لقد تم الإعلان مؤخراً -أثناء عقد قمة بايدن للمناخ- عن تأسيس منتدى المنتجين الكبار للبترول والغاز لتصفير -أي جعله صفرا- صافي انبعاثات الكربون إلى الغلاف الجوي للأرض. يتكون المنتدى الجديد من أهم وأكبر خمس دول (المملكة وقطر وأميركا وكنداوالنرويج) منتجة للهيدروكربونات فهي تنتح 40 % من إجمالي إنتاج العالم للبترول والغاز. ومتوقع أن تقفز هذه النسبة لتتجاوز 65 % بحلول العام 2040 حيث مُعظم المنتجين الحاليين سيخرجون من السوق حينذاك. في الوقت الذي يُدرك العالم أهمية هذه الدول الخمس في إمداده بالطاقة التي يحتاجها الاقتصاد العالمي لكي يحافظ على استمرار نموه ورفاهية الإنسان. كذلك فإن هذه الدول الخمس بدورها تُدرك مسؤوليتها كدول عُظمى عن سلامة المناخ وعدم تلويثه بالغازات الضارة لبقاء الحياة على كوكب الأرض واستمرارها. من أجل تحقيق أهداف البشر في سلامة كوكب الأرض والعمل على نجاح اتفاق باريس للمناخ الذي يهدف إلى تحقيق صافي صفر لانبعاثات الكربون على مستوى العالم بحلول العام 2050. قررت هذه الدول الخمس أن تقود العالم إلى تبني استراتيجيات طويلة المدى. وتطوير ونشر استخدام تكنولوجيا خفض وحجز وتخزين وتدوير وإزالة الكربون لصالح العالم والكوكب الذي يعيشون عليه. كندا لديها دافع قوي للانضمام لهذا المنتدى فهي تملك أكثر من 170 مليار برميل من البترول الرديء (الرمال) وستجد في التكنولوجيا الحديثة التي يسعى المنتدى لتطويرها فرصة تجعلها من المنتجين القلائل بعد العام 2050. النرويج بعد نضوب بترول بحر الشمال لديها طموح أن تجد في التكنولوجيا التي يسعى المنتدى لتطويرها الأمل في إنتاج بترول القطب الشمالي. أميركا ستكون من أكبر المستفيدين من التطور التكنولوجي الذي يحققه المنتدى، فهي تملك رُبع (23.3 %) احتياطي الفحم في العالم. وتملك أكبر احتياطيات البترول والغاز غير التقليدية في الكرة الأرضية. قطر لديها ثالث أكبر احتياطي الغاز (بعد روسيا وإيران) ويكفي إنتاجها أكثر من 130 سنة حسب إنتاجها الحالي. وهي تؤمل أن تبقى منتجة للغاز إلى صدر القرن المقبل 22 بفضل استراتيجية المنتدى في تطوير التكنولوجيا النظيفة. ماذا تتوقعون أن أقول عن المملكة؟ لعل المملكة هي التي غرست البذرة الأولى للمنتدى العالمي عندما نجحت في إقناع قمة العشرين بتبني منصة الاقتصاد الدائري للكربون. فالمملكة إذاً هي الواضعة لحجر الأساس للمنتدى وهي المستفيد الأول لأنها تملك أكبر الاحتياطي المؤكد من البترول التقليدي في العالم. نجاح المنتدى سيكون في صالح البشرية جمعاء، فالدول المستهلكة للوقود الأحفوري لن يتم حرمانها من أرخص مصادر الطاقة التي تؤدي إلى رفاهية الإنسان. ومن ناحية ثانية لن يحرم الدول المنتجة الفقيرة التي تعتمد على الوقود الأحفوري كمصدر رئيس للمعيشة والدخل. المنتدى ليس مقفلا أبوابه بل قد يجذب بعض الدول المؤهلة التي تجد في نفسها القدرة على تطبيق والمشاركة في تطوير التكنولوجيا الجديدة بالانضمام إليه.