الرياضة أصبحت صناعة لذا لم تعد متابعتها مقتصرة فقط على الرياضيين، فهناك آخرون ليسوا في الوسط الرياضي وأصحاب مسؤوليات ومهام بعيدة عن الرياضة، لكنهم يعشقونها سواءً حديثاً أو منذ فترة طويلة. الوجه الآخر الرياضي لغير الرياضيين تقدمه «دنيا الرياضة» عبر هذه الزاوية التي تبحث عن المختصر الرياضي المفيد في حياتهم، وضيفنا اليوم الأكاديمي واستشاري الجهاز الهضمي وأمراض الكبد الدكتور خالد الحصيني. الرياضة تؤثر بشكل إيجابي على العديد من أمراض الكبد.. والسمنة خطر على مجتمعنا * هل تؤثر ممارسة الرياضة على مرضى الكبد؟ * تؤثر بشكل إيجابي على العديد من أمراض الكبد وعلى رأسها مرض دهون الكبد وخاصة لدى المرضى الذين يعانون من السمنة وقد أظهرت العديد من الدراسات العلمية فائدة ممارسة الرياضة بشكل منتظم على تحسين التهاب الكبد الناتج من تراكم الدهون على الكبد. التوعية الصحية في الملاعب الرياضية لا تزال دون المستوى * والمتبرعون بالكبد متى ينصح بممارستهم بعد التبرع؟ o بالنسبة للمتبرع، ينصح بعد الخروج من المستشفى بممارسة رياضة المشي بحسب الاستطاعة مع تجنب حمل الأوزان الثقيلة لتجنب حدوث أي مضاعفات ويحتاج الجسم مدة شهرين حتى يتم تعويض الجزء المتبرع به وعندها يستطيع المتبرع العودة لممارسة الرياضة بأنواعها. التسلل في العمل الصحي خطير.. والتعصب آفة الرياضة * بالنسبة للمتبرع له، يتم تحديد المدة بناء على تقييم الطبيب المعالج للحالة الصحية وغالبا تكون بالتدريج ويعود المريض لممارسة الرياضة بأنواعها بعد مرور 6 أشهر من عملية الزراعة. o هل تهيج القولون من ضمن علاجه ممارسة الرياضة؟ * بلا أدنى شك تعد ممارسة الرياضة من أهم عناصر الخطة العلاجية وقد أوصت الجمعيات العلمية المتخصصة بممارسة الرياضة بشكل منتظم ولمدة 30 - 45 دقيقة خمسة أيام أسبوعيا تؤدي لتحسن ملحوظ في أعراض متلازمة القولون العصبي. o هل مشروبات الطاقة والكافيين تؤثر على تهيج القولون؟ * العامل الغذائي من العوامل المهمة والمؤثرة في تهيج القولون ومن ضمن الأطعمة التي ينصح باجتنابها لمرضى متلازمة القولون العصبي على سبيل المثال لا الحصر المشروبات الغازية والمنبهات ومصادر الكافيين مثل القهوة والشاي والشوكولاتة بالإضافة لبعض أنواع الخضراوات كالبصل والملفوف وأخيرا منتجات الألبان والقمح والبقوليات كالفول والحمص. o توافقني بأن التوعية الصحية والطبية لا تزال قليلة عن الشاشات التلفزيونية بالملاعب لتوعية الجماهير؟ * اتفق في ذلك وخاصة في فترة جائحة كورونا وعدم حضور الجماهير في الملاعب ولذلك من الأفضل تعويض ذلك بالتوعية الصحية من خلال حسابات الأندية والاتحادات الرياضية المختلفة في وسائل التواصل الاجتماعي بأنواعها وتفعيل شاشات الملاعب مع عودة الجماهير للملاعب في المستقبل القريب بإذن الله. o وأعتقد أنك معي، حول حسابات بمواقع التواصل للأندية المُتابعة وكثافتها لا تزال بعيدة عن الحملات التوعوية الطبية؟ * أنشطة الأندية المحلية في مختلف الرياضات وخاصة كرة القدم متابعة بشكل كبير من قبل فئات المجتمع المختلفة وقد لاحظت في الآونة الأخيرة بداية تفعيل باب المسؤولية المجتمعية من قبل الأندية وتعتبر التوعية الصحية أحد المجالات المهمة لرفع وعي المجتمع بسبل الوقاية من الأمراض وبالإمكان الاستفادة من حسابات الأندية في وسائل التواصل الاجتماعي بمختلف أنواعها وأدعو الأندية للالتفات لهذا الأمر والتركيز عليه بالتعاون مع الجهات الصحية الرسمية. * بين رواتب اللاعبين ورواتب الأطباء من يغلب من؟ * لا أملك المعلومات الدقيقة لرواتب اللاعبين والله يبارك للجميع ولكن رضا الله - عز وجل - والعمل الإنساني بالإضافة للدعوات الصادقة من المرضى لها مردود إيجابي على الممارس الصحي يطغى على المردود المالي. الإبداع والإخلاص رافدان للجانب المالي * هل تعتقد أن لغة المال طغت على جانب الإبداع والإخلاص بالرياضة؟ * في الوقت الحالي الجانب الاقتصادي والمالي من أهم ركائز نجاح المشاريع والرياضة حاليا أصبحت في عصر الاحتراف والحوكمة ولذلك ظهرت أهميتها، ولكني أرى أن الإبداع وروح الإخلاص والتعاون في العمل والتخطيط الجيد كلها تعتبر رافدة ومساوية للجانب المالي في الأهمية. o هل سبق أن أقدمت على عمل وكانت النتيجة تسللا بلغة كرة القدم؟ * بحكم عملي طبيب وقوعي في التسلل له ضرر كبير على مرضاي لذلك لا بد أن تكون الخطط مدروسة وتنفذ بشكل دقيق لتجنب الوقوع في التسلل بينما على الجانب الشخصي وقعت في تسلل سوق الأسهم قبل عدة سنوات. o في الرياضة يحصد الفائزون والمتألقون الكؤوس فما الذي يقابل ذلك لدى المبدعين في المجالات الأخرى طبياً وثقافيا واجتماعيا واقتصاديا؟ * الرضا الداخلي والتقدير المعنوي من قبل جهات العمل ورؤية نتائج العمل الإيجابي على ازدهار الوطن لتحقيق تطلعات القيادة الرشيدة وخدمة المواطنين والمقيمين في وطننا الغالي. الصحة لا تقتصر على سلامة الأبدان * العقل السليم في الجسم السليم عبارة نشأنا عليها رغم خطئها فكم من شخصية عبقرية لا تملك جسدا سليما، باختصار نريد منك عبارة بديلة منك لجيل المستقبل؟ * الصحة لا تقتصر على سلامة الأبدان فقط وإنما تشتمل على تضامن سلامة الأبدان والعقول والجوانب النفسية مجتمعة ولذلك ممارسة الرياضة تعتبر أحد المفاتيح المهمة للحفاظ على تكامل هذه الجوانب ودائما أستشهد بالعبارة التالية، «الرياضة هي الإدارة العاقلة للجسم السليم والعقل الصحيح» * هل ترى أن الرياضة ثقافة، وإن كانت كذلك فكيف نتعامل مع تلك الثقافة على الوجه الأكمل؟ * الرياضة ثقافة وفكر وأسلوب حياة وفي وقتنا الحاضر ومع انتشار وسائل الترفيه الالكترونية وازدياد معدلات السمنة وما ينعكس عن السمنة من ازدياد في حالات الأمراض المزمنة كمرض السكري وارتفاع الضغط وارتفاع الكوليسترول ودهون الكبد تظهر أهمية الرياضة ومتى ما استشعر الفرد أهميتها على الجوانب العقلية والجسدية والصحية أدى ذلك للحرص على المواظبة عليها وعند ذلك يتم تحقيق الفائدة المرجوة منها. o في نظرك هل الرياضة تفرق أم تجمع، ولماذا؟ * الرياضة بحد ذاتها سواء ممارسة أو تشجيعا تجمع وخاصة إذا استشعر الفرد أنها وسيلة للترفيه عن النفس، ولكن إذا صاحبها أقوال أو أفعال مغذية للتعصب الرياضي فتصبح سلاحا للتفريق بين أفراد المجتمع. * بمعيار النسبة المئوية ما نصيب الرياضة من اهتماماتك؟ * لا تقل عن 30 % o متى كانت آخر زيارة لك للملاعب الرياضية ولأي لقاء حضرت؟ * 22 ديسمبر 2019 وحضرت لقاء السوبر الإيطالي بين يوفنتوس ولاتسيو على ملعب «مرسول بارك». o بصراحة ما ناديك المفضل؟ * ريال مدريد «شمسه» ساطعة بالبطولات. o أي الألوان يشكل الغالبية السائدة في منزلك؟ * الألوان الفاتحة بشكل عام. o لمن توجه البطاقة الصفراء؟ * لكل من يطلق الإشاعات بغرض التضليل واستغلال حاجة الناس للوصول لأهدافه الشخصية. *والبطاقة الحمراء في وجه من تشهرها؟ * لأعداء الصحة: السمنة والتدخين والمخدرات والتغذية السيئة. o لو خُيرت للعمل في حقل الرياضة من أي أبوابها ستدخل؟ * لا أمتلك المؤهلات أو الخبرة الكافية للعمل في المجال الرياضي لذلك سأكتفي بالتشجيع والاستمتاع بعيدا عن التعصب مع ترك المجال للمتخصصين وأهل الخبرة لأداء المهمة على أكمل وجه. *روشتة طبية توجهها إلى الجماهير السعودية؟ * ممارسة الرياضة وصحة الإنسان من أولويات حاضرنا ومستقبلنا ويظهر ذلك جليا في جهود القيادة الرشيدة وتوجيهاتها لتذليل أي صعوبات قد تواجهنا في الحفاظ على الصحة العامة لذلك أنصح الجميع بالحرص على ممارسة الرياضة بانتظام واتباع نظام غذائي متوازن والمحافظة على الوزن المثالي. * ورسالة أخوية لكل من يشتد حماسه في التشجيع بأن يشجع ويدعم ناديه بعيدا عن التعصب والانفعال السلبي لتجنب آثاره السلبية على الصحة. الدكتور خالد الحصيني مع الدكتور محمد القويز الضيف في أحد المؤتمرات العلمية د. خالد الحصيني ريال مدريد