أكد المستشار والمحلل السياسي والأمني الأردني محمد الملكاوي بأن الرئيس الأميركي الجديد جو بايدن وقع في مصيدة الفرضيات والافتراضات السياسية والاستخبارية غير الدقيقة، بعدما كبا كبوة كبيرة في أول خطوة رئيسية له في منطقة الشرق الأوسط بقضية مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي، كما أكد في تصريح خاص ل"الرياض" بأنه في الوقت الذي برأت فيه إدارة الرئيس الأميركي بايدن جماعة الحوثيين في اليمن المدعومة من الحرس الثوري الإيراني من الإرهاب وقتل اليمنيين، خسرت إدارة بايدن الكثير من مصداقيتها بالمنطقة في شهرها الأول، لأن جرائم الحوثيين الإرهابية ضد الأبرياء وتهديد أمن البحر الأحمر والتجارة العالمية لا يمكن إلغاؤها بقرار سياسي أميركي. تصعيد مرفوض وقال المستشار الملكاوي بأن الرئيس الأميركي يريد أن يرسل رسائل طمأنة لإيران بشأن مفاوضات الملف النووي بطريقة خاطئة عبر المملكة العربية السعودية، من خلال التصعيد غير المبرر ضد سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان الذي يحظى في بلده وفي الأمتين العربية والإسلامية والعالم باحترام كبير، كزعيم يحرص على السلام والتنمية وترسيخ مبادئ والعيش الكريم بين البشر على اختلاف أديانهم ومعتقداتهم وطوائفهم وانتماءاتهم وأفكارهم وتوجهاهم السياسية، هذا إلى جانب دوره الريادي في التصدي بجرأة للإرهاب والتطرّف والعنف والكراهية. توجهات إصلاحية وأضاف بأن ولي العهد يقود التوجهات الإصلاحية في المجتمع السعودي بحماسٍ قيادي شبابي إيجابي ومسؤول، وفِكر مُنفتحٍ وعقلية حكيمة ورؤية ثاقبة، مما أكسبه تأييداً رسمياً وشعبياً سعودياً وعربياً وإسلامياً ودولياً على المستويات السياسية والدينية والإنسانية والاقتصادية والاستثمارية والتنموية والاجتماعية والعلمية والعملية، وعلى وجه الخصوص لدى قطاعي المرأة والشباب اللذين لمسا عن قرب التغيرات الجوهرية في التوجهات الإصلاحية بالمجتمع السعودي بفضل رعاية واهتمام ومتابعة سمو الأمير محمد بن سلمان. وأشار المستشار الملكاوي إلى أنه كان من الأجدر بالرئيس الأميركي بايدن أن يلتفت أولاً إلى ما تمخض عن السباق الرئاسي الأميركي المحموم والممهور بالدم بينه وبين سلفه الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، والذي أودى قبل أقل من شهرين بحياة خمسة أمريكيين على الأقل منهم ضابط شرطة، عندما تم اقتحام بيت الديمقراطية الأميركي (الكونغرس) بطريقة همجية بقيادة ذي القرنين الأميركي، مما أساء عالمياً للديمقراطية الأميركية التي تم امتهانها أمام كل شعوب الأرض، فيما كان يفترض أن يكون ذلك البيت الديمقراطي مركزاً للأمن والأمان والاستقرار الأميركي. وأشار أيضاً إلى أن العالم لا يزال يستذكر بألم وحزن شديدين امتهان كرامة ذاك المواطن الأميركي من أصول إفريقية (جورج فلويد) الذي قتل تحت أرجل شرطي أميركي في جريمة قتل هزت مشاعر البشرية جمعاء في مايو 2020، والذي كان يطالب فقط بحقه كإنسان في أن يتنفس، فيما حرمه ذاك الشرطي الأميركي من هذا الحق البشري الذي وفره الله عز وجل لكل البشر، كما أنه والحديث لا يزال للمستشار الأردني كان يجب على الرئيس الأميركي جو بايدن أن يلتفت إلى الجرائم التي ترتكبها الحكومة الإسرائيلية اليمينية المتطرفة والجيش والقوات الأمنية الإسرائيلية بحق النساء والأطفال والشيوخ الفلسطينيين، الذين يطالبون بسلام عادل ومشرّف وحياة كريمة في دولة فلسطينية وافقت عليها هيئة الأممالمتحدة وجامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي ومختلف القوى الدولية الفاعلة. القضاء قال كلمته واستهجن المستشار الملكاوي هذا التدخل المرفوض في الشأن السعودي الداخلي، خاصة بعد أن حكم القضاء السعودي بقضية جمال خاشقجي وقال كلمته أمام العالم وأدان الأشخاص الثمانية الذين شاركوا بجريمة القتل، مشيراً إلى أنه لولا تنازل ذوي القتيل عن الحق الخاص لتم إعدام خمسة أشخاص من هؤلاء المدانين، كما استهجن قيام الأجهزة الأمريكية بنشر التقرير بعد حوالي 29 شهراً من وقوع هذه الحادثة فلماذا لم يتم النشر سابقاً، إلا إذا كان الهدف هو تسييس هذه الحادثة خدمة للأجندة (الأميركية - الإيرانية) في منطقة الشرق الأوسط والتدخل بشؤون المنطقة، ومحاولة ستكون فاشلة لإقصاء السعودية زعيمه الأمة العربية والإسلامية من جهة، والتي تمثل مملكة الإسلام والسلام الوسطي المعتدل من جهة ثانية، وتعمل بكل طاقاتها وجهودها إلى التصدي للفِكر المُتطرّف والإرهاب من جهة ثالثة، هذا علاوة على دورها في تعزيز السلام والأمن والاستقرار في منطقة الشرق الاوسط من جهة رابعة، إضافة إلى حرص قائدها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز على أن تواصل السعودية دورها العالمي والإقليمي والمحلي توجيه بوصلة العالم نحو السعودية باعتبارها مملكة التسامح الإسلامي من جهة خامسة. واختتم المستشار الأردني حديثه بالقول بأن الأمير محمد بن سلمان هو مواطن سعودي ينتمي لأسرة سعودية عريقة، لها تاريخ إسلامي وعربي مشرّف، يفتخر بها كل إنسان سعودي بشكل خاص، وكل عربي ومسلم في مشارق الأرض ومغاربها بشكل عام، لأنها تحكم بكتاب الله عز وجل (القرآن الكريم)، وتلتزم بسنة رسول البشرية محمد -صلّى الله عليه وسلم-، وهو بصفته ولياً للعهد يحرص على أن يكون قدوة في الحُكم الرشيد، وفي القيادة الحكيمة، وفي المحبة الحانية التي تبني جسور الثقة والالتزام الأخلاقي بين القيادات والشعوب.