يحتاج جيل اليوم من الشباب والشابات وحتى الأكبر منهم سناً أيضاً، إلى التشجيع والتحفيز لكي يعينه على شق ومعرفة طريقه إلى مستقبله وحياته المقبلة بكل اطمئنان وثقة في نفسه، التشجيع والتحفيز يشكلان عنصرين في غاية الأهمية للتقدم إلى الخطوة الأولى للأمام والبدء بتحقيق وتنفيذ الهدف بعد التوكل على الله سبحانه وتعالى، كما أنهما يشكلان أيضاً دافعاً قوياً لبناء قاعدة صلبة من الشعور بالثقة في النفس والإقدام والتي من خلالها يستطيع الإنسان التغلب على كثير من التحديات التي يواجهها حالياً ومستقبلاً. كيف نجعل التشجيع والتحفيز متقبلاً ومحبوباً؟ أعتقد أنه من الأساليب الجيدة لذلك استخدام الأسلوب القصصي والواقعي للناجحين كنموذج لكي يكون مثالاً حقيقياً لتشجيعهم وتحفيزهم. هذا ما حدث عندما كنت أتحدث مع ابني في هذا الموضوع وكان يستشيرني فيه، ووجدت أن تتبع قصص الناجحين وخصوصاً في المجال الذي تحبه وتعشقه أو تخطط أن تكون أحد المميزين فيه سواء دراسيا ًأو في مجال الأعمال وريادتها سوف يؤتي ثماره بلا ريب. أسلوب القصص دائماً يكون جاذباً ومشوقاً ومحبباً للمستمع والنفس وبالذات عندما تجتمع فيه متطلباته مثل طريقة عرض التجربة القصصية والحرص على اختيار موضوعها والذي يفضل أن يكون قريباً من اهتمامات وحياة الناس وممكن تحقيقه للكثير، والأغلب منهم عندما يحرصون على العمل عليه بصبر ومثابرة ووضوح رؤيته وعدم غموضها. أيضاً التحفيز الحسي والمعنوي له دور كبير في الإنجاز والوصول إلى الأهداف والعمل عليها بلا كلل أو ملل، فالنفس البشرية بطبيعتها تحب الثناء والمردود المادي أو غيره الذي يستحقه ويحصل عليه بعد بذل الجهد الكافي والمستمر والمطلوب لتحقيق الهدف، كذلك كلما حرصت على بذل جهد يومياً ذهنياً أو بدنياً لتحقيق هدف ما وبلا كلل سوف يتحقق جزء منه وهذه طريقة تعينك على تحقيقه وسط مشاغل الحياة وازدحامها بدلاً من تأجيلها لحين فراغك. أعتقد أيضاً أن تقسيم تحقيق الأهداف على مراحل متعددة والتشجيع خلالها وتطعيمها بالحوافز لكل مرحلة على حدة قد تكون أكثر فاعلية مما لو كانت لفترة طويلة، كذلك لأن النفس البشرية أيضاً تمل من طول الانتظار وتحب أن ترى الإنجازات تتحقق أمامها وبالتالي عند الوصول وتحقيق جزء من الأهداف في كل مرحلة والحصول على حوافزها ينعكس ذلك بشكل طبيعي على النفس ويشكل تشجيعاً طبيعياً لها أيضاً لإنجاز المتبقي من الأهداف.