أعلنت وزارة التعليم عن إنشاء وحدات التوعية الفكرية في إدارات التعليم والجامعات بقرار من وزير التعليم د. حمد بن محمد آل الشيخ، وذلك من أجل تعزيز الولاء للدين ثم ولاة الأمر والانتماء للوطن، ونشر قيم الوسطية والاعتدال والتسامح والتصدي لأفكار التطرف والانحلال، وتشجيع المبادرات العلمية البحثية في القضايا الفكرية. هذا الخبر أثلج الصدر بعد طول انتظار من أجل تعزيز قيم المواطنة والاعتدال والوسطية، ونشر قيم التسامح والتعايش والوقاية من الفكر المتطرف ومعالجه أثاره. إننا في المملكة قد من الله علينا بالوحدة الوطنية منذ عهد التأسيس على يد الموحد المؤسس الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه، فقد كنا مناطق مختلفة وقبائل متصارعة ومذاهب عدة، وجاء يرحمه الله ومن بعده أبناؤه الملوك الذين ساروا على نهجه في توحيد الجميع تحت راية "لا إله الا الله محمد رسول الله" ضمن منظومة دولة حقيقة ذات سيادة تساوي بين جميع أبنائها وفق مبدأ العدالة الاجتماعية، كما أن تاريخ الوطن منذ عهد التأسيس وهو يقوم على أسس المواطنة الحقة وينبذ الأفكار المتطرفة ويدعو الى التعايش والتسامح وذوبان الاختلافات من أجل العيش تحت مظلة الوطن الواحد الذي يحترم الاختلاف لكنه لا يعمقه، ولا يرضى في استقواء طرف على الآخر، كما أن المكونات التي تعبر عن أطياف المجتمع يجب أن تذوب حين تبرز مصلحة الوطن، ومن هنا كان من المهم إيجاد هذه الوحدات التوعوية الفكرية على كافة المستويات التعليمية، فالتعليم هو من أهم القنوات التي تغذي المجتمع بكل ما هو نافع لأبناء الوطن، بل هو القناة الرئيسية التي نعول عليها في تصحيح كثير من المفاهيم الفكرية الخاطئة والتي تضر بمصلحة المواطن والوطن. ننتظر الكثير من وحدة التوعية الفكرية والتي ستأخذ على عاتقها التصدي للأفكار الشاذة والمتطرفة والمنحلة التي تتعارض مع قيمنا الدينية والأخلاقية والوطنية وتعمق أفكار الولاء والطاعة لولي الأمر والذي عمل دائماً لصالح الوطن، وتعمل على نشر قيم الإنسانية التي تعلي قيمة الإنسان وتنشر أفكار الحوار وتقبل الآخر ونبذ العنف والتنمر والإقصاء، وهي القيم النبيلة التي ينادي بها ديننا الإسلامي وقيمنا ومبادئنا وأنظمة الحكم في البلاد والتي عرفنا بها كسعوديين محبين للتعايش والسلام على مدى التاريخ، كما ينتظر من هذه الوحدة الخاصة بالتوعية الفكرية أن تستشعر أهمية المواطنة الواعية والمسؤولية في أداء مؤسساتها التعليمية وهي الأسس التي يجب ان تقوم عليها حتى تؤدي أعمالها وفق الإستراتيجيات التي وضعت لها ومن ذلك تتحقق الأهداف المرجوة منها. نشد على سواعد العاملين على إنشاء هذه الوحدة المهمة ونطمح أن نرى نتائج فعالة في القريب العاجل بإذن الله.