في الصيف الدامي عام 1988م، كان العالم على موعد مع أحداث أكبر مجزرة سياسية على مرّ التاريخ (مذبحة السجناء السياسيين)، ارتكبها نظام الملالي كجزء من خطة للقضاء على معارضيه، حيث جرى إعدام 33 ألف سجين سياسي، وكذب الملالي على العالم بشأن المجزرة، وكان الصمت التام هو ردّ فعل الغرب، إلى أن جاء اليوم الذي يخاف منه نظام الملالي كثيراً وهو مطالبة الجيل الجديد الذي تولّد بعد ثورة الملالي بالتحقيق حول المجزرة ومقاضاة المجرمين، ما سبب ذلك ارتباكاً للملالي داخلياً وخارجياً.. السيدة كبري جوكار ل«الرياض»: عذّبوني في سجن (إيفين) أمام زوجي رغم حملي لإجبارنا على الاستسلام مجزرة عام 1988م في صيف 1988م أصدر الخميني فتوي بإعدام جميع أعضاء وأنصار مجاهدي خلق في جميع السجون الإيرانية، حيث كتب في فتواه الإجرامية: «الذين يصرون منهم حالياً في السجون وما زالوا متمسكين بنفاقهم يعتبرون محاربين ويحكم عليهم بالإعدام... وأي شخص كان وفي أية مرحلة، إن كان متمسكاً بالنفاق ليحكم عليه بالإعدام، أبيدوا أعداء الإسلام بسرعة». وأدت هذه الموجة الرهيبة إلى إعدام ما لايقلّ عن ثلاثين ألفاً من السجناء السياسيين، وكان جميع المسؤولين في النظام متورطين في هذه الجريمة الكبرى، ومع الأسف بقي المجتمع الدولي متفرجاً لهذه المجازر، ولم يبدِ أي ردّ فعل تجاهها، لا سيما أن هذه المجازر بعد وقف الحرب الإيرانية - العراقية وكان العالم منشغلاً بخبر سار أن نظام الملالي خضع أمام مطلب دولي كبير، وبعد أشهر من هذه المجازر مات الخميني، وحلّ محلّه خامنئي بصفة الولي الفقيه وزعيم النظام، لكن العالم نظر بعد الخميني إلى رفسنجاني الذي يلبس عمامة بيضاء بأنه أخذ بيده مقاليد السلطة، إذاً يجب فتح الطريق أمامه وعدم عرقلة أدائه عسى أن يكون معتدلاً وإصلاحياً. وقد طبّق نظام الملالي سرية تامة على هذه المجازر، وانقطعت جميع إمكانات التواصل مع السجناء، ولم يعرف العالم ماذا حدث في غياهب السجون، بينما المعلومات حول هذه الجرائم جاءت تحت الضوء بعد مضي سنوات شيئاً فشيئاً، وفور صدور الفتوى بدأت اللجان - المحاكم - المشكّلة بموجب الفتوى أعمالها بتوجيه سؤال بسيط للسجناء معصوبي العينين: لأي جماعة تنتمي؟ وكل من ردّ على هذا السؤال ب «مجاهدي خلق» كان مصيره إلى المشانق، ومن ردّ ب «المنافقين» فيوجه له أسئلة أخرى، وكانت مدة المحاكمة لا تتجاوز دقيقتين أو ربما أقل، وجرى تعليق ستة أشخاص معاً على كل مشنقة، وهذه الوتيرة بدأت في طهران وتوسعت إلى مختلف المحافظات الايرانية، وكان معظم الضحايا من مجاهدي خلق، أي ما يقارب التسعين بالمائة، حيث أعلنت تقارير ووثائق وشهادات عديدة أنّ ما يزيد على ثلاثين ألف سجين سياسي تمّ تصفيتهم خلال أشهر، وصرح أحد كبار المسؤولين السابقين في وزارة المخابرات الإيرانية في شريط مصوّر هرّبه من داخل سجن إيفين أن عدد الضحايا كان 33700 شخص، وأيضاً هناك عدد من السجناء الذين استطاعوا الخروج من السجون بعد هذه المجازر، نقلوا وقائعها للعالم. واللافت أن جميع المتورطين في هذه الجريمة الكبرى لا يزالون يتربعون على المناصب القيادية في النظام، وكبار المسؤولين في السلطة القضائية كانوا متورطين مباشرة في هذه الجريمة. ولبشاعة وفظاعة هذه الجرائم دفعت برجل الدين حسين علي منتظري، الخليفة المعين للخميني آنذاك، أن يحتج على هذه الجرائم، فكتب رسالتي احتجاج إلى الخميني ورسالة أخرى إلى أعضاء لجنة الموت في طهران، وقد ترجمتها «الرياض» إلى العربية، لكن منتظري دفع ثمن هذا الموقف باهظاً، حيث نحاه الخميني من منصبه. وفي حديث تلفزيوني بث يوم 26 أغسطس 2020م، شرح مهدي خزعلي الذي كان يعمل في عهدي رئاسة خامنئي ورفسنجاني في مكتب الرئاسة، وقائع العديد من مشاهد المجزرة عام 1988م في إيفين، وكشف عن معلومات جديدة فيما يتعلق بأبعاد هذه الجريمة. رسالة أهالي الضحايا على مدى سنوات، دأب نظام الملالي بشكل منهجي وتدريجي على تدمير قبور السجناء السياسيين في طهران ومدن أخرى في البلاد في سياسة إجرامية معادية للإنسان لإزالة آثار الجريمة ضد الإنسانية. وفي رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة وقادة الاتحاد الأوروبي والمسؤولين في الولاياتالمتحدة دعا 1112 فرداً من ذوي الشهداء الثلاثاء 04 مايو 2021م، إلى اتخاذ إجراءات فورية من أجل منع المزيد من تدمير قبور ذويهم من قبل الفاشية الدينية، وضرورة إحالة قضية مذبحة السجناء السياسيين ومسؤوليها إلى مجلس الأمن الدولي ومحكمة العدل الدولية. وجاء في الرسالة: «بينما وصفت المنظمات الدولية لحقوق الإنسان وخبراء الأممالمتحدة مذبحة السجناء السياسيين في عام 1988م بأنها جريمة ضد الإنسانية، يحاول مرتكبو هذه الجريمة الكبرى بشتى الطرق تدمير قبور هؤلاء الشهداء.. هذه الأفعال تشكل تعذيباً جماعياً لآلاف من ذوي الشهداء وجريمة مضاعفة ضد الإنسانية». حملة المقاضاة وجّهت السيدة مريم رجوي رئيسة الجمهورية المنتخبة من قبل المقاومة الإيرانية نداءً في أغسطس 2016م إلى الشعب الإيراني وأعضاء وأنصار المقاومة، أعلنت فيه إطلاق حركة المقاضاة بحق مرتكبي مجزرة عام 1988م، وكان من ضمن مطالب هذه الحركة محاكمة جميع الآمرين والمنفذين لهذه المجزرة، ونشر أسماء وهويات ومدافن جميع المعدومين، والكشف عن هوية كل متورّط في هذه المجزرة من متخذي القرار والمنفذين. وسرعان ما انتشرت حركة المقاضاة داخل إيران وخارجها، وتحوّل موضوع مجزرة السجناء السياسيين بعد 33 عاماً إلى موضوع الساعة في المجتمع الإيراني في وجه النظام. وبعد مضي أشهر على توزيع التسجيل الصوتي للقاء السيد حسين علي منتظري بلجنة الموت، اضطر خامنئي ومن معه إلى كسر الصمت، وأبدوا خوفهم من احتدام مشاعر الكراهية والنفور وإدانة هذه الجريمة داخلياً ودولياً، وأعربوا بصراحة عن قلقهم من الكشف عن الوجه الحقيقي للخميني، الأمر الذي جعل نظام ولاية الفقيه برمته أمام تحدٍّ واضح. إدانات دولية أدانت المملكة العربية السعودية عمليات الإعدام المنفذة من قبل النظام الإيراني عام 1988م، وجاء ذلك على لسان المندوب الدائم للمملكة لدى الأممالمتحدة سعادة السفير الدكتور عبدالله المعلمي في مداخلته في 26 أكتوبر 2017م عن مجزرة 1988م، بالقول: «لا ينبغي نسيان عمليات الإعدام المنفذة من قبل النظام الإيراني عام 1988م، وراح ضحيتها 30 ألفاً من السجناء الإيرانيين، في وقت ما زال صداها يتردد حتى الآن في المجتمع الإيراني، دون أن تطال يد العدالة المسؤولين عن تلك الحادثة». كما تحدث نائب المندوب الدائم للمملكة العربية السعودية لدى الأممالمتحدة الدكتور خالد المنزلاوي عن هذا الموضوع في 26 أكتوبر 2017م، قائلاً في جانب من حديثه: «... نشاطر سعادة المقررة استنكارها بشأن المجازر التي اقترفها النظام الإيراني في عام 1988م، تلك المجازر التي راحت ضحيتها الآلاف من السجناء السياسيين الذين خالفوا سياسات الخميني في أفكاره الطائفية ودفعوا أرواحهم ثمناً لذلك، وندعو المجتمع الدولي لإدانة ذلك والتحقيق بشأن هذه المجازر...». وركزت المقرّرة الخاصة بحقوق الإنسان في إيران عاصمة جهانغير في تقريرها المقدّم إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة 26 أكتوبر 2017م على تسلّمها رسائل عديدة من داخل إيران من عوائل الشهداء تطلب منها العمل في هذا المجال، كما أن الأمين العام للأمم المتحدة أيضاً تطرق لهذا الموضوع في تقريره إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة في أواخر العام الماضي. وتحدثت السيدة عاصمة جهانغير في الجمعية العامة للأمم المتحدة بشأن هذا الموضوع، وقالت: «من أجل المضي قدماً إلى الأمام إنني حريصة على أن أقترح أن ننظر إلى الوراء، وفي هذا المجال هناك عدد لافت من المظالم والحوارات والوثائق فيما يخص التقارير المتعلقة بالإعدامات المثيرة التي طالت آلاف السجناء السياسيين رجالاً ونساء وأحداثاً في العام 1988م. فهذه القضية تنم عن ألم عميق يجب النظر فيها، وأن أعمال القتل هذه تم تأكيدها من قبل بعض كبار المسؤولين في النظام الإيراني، وإنني أتلقى يكاد يكون يومياً رسائل عميقة وحميمة من أفراد أُسر أولئك الذين قتلوا وهم يطالبون بالمساءلة ولهم الحق في تلقي التعويض والاطلاع على حقائق بخصوص مصير ذويهم دون خطر الرد والانتقام، لذلك أنني أشدد على دعوتي لكي نضمن إجراء تحقيق شامل ومستقل بخصوص هذه الأحداث». وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية مورجان أورتاغوس في 17 يوليو2020م: «يمثل التاسع عشر من يوليو بداية لما يسمى بلجان الموت في إيران»، وكانت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية تشير إلى مذبحة عام 1988م للسجناء السياسيين بناء على مرسوم صادر عن المرشد الأعلى آنذاك الخميني الذي جاء فيه: «لقد صدر مرسوم بأن أولئك الموجودين في السجون في جميع أنحاء البلاد، ويبقون ثابتين على دعمهم للمنافقين (مجاهدي خلق)، إنما يشنون حرباً على الله ويحكم عليهم بالإعدام». كما أوضحت السيدة أورتاغوس أنه بناء على أوامر من الخميني شخصياً، قامت هذه اللجان بتنفيذ عمليات الاختفاء القسري، والإعدام خارج نطاق القضاء، بحق الآلاف من السجناء السياسيين المنشقين، وكان لملحوظات السيد أورتاغوس نفس التأثير، حيث أعلنت عن تاريخ محدد (التاسع عشر من يوليو1988م)، وأكدت علي ما تم الكشف عنه في عام 2016م... لسنوات حاول النظام وعناصره التملص من المسؤولية عن المذبحة، حتى إنهم حاولوا إضفاء الشرعية عليها من خلال الادعاء بأن السجناء كانوا على تنسيق مع منظمة مجاهدي خلق، وكانوا ينوون التمرد داخل السجون. وقالت السيدة أورتاغوس في ملحوظاتها: «تم تحديد الرئيس الحالي للقضاء الإيراني ووزير العدل الحالي كأعضاء سابقين في لجان الموت هذه». كما طالب العشرات من الحائزين على جائزة نوبل ورؤساء دول وحكومات سابقين وكبار مسؤولي الأممالمتحدة السابقين بإجراء تحقيق دولي في عمليات القتل التي طالت المعارضين في سجون إيران عام 1988م. وفي رسالة مفتوحة إلى المفوضة السامية لحقوق الإنسان في الأممالمتحدة ميشيل باشليت، أيد أكثر من 150 موقعاً دعوة المجتمع الدولي إلى «التحقيق في القضايا بما في ذلك من خلال إجراء تحقيق دولي».. ولطالما دعت الجماعات الحقوقية إلى تحقيق العدالة بشأن عمليات الإعدام خارج نطاق القضاء والتي طالت آلافاً من الشباب بشكل رئيس في السجون الإيرانية في عام 1988م، كتب سبعة خبراء حقوقيين مستقلين من الأممالمتحدة إلى الحكومة الإيرانية ليقولوا إنهم «قلقون للغاية بشأن الرفض المستمر المزعوم للكشف عن مصير ومكان القتلى»، وكتبوا أن «الوضع قد يرقى إلى مستوى الجرائم ضد الإنسانية»، وحثوا على إجراء تحقيق «شامل» و«مستقل» بالإضافة إلى تقديم «شهادات وفاة دقيقة» لأفراد الأسرة، ودعوا أيضاً إلى إجراء تحقيق دولي إذا واصلت طهران «رفض الوفاء بالتزاماتها». الفتوى السوداء: اقتلوهم بلا تردد! (نص الفتوى بخط يد الخميني) بسم الله الرحمن الرحيم «بما أن المنافقين الخونة لا يؤمنون أبداً بالإسلام، وإن كل ما يقولونه يأتي من المكر والنفاق، وبإقرار قادتهم يعتبرون مرتدين عن الإسلام. ونظراً لأنهم محاربون، ومع الأخذ في الاعتبار حروبهم النظامية في شمال وغرب وجنوب البلاد، وصنوف تعاونهم مع حزب البعث العراقي وقيامهم بالتجسس لصالح صدام ضد الشعب المسلم، ومع العلم باتصالاتهم بالاستكبار العالمي، والضربات الغادرة التي وجهوها منذ قيام نظام الجمهورية الإسلامية وحتى الآن، فإن الموجودين منهم في السجون الذين لا يزالون متمسكين بموقف النفاق فإنهم يعتبرون محاربين ويحكم عليهم بالإعدام، ويتم تحديد ذلك في طهران بأكثرية آراء السادة حجة الإسلام نيري (القاضي الشرعي) والسيد إشراقي (المدعي العام في طهران) وممثل وزارة المخابرات، مع الاحتياط يقتضي إجماعهم. وهكذا الأمر بالنسبة لسجون المحافظات حيث يؤخذ رأي أكثرية الأصوات من السادة قاضي الشرع ومدعي عام الثورة وممثل وزارة المخابرات كحكم ملزم. ومن السذاجة الترحم بالمحاربين، إن استخدام الحزم الإسلامي حيال أعداء الله هو من المبادئ التي لا مجال للتردد فيها في النظام الإسلامي، آمل لكم أن تكسبوا رضا الله باستخدام غضبكم وحقدكم الثوريين ضد أعداء الإسلام، وعلى السادة الذين يتولون المسؤولية في تطبيق المصاديق أن لا يترددوا في ذلك أبداً، وأن يسعوا ليكونوا أشداء على الكفار، فإن التردد في مسائل القضاء الثوري الإسلامي إهمال وتجاهل لدماء الشهداء الزكية. والسلام.. روح الله الموسوي الخميني». أمام هذا النص الذي تضمّنته رسالة الفتوى، ارتبك الملالي الذين كان عليهم تنفيذ مضمونها بالحرف، فقاموا بنقل قلقهم إلى الإمام عن طريق رئيس السلطة القضائية موسوي أردبيلي، لكنه لم يتجرأ أن يكتب مباشرة إلى الخميني فعمل عن طريق ابنه أحمد، فكتب هذا الأخير لأبيه طارحاً عدة أسئلة حول كيفية تنفيذ فتواه سائلاً: «والدي المحترم سماحة الإمام مد ظله العالي: بعد التحية: اتصل بي هاتفياً آية الله موسوي أردبيلي للاستفسار عن بعض مما ورد في الحكم الصادر مؤخراً عن سماحتكم بخصوص المجاهدين، من خلال ثلاثة أسئلة طرحها وهي: 1. هل هذا الحكم يشمل هؤلاء الذين كانوا في السجون وسبق أن تمت محاكمتهم وحكم عليهم بالإعدام دون أن تتغير مواقفهم ولم يتم تنفيذ الحكم بحقهم بعد؟ أم حتى الذين لم يحاكموا ولم يحكم عليهم بالإعدام؟ 2- هل يشمل المنافقين المحكوم عليهم بالسجن وقضوا فترة من محكوميتهم إلا أنهم ما زالوا متمسكين بنفاقهم؟ 3- بالنسبة للمنافقين في المحافظات المستقلة قضائياً وغير تابعة لمركز المحافظة هل يجب إرسال ملفاتهم إلى مركز المحافظة أم بإمكانهم العمل بشكل مستقل؟». ولدكم - أحمد فأجابه والده بكلمات غاضبة ومقتضبة بما يلي: «في جميع الحالات المذكورة أعلاه، فإن أي شخص كان وفي أية مرحلة كانت، إذا ما زال متمسكاً بفكرة مجاهدي خلق فليحكم عليه بالإعدام. أبيدوا أعداء الإسلام بسرعة.. وفيما يتعلق النظر في الملفات ومثل هذه القضايا فإنه يجب العمل على تنفيذ الأحكام بأسرع ما يمكن، هذا ما أريده. روح الله الموسوي الخميني». ------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------ (رسالة منتظري الأولى للخميني) التاريخ : 31 تموز 1988 بسم الله الرحمن الرحيم بحضور سماحة آية الله العظمى الإمام الخميني مدّ ظله العالي بعد التحية والسلام، بخصوص الحكم الصادر عن سماحتكم مؤخراً بإعدام المنافقين الموجودين في السجون أقول إن إعدام المعتقلين بسبب الأحداث الأخيرة أمر يقبله الشعب والمجتمع ويبدو أن لا يترتب عليه أثر سيئ، ولكن إعدام الموجودين سابقاً في السجون فإنه: أولاً: سيحمل في الظروف الراهنة على الاقتصاص والثأر. ثانياً: سيجعل أُسراً كثيرة لا سيما الثورية والمتمسكة بالدين متألمة ومكلومة ومنزعجة جداً منا. ثالثاً: علماً أن الكثير من هؤلاء السجناء غير متمسكين بمواقفهم إلاّ أن بعض المسؤولين يعاملونهم بأنّهم متمسكون بالموقف. رابعاً: ...... خامساً: إن الذين حكمت عليهم المحاكم طبقاً للقوانين بأحكام أقل من الإعدام فإن إعدامهم بشكل مرتجل ومن دون قيامهم بأنشطة جديدة معناه عدم الالتزام بشيء من المعايير القضائية وأحكام القضاء، ولن يكون لها مردود إيجابي. سادساً: ليس المسؤولون في القضاء والادعاء العام والمخابرات في نظامنا على مستوى «المقدس الأردبيلي» (في التقوى)، واحتمال وقوعهم في الخطأ وانفعالهم وارد بشكل كبير، وتطبيقاً لحكم سماحتكم الأخير سوف يُعدم أيضاً كثيرون من الأشخاص الأبرياء أو خفيفي الذنب، وفي الأمور المهمة يعدّ الاحتمال منجزاً أيضاً. سابعاً: إننا لم نجنِ حتى الآن شيئاً من أعمال القتل والعنف سوى تعرضنا لمزيد من الحملات الإعلامية المضادة، وزدنا في المقابل من جاذبية المنافقين وأعداء الثورة، فمن المناسب أن نتعامل بالرحمة والعطف لفترة، وسيكون ذلك جذّاباً لكثيرين دون شكّ. وثامناً: وإذا افترضنا وإنكم بقيتم مصرّين بأمركم ففي الأقلّ أصدروا أمراً لأن يكون معيار القرار المتخّذ بإجماع آراء القاضي والمدعي العام وممثّل المخابرات، وليس بأكثرية الأصوات، وأن تستثنى النساء، خصوصاً اللواتي لهنّ أولاد، علماً أن إعدام عدة آلاف خلال بضعة أيام لن يكون له مردود جيّد، ولن يكون بمنأى عن الخطأ، ولهذا السبب كان بعض القضاة المتدينين مستاؤون جدّاً. ومن المستحسن أيضاً الأخذ بالحديث النبوي الشريف التالي: قال رسول الله (ص) «إدرؤوا الحدود عن المسلمين ما استطعتم، فإن كان له مخرج فخلّوا سبيله؛ فان الإمام إن يخطئ في العفو خير من أن يخطئ في العقوبة»، والسلام عليكم وأدام الله ظلّكم. 16 ذي الحجة 1408ه - 31 يوليو 1988م حسين على منتظري (رسالة منتظري الثانية للخميني) سماحة آية الله العظمى الإمام الخميني مد ظله العالي، بعد التحية والسلام، إلحاقًا برسالتي المؤرخة في 31 تموز 1988م، وبهدف رفع المسؤولية الشرعية عن نفسي أعرض عليكم ما يلي: قبل ثلاثة أيام جاءني في مدينة قم أحد قضاة الشرع الموثوق فيهم والذي يعمل في إحدى المحافظات، وكان مستاءً من كيفية تنفيذ حكم سماحتكم، وقال: في أحد السجون استدعى مسؤول المخابرات أو الادعاء العام (لست متأكداً) أحد السجناء ليتأكد منه إن كان متمسكاً بموقفه أم لا فسأله: * هل أنت على استعداد لإدانة منظمة المنافقين؟ * فأجابه نعم. * وسأله هل ما زلت مستمسكاً بموقفك؟ * فكان الجواب لا. * ثم سأله هل أنت مستعد للذهاب إلى جبهة الحرب مع العراق؟ * فقال نعم. * وأخيراً سأله هل أنت على استعداد للعبور من فوق حقول الألغام؟ * فأجابه هل أن جميع الناس على استعداد أن يعبروا فوق حقول الألغام؟! ناهيك عن أنني مسلم جديد ويجب أن لا تتوقع مني إلى هذا الحد. عندها قالوا له: يتضح من هذا أنك ما زلت متمسكًا بموقفك ونفذوا بحقه الحكم. ويقول قاضي الشرع الذي قدم إلى قم شاكياً: ومهما حاولت أن يكون تنفيذ الحكم بالإجماع وليس بالأكثرية لم يقبلوا مني ذلك، وأن مسؤول المخابرات هو العنصر الأساسي والآخرون يعملون بتأثير من مسؤول المخابرات، وهكذا ترى سماحتكم ما الرؤية ومن هم الأشخاص الذين ينفّذون حكم سماحتكم، الحكم المهم الذي له علاقة بدماء آلاف الأشخاص. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته 04 أغسطس 1988م حسين علي منتظري - التوقيع والختم. ------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------ رسالة منتظري إلى أعضاء لجنة الموت 1988م بسمه تعالى 1. .... 2. ..... 3. انظروا كيف كان أسلوب تعامل الرسول مع أْعدائه بعد فتح مكة... لأن الرسول تعامل معهم بالرحمة والتسامح، ووصفه الله ب «رحمة للعالمين». 4. سبب تمسّك العديد من الأشخاص بموقفهم، هو سلوك المحققين والسجّانين معهم، ولو لم يكن هذا السلوك لكانوا أقلّ تصلّباً. 5. إنّ القول بأننا إذا أطلقنا سراح السجناء فإنهم سيلتحقون بالمنافقين لن يكفي لصدق عنوان المحارب والباغي عليهم. وإن........ 6. إنّ مجرّد العقيدة لا توجب صدق عنوان المحارب والباغي على شخص، وإن ارتداد القادة المرتدين لا يعني الحكم على ردّة أنصارهم. 7. .... نحن اليوم نعيش مناخاً غير صحيح في مجتمعنا مع كل هذه الشعارات العاطفية والاستفزازية. نحن منزعجون من جريمة المنافقين في غرب البلاد، فهاجمنا الأسرى والسجناء السابقين، علاوة على ذلك، إعدامهم من دون نشاط جديد معناه وضع علامة الاستفهام أمام جميع القضاة وجميع الأحكام الصادرة في الماضي، بأي معيار تنفذون الإعدام في من أصدرتم الحكم بحقه بأقلّ من الإعدام؟ الآن ألغيتم الزيارات للسجون، وقطعتم الاتصالات الهاتفية، ماذا ستقولون غداً لأسرهم؟ 1. ..... 2. لقد استقبلت العديد من القضاة المعتقلين والمتمسكين بالدين الذين كانوا متضايقين يشتكون من كيفية التنفيذ ويقولون إن هناك تشدداً وانتهاكات، ونقلوا نماذج عديدة حيث نفذت أحكام الإعدام دون سبب. 3. وختاماً أقول لكم إن مجاهدي خلق ليسوا بأشخاص، إنها نوع من الفكر والفهم ونوع من المنطق، والمنطق الخطأ يجب أن يردّ عليه بالمنطق الصحيح، القتل لا يحلّ المشكلة، بل يؤدي إلى انتشار هذا الفكر. أتمنى لكم النجاح إن شاء الله. ح. م. حسين علي منتظري وأدى احتجاج منتظري على الخميني وعلى هذه المجازر إلى قيام الخميني بعزل منتظري من خلافته بعد أشهر، وفي رسالة العزل هدّده بأنه إذا تمادى في هذا النهج فسيقوم ما يأمره الشرع بحق منتظري. ترجمة« الرياض» نص الفتوى بخط يد الخميني رسالة منتظري الأولى للخميني رسالة منتظري الثانية للخميني رسالة منتظري إلى أعضاء لجنة الموت مذبحة السجناء السياسيين الإيرانيين في أروقة الأممالمتحدة لقد قمنا كمجموعة من الحقوقيين ومدافعين عن حقوق الإنسان بتشكيل جمعية تحت اسم «العدالة لضحايا مجزرة عام 1988م في إيران»، ومقرها لندن. عملت هذه الجمعية على تقصي وتوثيق أدلة لا مجال للشك فيها، تكشف عن عدد من المتورطين في تخطيط وتنفيذ جريمة الإعدام الجماعي خارج إطار القضاء والقانون لسجناء سياسين، ويزيد عدد المتورطين على 70 شخصاً، وكان دورهم في المجزرة مثبتاً بأدلة قاطعة لا مجال للشك فيها. وقد قامت الجمعية بنشر وتقديم الوثائق المتعلقة بهم إلى جميع الجهات الدولية المعنية. د. سنابرق زاهدي ل«الرياض»: الجزّار إبراهيم رئيسي عضو لجنة الموت المرشّح الأبرز اليوم لرئاسة الجمهورية وأريدكم أن تعلموا أن الأشخاص المؤسسين هم من ذوي الاختصاص العالي، معترف لهم دولياً بالمهنية والنزاهة والعدل، وقد التزمت الجمعية هذه بإبراز الحقيقة للعلن، والعمل على ألاّ تسقط الجريمة هذه طي النسيان، والتصدي للإفلات من قبضة القانون، فنحن نريد تحقيق العدالة ونرى أنها ستتحقق، وقد تم رسمياً إطلاق جمعية (العدالة لضحايا مذبحة عام 1988م) (JVMI) في سبتمبر 2016م في جنيف، وحققنا الكثير في وقت قصير، وسنواصل هذا العمل، والقانون الدولي يساندنا، أما أولئك الذين تورطوا في هذه الجريمة ويستمرون في ارتكابها فيجب ألا يستمروا في التمتع بالحصانة، ويجب وضع حد لإفلاتهم من العقوبة. وأقول لأسر أولئك الذين أعدموا ظلماً في هذه المذبحة أنهم ليسوا وحدهم، لهم أصدقاء في العالم لن يفرطوا في حقّهم، ولن نسمح لمرتكبي مجزرة عام 1988م بمواصلة قتل الشباب الإيراني، فقد تغيّر الزمن، ويجب محاسبة مرتكبي المذبحة، ونحن نعمل بجد لتقديم أولئك الذين ارتكبوا تلك الجرائم إلى العدالة، وهذا ممكن، ويمكننا الوصول إليه، وعلينا القيام به. شهادات ل«الرياض» عن صيف الدم (د. طاهر بومدرة، الرئيس السابق لمكتب حقوق الإنسان لبعثة الأممالمتحدة في العراق، ورئيس جمعية «العدالة لضحايا مجزرة عام 1988م في إيران») كانت الساعة الثالثة من منتصف ليلة 9 نوفمبر 1981م عندما داهمت قوات حرس الملالي منزلنا، وضربوني وأنا حامل، واقتادوني إلى سجن إيفين، وغطوا رأسي ووجهي، ترافق ذلك مع صراخ الرجل العجوز في البيت المجاور لنا: «ألا ترى أنها حامل؟» إلى أين تأخذها؟ وفي سجن إيفين جرى نقلي إلى غرف التعذيب، وبعد استعادتي للوعي، تم نقلي إلى قبو العنبر (209)، وهناك رأيت أربعة حراس مقنعين للتعذيب يضربون زوجي بالكبال. أُسر ضحايا المجزرة: لا تنازل عن القصاص ولن نغفر لملالي طهران بالطبع، تم تعذيبي أيضاً أمام زوجي من أجل استخدام عواطفنا لإجبارنا على الاستسلام، لكن الحقيقة تختلف كثيراً عن الأوهام ! بعد أيام قليلة، تم تسليم زوجي و75 آخرين إلى فرقة الإعدام. وقال لي الجلاد: «لقد أعدمناه حتى لا يرى طفله»، مكثت في سجون النظام ست سنوات، ساعدتني الشهيدة مريم بروين وأيضاً ناديا كاوياني اللتين تعرضتا للتعذيب معي في الزنزانة نفسها، حيث جرى إعدامهما لاحقاً. وشاهدت ذات مرة السجان يلقي رضيعاً يبلغ من العمر ثلاثة أو أربعة أشهر في زنزانة، بينما كان يتضور جوعاً حتى الموت. جذور أملنا اللا متناهي في كل لحظات التعذيب والسجن المذهلة هو إيماننا بالحرية بقيادة مقاومة مسعود رجوي ومريم رجوي، والآن نقف مع دعوة السيدة رجوي أهالي ضحايا مجزرة عام 1988م لتشكيل لجنة قضائية للتحقيق ومعاقبة مرتكبي مجزرة السجناء السياسيين. (السيدة كبري جوكار سجينة سابقة وشاهدة على جرائم نظام الملالي في سجن (إيفين) سيئ السمعة، وزوجة أحد ضحايا مجزرة عام 1988م). بعدما أصدر الخميني الفتوى بإعدام جميع المجاهدين المتبقين في السجون، بدأت (لجان الموت) بتوجيه سؤال بسيط للسجناء المجاهدين: إلى أي جماعة تنتمي؟ ومن ردّ على هذا السؤال ب «مجاهدي خلق» أو «منظمة مجاهدين خلق» كان مصيره إلى المشانق. وكانت مدة المحاكمة لم تتجاوز دقيقتين أو أقل، هذه الوتيرة بدأت في طهران وتوسعت إلى مختلف المحافظاتالإيرانية. والمتورطون في هذا الجريمة الكبري ما زالوا في مناصب قيادية في النظام، ومعظم كبار المسؤولين في السلطة القضائية هم الذين كانوا متورطين مباشرة في هذه الجريمة، وأشهرهم الجزّار إبراهيم رئيسي الذي نصبه خامنئي علي رأس السلطة القضائية، وهو الآن أبرز المرشحين لرئاسة الجمهورية، وكان إبراهيم رئيسي عضو لجنة الموت في طهران العاصمة مع حسين علي نيري، وغلام حسين ايجه إي، ومرتضي إشراقي، حيث أعدمت هذه اللجنة (33 ألفاً) من مجاهدي خلق وأنصارها، والمئات من المنتمين إلي الجماعات الأخري. لذلك خامنئي لمّا ينصب إبراهيم رئيسي في قمة السلطة القضائية فمعناه أن في نظام ولاية الفقيه الاعتبار والثقة لا يأتيان إلاّ من الوغول في الجرائم، لأن إبراهيم رئيسي ليس لديه أدني المؤهلات العلمية، ومنذ بداية حكم الملالي ولغاية يومنا هذا كان إما قاضيا، وإما علي رأس السلطة القضائية بصفته الشخص الثاني في هذه السلطة، أو رئيساً لإحدي أغني المؤسسات العامة في إيران (الروضة الرضوية) أو...، ولم يكن لديه وقت للدراسة، فتأهيله جاء من تمرّسه في الإعدام وارتكاب الجريمة، خصوصاً إعدام أعضاء وأنصار مجاهدي خلق، والتجربة في هذا المجال تؤهله ليصبح أحد أركان النظام، أو يصبح زعيم النظام بعد خامنئي، لكنني أعتقد أن دماء ضحايا مجزرة عام 1988م ستغلي في عروق معاقل الانتفاضة، وشباب الانتفاضة، وسترسل هذا النظام وجميع قادته إلى الجحيم. (د. سنابرق زاهدي، رئيس لجنة القضاء في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية). السيدة مريم رجوي د. سنابرق زاهدي د. طاهر بومدرة السيدة كبري جوكار