مع ارتفاع عدد القتلى في ميانمار وسط الاحتجاجات ضد الانقلاب الذي شهدته البلاد مطلع الشهر الماضي، يحاول المتظاهرون تحصين أنفسهم داخل أحيائهم في محاولة لحماية أنفسهم ضد قوات الأمن، بحسب مقابلات أجريت أمس الثلاثاء. وقال واي فايو مين، أحد المتظاهرين في مدينة مونيوا التي شهدت سقوط العديد من القتلى وسط احتجاجات يومية، لوكالة الأنباء الألمانية: "لا توجد طريقة أخرى. علينا أن نواصل القتال. سوف ننتصر قريبا. لقد قتلوا المدنيين لأنهم لا يملكون طريقة جيدة للاحتفاظ بالسلطة. يجب أن يخسروا". وخرجت قطاعات كبيرة من شعب ميانمار للاحتجاج بشكل منتظم منذ انقلاب الجيش في الأول من فبراير، والذي بدا أنه لم يكن يتوقع مثل هذا الرد الضخم. وكان الجيش تنازل عن السيطرة الكاملة على الحكومة فقط خلال العقد الماضي، ولكنه احتفظ بدور كبير في صنع القرار حتى اللحظة التي استعاد فيها السلطة. وفي جميع أنحاء البلاد، يبدو أن الشعب يصر على إبقاء الجيش في مأزق الآن، حتى مع تزايد العنف من جانب الجيش في محاولاته للسيطرة على الاحتجاجات. وتم تسجيل مقتل 25 شخصا يوم الاثنين فقط، وفقا لإذاعة آسيا الحرة، رغم أن محطة ميانمار الآن أفادت بأن العدد 20 قتيلا. ووفقا لجمعية مساعدة السجناء السياسيين، وصل عدد القتلى منذ 15 مارس إلى 183 شخصا. وقال كياو كياو، وهو أحد المتظاهرين في بلدة ثاكيتا: "نحاول إغلاق بلدتنا من خلال إقامة الحواجز في الطرق والشوارع. إذا لم نتمكن من الدفاع عن أنفسنا أولا، سيدخلون إلى شوارعنا ويقتلون شعبنا". ويطالب المتظاهرون بإعادة حكومة أون سان سو تشي، وهي تقبع الآن قيد الإقامة الجبرية منذ الانقلاب وتواجه سلسلة من الاتهامات، لكن المحللين من الخارج يشتبهون في أن السبب الرئيس لاعتقالها هو أن الجيش صُدم بمدى ضعف أداء مرشحيه في انتخابات نوفمبر، والتي فاز فيها حزب سو تشي "الرابطة الوطنية من أجل الديمقراطية" بأغلبية ساحقة.