خلال خمسة أعوام من تنفيذ برامج رؤية 2030، وعام من جائحة كورونا، خطت المملكة خطوات وثابة نحو التحول الرقمي وتعزيز التقنيات الحديثة وتفعيل برامج الذكاء الاصطناعي، بهدف مواكبة تطورات العصر وتحديات الجائحة من جانب، والتأسيس لمجتمع تقني قادر على تحقيق تطلعات البلاد وترجمة خططها التنموية. ولم يكن التحول الرقمي في المملكة في قطاع دون آخر، وإنما شمل معظم القطاعات المهمة، وعلى رأسها المجالات الصناعية والإنتاجية، التي أبدى ولي العهد الأمير محمد بن سلمان اهتمامه الشخصي بها، في إطار تعزيز وإعادة بناء الاقتصاد الوطني على أسس قوية وثابتة، وهنا نتذكر حديث سموه خلال القمة العالمية للذكاء الاصطناعي الأخيرة، عندما دعا كل الحالمين في العالم للانضمام للمملكة التي تسعى لأن تكون مركزاً وحاضنة للذكاء الاصطناعي. ومع الرؤية، زاد إيمان المملكة بأن الذكاء الاصطناعي والتحول الرقمي، هو الورقة الرابحة في مواجهة التحديات المجتمعية الملحّة، والطريق الوحيد لإيجاد مستقبل أفضل، فأطلقت العديد من البرامج والمشروعات والخدمات القائمة على التحول الرقمي والذكاء الاصطناعي. ويعتبر التعاون المشترك بين الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي (سدايا)، ووزارة الداخلية في مشروع الهوية الوطنية، وهوية مقيم؛ هو أحدث الخطوات في برامج التحول الرقمي، وترجمة فعلية لتوجيهات ولي العهد، من واقع حرص سموه على تكامل الجهود بين الجهات الحكومية في إطار دعم مساعي التحول الرقمي، تحقيقًا لمستهدفات الرؤية بتسهيل حياة المواطن والمقيم على أرض المملكة. وما يشهده تطبيق "توكلنا" من تطور تقني كبير ومتسارع، أحد الشواهد على تطور المملكة تقنياً، وعندما يُطلق التطبيق خدمة الهوية الرقمية، واعتمادها كوسيلة إثبات للمواطن والمقيم؛ بما يُغنيهما عن حمل ونقل أوراقهم الثبوتية، فهذا يدفع باتجاه تعظيم التحوّل الرقمي للجهات الحكومية كافة، ويرسخ برامج الذكاء الاصطناعي، وهو ما يجعل من التطبيق أهم مصدر رقمي موثوق في التعاملات التقنية. ويفسر هذا أسباب تقدم المملكة 7 مراكز في المؤشر العالمي للذكاء الاصطناعي، بوصولها للمركز 22 عالميًا في العام 2020، بعدما كانت في المركز 29 عالميًا من العام 2019. ورغم حجم الإنجازات، إلا أن مشوار التقنية والذكاء الاصطناعي في المملكة مازال في أوله، وغداً سنشهد المزيد والمزيد من الخدمات النوعية في هذا المجال، والتي ستكون كفيلة بتحقيق تطلعات ولاة الأمر والمواطن والمقيم، وكفيلة أيضاً بتوفير الوقت والجهد على الجميع، وتقليص أخطاء العنصر البشري.