أعلنت وزارة الصحة المصرية، عن استقبال 854 ألفًا و400 جرعة من لقاح لمرض كوفيد- 19 المعروف باسم فيروس كورونا المستجد من إنتاج شركة «استرازينيكا»، بمطار القاهرة الدولي، كأول دفعة تصل مصر ضمن اتفاقية «كوفاكس» بالتعاون مع التحالف الدولي للأمصال واللقاحات (GAVI)، ومنظمة الصحة العالمية، ومنظمة «اليونيسف»، وذلك ضمن 40 مليون جرعة من المقرر استقبالها تباعًا. وتعتبر هذه الدفعة من اللقاحات الأكبر التي تصل مصر والشرق الأوسط من تحالف GAVI الدولي للأمصال واللقاحات. ووجهت وزيرة الصحة المصرية الشكر لكل من منظمة الصحة العالمية ومنظمة اليونيسف، لدعمهم الدائم لمصر في خطتها للتصدي لجائحة فيروس كورونا المستجد، ومواصلة هذا الدعم بوصول أول شحنة من لقاحات فيروس كورونا المستجد إلى مصر ضمن اتفاقية «كوفاكس». وأكدت الوزيرة أهمية التعاون مع المنظمات الدولية الشريكة في التصدي لجائحة فيروس كورونا المستجد، مشيرة إلى أن الحصول على اللقاحات يساهم في استكمال عملية التطعيم للمواطنين خاصة الفئات الأكثر عرضة للإصابة بالفيروس من كبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة، لحمايتهم من خطر الإصابة بالفيروس. ومن جانبه أوضح الدكتور محمد حساني، مساعد وزيرة الصحة المصرية لمبادرات الصحة العامة، أن لقاح «استرازينيكا» حصل على موافقة الاستخدام الطارىء من منظمة الصحة العالمية، وهيئة الدواء المصرية، حيث أثبت فاعلية بنسبة 76% في الوقاية من فيروس كورونا، و100% حماية من الوصول للحالات المتوسطة والشديدة. وأكد حساني أن مصر بصدد توقيع اتفاقية لتصنيع لقاح فيروس كورونا وذلك مع شركة (سينوفاك) الصينية، من خلال الشركة القابضة للمستحضرات الحيوية واللقاحات «فاكسيرا»، لافتة إلى أن منظمة الصحة العالمية أرسلت خبراء دوليين لتقييم أداء مصانع شركة «فاكسيرا» تمهيدًا لبدء التصنيع في مصر والتصدير للدول الأفريقية، كما من المنتظر وصول دفعات جديدة خلال الفترة المقبلة من شركة سينوفارم. ومن جانبها قالت الدكتورة نعيمة القصير، ممثل منظمة الصحة العالمية في مصر، إن وصول اللقاحات إلى مصر عبر اتفاقية «كوفاكس» هو خطوة تاريخية تعبر عن «التضامن من أجل البشرية» خلال التصدي لجائحة فيروس كورونا، حيث تضمن هذه الاتفاقية التوزيع العالمي العادل للقاحات فيروس كورونا المستجد، مؤكدة أن منظمة الصحة العالمية تعطي موافقة الاستخدام الطارىء للقاحات استنادًا إلى سلامتها وفعاليتها، مشيرة إلى ضرورة مواصلة البلدان للتصدي للجائحة من خلال تطبيق الإجراءات الاحترازية والوقائية لفيروس كورونا. وأكد السيد جيريمي هوبكنز، ممثل منظمة اليونيسف بمصر، حرص المنظمة على وصول اللقاحات الآمنة والفعالة بشكل عادل للدول ضمن اتفاقية «كوفاكس»، بالتعاون مع المنظمات العالمية والشركات المصنعة للقاحات، بهدف حماية الشعوب من الإصابة بفيروس كورونا وفي مقدمتهم العاملين بمجال الصحة الذين يتصدرون الصفوف في مواجهة فيروس كورونا. وكانت شركة الأدوية البريطانية أسترازينيكا قد انضمت إلى صف الشركات التي أعلنت عن نتائج اللقاح الخاص بها المضاد لفيروس كورونا، والذي تطوره بالاشتراك مع جامعة أكسفورد. وقالت أسترازينيكا، إن اللقاح المضاد لمرض كوفيد-19 فعال بنسبة 70 في المئة للوقاية من المرض، وهي نسبة أقل من لقاحي فايزر/بيونتك وموديرينا اللذين تقترب فعاليتهما من نسبة 95 في المئة، لكن الشركة البريطانية أوضحت أن هذه نتائج مؤقتة، واستندت إلى تجارب سريرية أُجريت على نطاق واسع في كل من بريطانيا والبرازيل. ومن أبرز ميزات لقاح أسترازينيكا وجامعة أكسفورد أن كلفته ضئيلة تقارب 2,50 يورو للجرعة الواحدة، كما أنه سهل التخزين إذ يتطلب حرارة تراوح بين درجتين وثماني درجات مئوية، وهي حرارة البرادات العادية، خلافا للقاحي موديرنا وبيونتيك وفايزر اللذين لا يمكن تخزينهما على المدى الطويل إلا بدرجات حرارة متدنية جدا تصل إلى 20 درجة تحت الصفر للقاح الأول، و70 درجة تحت الصفر للقاح الثاني. وأعلنت مختبرات أسترازينيكا أنها قادرة على إنتاج حوالي ثلاثة مليارات جرعات من لقاحها عبر العالم في 2021. ويعتمد لقاح أسترازينيكا على «ناقل فيروسي»، أي أنه يستند إلى فيروس آخر هو فيروس غدّي منتشر بين القرود، تم تعديله وتكييفه لمكافحة فيروس كورونا المستجدّ. جدير بالذكر أن لقاح «استرازينيكا» هو أول لقاح صادقت مجلة «ذي لانسيت» الطبية المرجعية على نتائجه لجهة الفعالية في 8 ديسمبر الماضي، معلنة في البيانات التي نشرتها أن لقاح أسترازينيكا آمن، والتأثيرات الجانبية للقاح نادرة جدا في المرحلة الراهنة.