بعد خمسة أيام من لقاء سمو ولي العهد -حفظه الله- لا أزال أشعر كمواطن سعودي بالفخر والزهو، لا أزال مبتهجاً بذلك الحديث الدقيق والواثق، لا أزال منتشياً بمستقبل أكثر إشراقاً مما نأمل. ترقبنا جميعاً لقاء سمو ولي العهد حينما أُعلن عنه، كما لو كنا نرغب الاطمئنان على مسيرة حاضرنا الذي نلمس تقدمه إلى الأمام، لكنه تجاوز مستوى توقعاتنا إلى تأكيد ازدهار مستقبلنا بالحقائق والأرقام، فالكثير من مستهدفات الرؤية للعام 2030م تحققت اليوم والمدى الزمني لها لم ينتصف بعد! مما يطرح التساؤل الأمل عما نستطيع تحقيقه خلال السنوات التسع القادمة! في الحقيقة زدت تفاؤلاً على تفاؤلي، وأضحت ثقتي بمستقبل أبنائي راسخة كما الجبال الرواسي. كثيرون كانوا يراهنون حينما طُرحت الرؤية أول مرة قبل خمس سنوات، أنها طموحٌ من ورق! أو مجرد خطط شابة وطموحة، لن تتحقق أهدافها، أو على الأقل سوف تتعثر بسبب عقبات وتحديات كثيرة؛ تجدهم اليوم هم من يسعد بالنجاحات الحالية ويبشر بالإنجازات القادمة، مما يؤكد أن تلكم الخطط حينما وضعت بُنيت على أساس متين ومنهجية دقيقة، وأنها اعتمدت على توفر فرص سانحة الاقتناص أمامنا في المملكة وخارجها، ترافق ذلك مع تحديث جريء للبيئات التنظيمية ودفق الحياة في منظومة المؤسسات الحكومية، التي أضحت تعمل بلا توقف ولا كلل، كما لو كانت قطاعاً خاصاً! إحدى أروع نتائج لقاء سمو ولي العهد هو ما أثاره من نقاشات حول مبادرات وبرامج الرؤية، وما عَرض من ملامح المرحلة الثانية، والتي كانت نتاجاً لمراجعة نتائج وإنجازات ما تحقق حتى الآن، لكن أكثر ما أثار سعادتي وفخري ما أثاره حديث سموه في منصات التواصل الاجتماعي على امتداد الوطن العربي، فمستوى الاهتمام بالإجابات المختصرة والواضحة على الأسئلة الثريّة، وصراحة المكاشفة عن التحديات، والفكر الاستراتيجي الشامل، كشفت لنا أننا محسودون من محطينا بوجود هذه القيادة الشابة الناجحة، التي برهنت على علو كعبها خلال السنوات الخمس الماضية، بإنجازات نلمسها جميعاً على أرض الواقع. وتقدمت بمركز المملكة في كافة المؤشرات وبالذات الاقتصادية والثقافية والرقمية منها إلى المراكز الأولى، واستطاعت العبور باقتصادتنا الضخم رغم ما يمر به العالم من ظروف استثنائية بسبب جائحة كورونا ولله الحمد. بالتأكيد نجاحات ما تحقق من رؤية 2030 تفتح شهيّة الكثيرين للمشاركة الفعالة في تحوّلنا، واقتناص الفرص الضخمة اليوم، والأهم اقتناص ما صرح به سمو ولي العهد أن "ما بعد 2030 هو 2040". كم أتمنى أن يمد الله بأعمارنا نحو العام 2030م بصحة وعافية، حتى نشاهد اكتمال تسطير أسطورة نجاحٍ عظيمة، كنا شهوداً على إطلاقها الطموح قبل سنوات معدودة، وما ذلك على الله بعزيز.