يواصل التحول الرقمي في قطاع المدفوعات في المملكة نموه بوتيرة متسارعة، حيث جاءت إطلاق نظام "سريع"، أول نظام للمدفوعات الفورية في المملكة، ليمثل أحدث الإنجازات في هذا القطاع. وتتيح هذه الخدمة الجديدة إرسال الأموال واستلامها بشكل لحظي، وهو ما ينعكس إيجاباً على قطاع الأعمال والمستهلكين والمؤسسات المالية، فضلاً عن مساهمته في تعزيز النشاط الاقتصادي. ويأتي هذا التطور الهام في ظل التوجه العالمي المتزايد لاعتماد المدفوعات الفورية، وهو الأمر الذي زادت وتيرته من بدء الجائحة العام الماضي، حيث يتوقع المستهلكون حالياً أن توفر لهم البنوك التي يتعاملون معها نفس مستوى الخدمات المتوفر على مواقع التجارة الإلكترونية، سواء لجهة الوضوح أو الشفافية أو توفر إمكانية تتبع عمليات الدفع بالكامل. وانطلاقاً من ريادتها في مجال تكنولوجيا حلول الدفع العالمية، عمدت ماستركارد إلى إطلاق نظام "سريع" في المملكة، بالتعاون مع شركة المدفوعات السعودية، وشركة "آي بي إم"، وذلك تحت إشراف البنك المركزي السعودي، حيث يتماشى إطلاق هذه الخدمة مع أهداف برنامج تطوير القطاع المالي، أحد برامج رؤية المملكة 2030، والرامي إلى الوصول بنسبة التعاملات غير النقدية في المملكة إلى 70% بحلول عام 2030. وتعليقاً على ذلك، شدد جهاد خليل مدير منطقة المملكة العربية السعودية والبحرين والمشرق العربي في شركة ماستركارد على أهمية هذا الإنجاز في مجال المدفوعات، ليس في المملكة وحدها ولكن على مستوى المنطقة بأسرها، وقال خليل: "يمثل إطلاق نظام "سريع" خطوة جديدة وهامة الوصول لهدف رقمنة الاقتصاد وفق محددات رؤية المملكة 2030. نحن في ماستركارد، نؤمن بأن المبادرات الجديدة، مثل نظام "سريع"، سيكون لها آثار إيجابية ملموسة على اقتصاد المملكة، وذلك من خلال تعزيز البنية التحتية لنظم المدفوعات، وتنمية التجارة الرقمية، فضلاً عن تمكين مؤسسات التكنولوجيا المالية والمؤسسات المالية بشكل عام من الاستفادة من مزايا الاقتصاد الرقمي. كما يلعب النظام الجديد دوراً حيوياً في تحقيق الشمول المالي بما يساهم في تعزيز النمو والازدهار لكافة الجهات ذات الصلة في المملكة". وأضاف خليل: "أسهم التطور التكنولوجي المتسارع في زيادة توقعات العملاء والمستهلكين، وبالتالي لعب دوراً كبيراً في تنمية قطاع المدفوعات الفورية، حيث يبحث العملاء عن خدمات أقل تكلفة وتتسم بالسرعة والشفافية". وتنسجم هذه الشراكة، بين ماستركارد، وشركة المدفوعات السعودية، و"آي بي إم"، مع استراتيجية ماستركارد الرامية لتوفير الحلول الذكية وتطوير نظم المدفوعات؛ كما تضع الأسس للمزيد من التعاون والشراكة في السوق السعودي بهدف توفير تقنيات مدفوعات رائدة تمكّن شركات التكنولوجيا المالية والمؤسسات المالية من الاستفادة من مزايا الاقتصاد الرقمي داخل وخارج المملكة. وحول هذه النقطة، أشار جهاد خليل إلى أن نجاح التعاون بين ماستركارد وشركة المدفوعات السعودية و"آي بي إم" لإطلاق نظام "سريع" يندرج ضمن استراتيجية ماستركارد متعددة المسارات، الهادفة إلى تعزيز الابتكار في مجال المدفوعات الرقمية في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا، مضيفاً "مع اقترابنا من النصف الثاني من عام 2021، بات جلياً أن تكنولوجيا المدفوعات المتقدمة تصبح بشكل متزايد متعددة المسارات، وأنها تتطور مع نمو اللاعبين المحليين في هذا القطاع". وعن توقعاته للمستقبل قال خليل: "أنا على ثقة بأن نظام "سريع" سيساهم بضمان أن تكون البنية التحتية لقطاع المدفوعات في المملكة من بين الأفضل عالمياً. ونحن بدورنا، سنواصل جهودنا لتنمية المدفوعات الرقمية في المملكة والمنطقة بشكل عام، حيث نتوقع زيادة ملحوظة في معدلات النمو خلال العقد المقبل". وأضاف خليل: "جاء إطلاق نظام المدفوعات الفورية في المملكة في الوقت المناسب تماماً، حيث أصبح الاقتصاد الرقمي أداة أساسية ومحورية في تحقيق الرخاء والازدهار". يشار إلى أن خبرة ماستركارد في مجال المدفوعات الفورية تشمل إطلاق شبكة الدفع الفوري RTP® لشركة "ذا كليرينغ هاوس" – نظام الدفع الفوري المتطور في الولاياتالمتحدة - والذي كان ثمرة الأنظمة الناجحة والموثوقة التي طورتها ماستركارد لصالح شركة "فاستر بايمنتس" في المملكة المتحدة، و"فاست" في سنغافورة، و"برومبت باي" في تايلاند. وتوفر ماستركارد الآن تقنية البنية التحتية للمدفوعات الفورية لاثنتي عشرة دولة مصنّفة ضمن أكبر 50 دولة حسب الناتج المحلي الإجمالي.