صنع في الصين، هذه العبارة تكاد موجودة في كل بقعة من العالم ومع ذلك مايزال المستهلك بشكل عام يتحوط من شراء المنتجات الصينية ولم تكسب ثقته الكاملة إلى الآن، ولكن مع مرور الزمن وتدفق المنتجات الصينية بكثافة وفي مختلف القطاعات الاستهلاكية والصناعية بدأت تلك النظرة تختلف تجاه الصين كبلد صناعي من قبل التجار والمستهلكين على حد سواء، حتى الصين نفسها أصبحت تنظر لنفسها أنها مصنع العالم والقوة الاقتصادية القادمة بحجم إجمالي للناتج المحلي وصل إلى 14.6 تريليون دولار أميركي في 2020. برنامج «صنع في السعودية» الذي أطلقه سمو ولي العهد مؤخراً جاء ليقدم المملكة كبلد صناعي للعالم، ومحفز لترويج الصادرات المحلية إلى الأسواق العالمية. يأتي هذا البرنامج كخطوة أساسية وجوهرية في دعم المنتج المحلي وتطويره وتحسينه والوصول به إلى أسواق مختلفة عالمياً، تزخر منتجاتنا السعودية بالعديد من القطاعات الناجحة في مختلف القطاعات الصناعية كالأسمنت والحديد والتجزئة والتغليف ومنتجات الألبان والمواد الغذائية وصولاً إلى قطاع الخدمات الذي نجحت فيه السعودية بوصول علامتها التجارية الاتصالات السعودية STC ومصرف الراجحي إلى الأسواق الخليجية والآسيوية والعربية. لزاماً علينا أن يأتي البرنامج ضمن حزمة مبادرات تهدف إلى تشجيع شراء المنتج المحلي وتعزيز الولاء له عن المستهلكين المحليين وإعطاء الأولوية له عند الشراء، بحسب دراسات سلوك المستهلك السعودي، فإن المستهلكين السعوديين لديهم تفضيل لشراء المنتجات المحلية ذات الطابع الغذائي، وأعتقد أنه سيشمل ذلك قطاعات مختلف في حال وجد فيها المنتج السعودي ضمن فئات المنتجات ذات العلاقة، نقطة أخرى يقدمها برنامج «صنع في السعودية» وهي أننا لم نعد بلدا يعتمد على النفط كمورد أساسي للاقتصاد، وبذلك نعمل على تطوير وتحفيز الصناعة وتنويع مصادر الدخل وتغيير الهوية التي ارتبط بها اقتصادنا المحلي لعقود طويلة خلال السنوات الماضية، نأمل أن يعمل البرنامج على تكثيف الحملات التسويقية والترويجية لتغيير سلوك المستهلك السعودي تجاه المنتجات المحلية، ورفع مستوى تفضيله لها، وأن تكون الخيار الأول عند الشراء. * عميد كلية إدارة الأعمال الجامعة العربية المفتوحة