تمثل المياه عنصرا أساسيا في الحياة، فنحن نعيش في محيط من الماء غير الصالح للاستهلاك الآدمي، حيثُ تكلف معالجة تلك المياه المالحة استهلاكا إضافيا لموارد طبيعية أخرى في ظل حاجة متزايدة للطلب على الماء بشكل متسارع حول العالم والذي بدوره قد تنشأ عنه نزاعات دولية ويترافق معه النمو السكاني اليومي بشكلٍ متزايد، حيث يمثل الأمن المائي تحديا كبيرا جداً للتوفير المياه الصالحة للشرب والاستخدامات الأخرى. كما أن الأمن الغدائي يمثل تحديا أيضاً ولكن مع كل هذه التحديات هناك آفاق كبيرة وكثيرة لتوفيرها والاستفادة من الموارد الطبيعية سواء لتعدد المناخات أو المساحات الكبيرة والخِصبة جداً للزراعة لتوفير إنتاج زراعي محلي بصورة تجارية، حيث إن تعدد البيئات والمناخات في المملكة يخلق فرصا استثمارية كبرى لزراعة منتجات مختلفة ومتنوعة تحقق اكتفاءً ذاتيا وفرصا للتصدير لدول الجوار والعالم. لدينا منتجات زراعية تتسم بالندرة العالية والقيمة السوقية الكبيرة والإنتاج غير المكلف، حيث إن الفرصة واعدة للإنتاج الزراعي بكميات تجارية بشكل عام. إن استحداث طرق حديثة واستغلال الموارد المتاحة لتوفير أقصى درجات الإنتاج وإدخال الآلات الزراعية الحديثة المساعدة سواء في التصنيع الزراعي أو الحفظ والتخزين، وكذلك التسويق تمثل أهمية في زيادة الإنتاج المحلي، وكذالك بناء مراكز الأبحاث الزراعية لدراسة التحديات والفرص التي تواجه الإنتاج الزراعي المحلي والجدوى الاقتصادية للمحاصيل الزراعية للبعد عن الزراعة التقليدية والمحاصيل غير المجدية اقتصادياً وإدخال محاصيل أخرى تمثل فرصا كبيرة للمزارعين للنمو والتطور وتعزيز الأمن الغذائي الوطني. وتمثل عملية التصنيع الغذائي إحدى الركائز الأساسية في دعم المزارعين، حيث يتم شراء منتجاتهم بسعر جيد، وكذالك تحوليها من منتج خام إلى منتج ذي عائد اقتصادي أكبر قابل للحفظ والتخزين والاستهلاك المحلي أو التصدير. لقد آن الأوان إلى الاستفادة من مياه السدود حيث تعمل أغلب السدود في المملكة كسدود حمائية دون الاستفادة من كميات المياه التي تحتفظ بها إما أن تتبخر بسبب عوامل المناخ.. حيث أصبح اليوم هناك فرصة للاستخدام الزراعي لها لتخفيض منسوبها بشكل اقتصادي ويمثل عملية تدوير مهمة وذلك للاستفادة منها في الإنتاج الزراعي لما تمثله من موارد مائية مهمة بعد معالجتها. إن مستقبل الإنتاج الزراعي والتصنيع الغذائي المحلي والاكتفاء الذاتي مهم جدا ولما له من تبعات اقتصادية واجتماعية وصحية مهمة لدعم الاقتصاد الوطني، حيث إن عالم اليوم متعطش للغذاء الصحي ذي الجودة العالية أكثر من ذي قبل ولصناعة منتج فاخر بجودة عالية في أسواق العالم وماركة عالمية مسجلة باسم «صنع في السعودية».