أن يخسر فريق كرة قدم فهذا أمر طبيعي ووارد، لكن أن يتراجع عطاء لاعبيه بشكل مخيف للغاية، وأن يفقدوا حضورهم الذهني والشغف للفوز والانتصار فهذا غير طبيعي وغير مقبول خصوصاً عندما يتعلق الأمر بفريق بحجم وتاريخ وقيمة الهلال. صحيح أن المدرب الروماني رازفان لوتشيسكو كان جزءاً من مشاكل الهلال الفنية بالكثير من القرارات الفنية والخيارات غير الموفقة، لكن ذلك لم يعفِ لاعبي الفريق من المسؤولية وهي التي تضاعفت بعد رحيل المدرب الروماني الذي صنع الكثير من الأرقام والمنجزات بنفس الأسماء والأدوات. من غير المقبول أن يتم ربط تراجع الهلال بتراجع مستوى لاعب أو خروج عنصر مثل البرازيلي إدواردو فهذا تسطيح يحمل الكثير من السذاجة، فالحديث عن فريق حقق بطولة آسيا يجب أن يكون على مستوى المجموعة لا الفرد، المجموعة التي يجب أن يقودها أفراد مثل غوميز وجيوفنكو وكويلار والمعيوف وسالم الدوسري والشهراني وهي أسماء تستطيع قيادة الفريق وإخراجه من سلسلة التراجعات المرعبة. حتى وإن كان يسيطر على النصر ويحجّمه في ملعبه في الشوط الأول إلا أن النصر كان أذكى وأخطر وحصل على ما يريد لأن الرغبة والإصرار في هذه المباريات تقضي على أية فوارق فنية أو فردية إن وجدت، وهو ما تسلح به لاعبو النصر الذين فعلوا كل شيء من أجل الفوز وتعطيل الهلال، والتاريخ سيذكر أن النصر فاز على الهلال ولن يأتي على ذكر الاستحواذ. الخسارة لم تكن سوى مصادقة على أن صورة الهلال باتت مشوهة بحضور باهت لنجوم فقدوا الرغبة بالفوز وإسعاد جماهيرهم، في وقت يفترض أن يكون للإدارة الهلالية وتحديداً رئيس النادي فهد بن نافل ومدير الكرة سعود كريري الدور الأكبر لإيقاف هذا التشويه وإعادة الأمور لمسارها الصحيح، فعناصر الهلال إن كانت حاضرة من الممكن أن تقود الفريق للانتصارات حتى مع مدرب مؤقت، وهي العناصر ذاتها التي لطالما حضرت في الوقت المناسب وأخفى حضورها الكثير أثر قرارات وقراءات رازفان الخاطئة. الكرة الآن في ملعب رئيس الهلال ومدير الكرة، فهما مطالبان بمعالجة الخلل قبل التفكير ومناقشة مسألة التعاقد مع مدرب جديد لن يستطيع النهوض بفريق جُل لاعبيه فقدوا شهية اللعب وتحقيق الفوز، وبعد نهاية الموسم سيكون هناك الكثير من الملفات التي ستفتح معظم العناصر الأجنبية.