذه النغمة لا يخلو من أحد احتمالين، إما أنه يقصد معناها الحقيقي، فهؤلاء لي معهم وقفات بعد قليل، وإما أنه يرمي من خلالها إلى أمور أخرى، واتخذ من هذه العبارة ستارا له، فلا أستطيع إلا أن أقول لهم شافاكم الله وعافاكم، وما أضاع أنديتكم طوال هذه السنين إلا هذه المزاعم والتوهمات التي لا أساس لها إلا في عقولكم. أما من يقصد المعنى الحقيقي لها، فأقول: إن للحظ والتوفيق أسباب، فما ذنب الهلال إذا أخذ بها، ولماذا لا يحذون حذو الهلال ويأخذون بها. فالهلال حسب علمي وعلى حد اطلاعي هو من أفضل الأندية في المسؤولية الاجتماعية، ليس على مستوى الأندية السعودية فحسب، بل على مستوى أندية العالم. الهلال من أكثر الأندية وقوفا مع لاعبيه ومنتسبيه، سواء كانوا أحياء، أو أمواتا، وآخر هذه الوقفات ما فعلوه أخيرا من بناء مسجد لأحد الإعلاميين المحسوب عليهم، وقبله وقفاتهم مع سعد الدوسري وخميس العويران وعبدالله سليمان، مع العلم أنه في الأصل غير محسوب عليهم، هذه مجرد أمثلة وغيرهم كثير. في الهلال لا تجد أي لاعب يطالب بحقوقه، بينما البعض يريد الحظ والتوفيق، وهناك أكثر من لاعب يدعون عليهم، لأن لهم عدة سنوات لم يأخذوا حقوقهم. الهلال أقام حفلات اعتزال لمعظم نجومه، بينما البعض لم يقم حفل اعتزال لأشهر أساطيره، فتنكروا له وهو الذي طالما أسعدهم، وما زالوا يتغنون بإنجازاته في كل محفل. الهلال تسود أفراده المحبة والألفة والإيثار، بينما غيرهم يتشاكلون عند استلام كأس، أو تنفيذ ركلة جزاء. هذا غيض من فيض ولولا خشية الإطالة لضربت الكثير من الأمثلة، ولكن كما يقال «يكفي من القلادة ما أحاط بالعنق». فهل عرفتم الآن السر في حظ الهلال إذا كان هو السبب في سر إنجازاته وتوفيقه. أما نحن كمشجعين ومحبين لهذا النادي، نشعر بالفخر كلما سمعناكم ترددون هذه العبارة، ليقيننا بأنه فعلا يسير في الطريق الصحيح، وحلم كل لاعب أن يرتدي شعاره. همسة: الزعيم العالمي ماض في بطولاته وإنجازاته، ولمنافسيه كامل الحرية في نسبها لما يشاؤون، فبطولاته ستخلد، وكل سبب سينسبونه لها، سيذهب أدراج الرياح.