في 25 أبريل 2016 أعلنت السعودية عن رؤيتها 2030، وهذا الأسبوع أكملت عامها الخامس وسط متغيرات أشبه بالتحول الجذري، وخطوات تغييرٍ تسير بوتيرةٍ متسارعة، لفتت إليها أنظار العالم حيث الإنجازات المحققة والتي تجاوزت هامات السحب؛ من خلال نهضةٍ تنمويةٍ وإنجازاتٍ تاريخية على مختلف الأصعدة، بتوجيه كريم ورعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان، وبقيادة لا تكلّ ولا تملّ من عراب الرؤية وقائد التغيير والتطوير سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان -يحفظهما الله-، وخلفهما شعبٌ مباركٌ مجيد، مشاركٌ في الرؤية بكل جوارحه قناعةً وحباً وإخلاصاً وتنفيذاً. وهنا تواصل السعودية مسيرة البناء والتطور عبر رؤية 2030، مستهدفة تحقيق نقلة نوعية للاقتصاد الوطني وإرساء أسس جديدة لتنويع مصادر الدخل وخفض الاعتماد على النفط، بدأت بخلق تحوّل وطنيّ تم اعتماد برنامجه 2020 في 6 يونيو 2016م؛ لتضمن خطة «التحول الوطني» نحو الرؤية المجيدة بهدف تحقيق التميز في الأداء الحكومي، وتعزيز الممكنات الاقتصادية، والارتقاء بمستوى الخدمات المعيشية، وذلك من خلال تسريع وتيرة تنفيذ مشروعات البنية التحتية.. والذي أظهرت تطوراً في جميع القطاعات؛ لا سيما في مؤشر مدركات الفساد بين مجموعة دول العشرين الاقتصادية (G20)، وإنجازات القطاع السياحي، وتمكين المرأة وغيرها من العديد في المؤشرات الإيجابية. وفي نفس المنعطف والتسلسل التاريخي التنموي المبهر، انطلق في 3 مايو 2018م، برنامج «جودة الحياة» وعني تحديداً بتحسين نمط حياة الفرد والأسرة وبناء مجتمع ينعم أفراده بأسلوب حياة متوازن، من خلال تهيئة البيئة اللازمة لدعم واستحداث خيارات جديدة تعزز مشاركة المواطن والمقيم في الأنشطة الثقافية والترفيهية والرياضية التي تساهم في تعزيز جودة حياة الفرد والأسرة، والذي أسهم تحقيق أهداف البرنامج في توليد العديد من الوظائف، وتنويع النشاط الاقتصادي وأسهم في تعزيز مكانة المدن السعودية في ترتيب أفضل المدن العالمية. رسم برنامج «جودة الحياة» خططاً ممتدة حتى 2030 إلا أنه حصد نتائج مبهرة، فأظهرت مؤشرات دوليّة معنية بالأمن تفوق السعودية على دول مجموعة العشرين، احتلت فيها المرتبة الأولى في «مؤشر ضبط الجريمة المنظمة»، كذلك حلولها في المرتبة 21 عالمياً والأولى عربياً في مؤشر السعادة العالمي لعام 2021م. 13 برنامجا رئيسا للرؤية تحقق 96 هدفاً استراتيجياً على كافة المستويات الاجتماعية والاقتصادية أبرزها التقدم الكبير في إنجاز المشروعات الكبرى مثل «نيوم»و»البحر الأحمر» و»القديّة» ومدينة الملك سلمان للطاقة «سبارك»، ومشروع «ذا لاين»، وجذب الاستثمارات من بوابة الاستراتيجية الجديدة لصندوق الاستثمارات العامة، والارتقاء بالصناعات المحلية في مبادرة «صنع في السعودية»، وحماية بيئة السعودية والشرق الأوسط في مبادرتي «السعودية الخضراء» و»الشرق الأوسط الأخضر». بقي أن الرؤية شمولية، حرصت على الوصول لجميع القطاعات دون استثناء، ولم تركز على الاقتصاد فقط بل أعادت بناء الوطن على أسس متينة مع بناء أنموذج للمواطن السعودي، برؤية قائد ملهم وإرادة شعب جبار، شريكٌ في ترجمة تطلعات الرؤية وتنفيذها نحو حضارة إنسانية جديدة، ومملكة عصريّة وأكثر.