منذ دخولي إلى هذا العالم المليء بقائمة غرف ذات عناوين مشوقة وخلابة تأسرك بحيث تجعلك تشرع في الدخول والتفاعل مع باقي المشاركين، ولكن بعد هذا التوسع بالمشاركات والاطلاع على الكثير من الغرف لا يسعك أحياناً إلا أن تتعجب وتتساءل عن ماذا يجول بخوالج نفس من أنشأ الغرفة من شدة غرابتها في عنوانها وطريقة إدارتها! وعلى الرغم من ذلك تجد أصحاب تلك الغرف والمشاركين لا يمانعون في البقاء مدة طويلة تمتد أحياناً لساعات ليحظى بمشاركة قد لا تمتد إلا لدقيقة، وهذا ماجعل السؤال يتبادر في مخيلتي عن السر وراء إدمان هذا التطبيق من البعض. ولقد حاولت أن أرصد بعض الأسباب التي تجعل رواد التطبيق يدمنون البقاء فيه إلى أطول مدة ممكنة فأولها أن غالبية عناوين الغرف تشد انتباه مستخدمي التطبيق مما يجعلهم ينساقون إلى الدخول والاستماع، وأحياناً المشاركة والتفاعل، ليس هذا فحسب بل أيضاً من الملاحظ أن رواد التطبيق يهدفون إلى التعارف وبناء علاقات مع مختصين وباحثين ورواد أعمال ومستثمرين مما قد يساهم في تكوين دائرة مستقبلهم الوظيفي والاستثماري. كما أن البعض يجد في التطبيق المتنفس للحديث والمشاركة بالرأي حول مختلف المواضيع بما أننا مجتمعات لديها ثقافة التعبير بالحديث المطول أكثر من أي وسيلة تعبير أخرى على عكس المنصات الأخرى التي تلزم الفرد على كتابة عدد محدود من الكلمات والتي قد لا تعبر عن مايختلج النفس من مشاعر وأفكار وهذا ما يجعلهم يستمرون في الاستماع والحديث والنقاش إلى أطول مدة ممكنة. أيضاً قد يكون التطبيق أداة فعالة لتحديد الهوية التجارية للشخص Personal branding وهذا مايصبو إليه كل رواد منصات التواصل الاجتماعي من رواد الأعمال، كما يلاحظ من البعض إنشاء غرف ذات عناوين إعلامية مشوقة ويبقيها أطول مدة ممكنة ليتمكن من دخولها الكثيرين في أوقات مختلفة. كما يفضل الكثير من رواد التطبيق من مختصين وباحثين ورواد أعمال البقاء في غرفة صامتة تسمى بغرفة الخبراء للتعريف بالمستشارين من كافة التخصصات كي يطلع عليها رواد التطبيق لإضافتهم إذا استدعت الحاجة وذلك لزيادة المتابعين؛ بهدف أن يكونوا جاهزين للاستفادة تجارياً من التطبيق بعد أن يتم السماح لمن لديهم أجهزة تعمل بنظام الأندرويد والذين يشكلون حوالي 85 بالمئة من مستخدمي الأجهزة الذكية وكذلك بعد أن يدخل التطبيق في المرحلة الرسمية العملية وبشكله النهائي كنموذج وليس التجريبية القائمة حالياً. تطبيق كلوب هاوس مثّل نقلة مهمة في وسائل التواصل الاجتماعي وبدأت بعض الشركات الأخرى في نفس المجال تنشئ تطبيقات مشابهة مثل تويتر الذي أطلق تجريبيا Spaces مما يعني أننا أمام مرحلة جديدة في عالم التواصل الاجتماعي ستحول الكثير من مستخدميها لمحاورين وأصحاب رأي، ولكن تبقى الخطورة كما هي بكافة وسائل التواصل الأخرى في عشوائية بعض الطرح وعدم التمكن من التأكد من دقة ما طرح خصوصاً في الجوانب التي تؤثر بحياة الإنسان كالصحة والاقتصاد والاستثمار وغيرها مما يهم أغلب شرائح المجتمع.