توجت جائزة الملك فيصل في فرع اللغة العربية والأدب 2021 المسيرة الأدبية والمعرفية اللافتة للدكتور محمد مشبال صاحب المشروع البلاغي "النثري" اللافت والمتصف بالعمق والجدّة والأصالة، والجمع بين النظرية والتطبيق. والذي يسعى من خلاله إلى ربط البحث البلاغي بحقول الأدب واللغة والاتصال، والتأسيس النظري والإجرائي لبدايات الخطاب البلاغي العربي الحديث، وفق رؤية موسعة تنهض على دعوى التجديد. انصب مشروع مشبال البلاغي على النثر العربي القديم بعدما لاحظ انشغال بلاغتنا العربية بالشعر، وهو ما أدى إلى عدم تبلور لمقاييس بلاغية مستقلة في النثر كما الحال مع الشعر. التقط مشبال تلك الملحوظة لينسج عبرها مشروعه البلاغي الذي ارتأى بأن وقته قد حان بعد فترة من التجريب القائم على النقل والتقليد، وقام بإطلاق دعوة مفتوحة للمشتغلين بالدرس والتحليل الأدبي والبلاغي: "حان الوقت كي نجعل من تراثنا النقدي لحظة تأمل فيما ينبغي صنعه من أجل تطوير الحقل النقدي العربي". يقول الناقد سعيد العوادي: أسفر تفاعل د. مشبال مع البلاغة القديمة والحديثة في السياقين العربي والغربي إلى الاطمئنان لما سماه "بلاغة أدبية" تتعالى عن البلاغة المدرسية، لتتصل بأجناس النصوص وأنواعها باحثة في القيم البلاغية والإنسانية. فيما يصفها مشيال بقوله: إن البلاغة الأدبية تزاوج في دراستها بين النظر في بنية النص الأدبي والنظر في وظائفه. للدكتور مشبال العديد من البحوث والدراسات المتخصصة في البلاغة والنقد من بينها: في بلاغة الحجاج: نحو مقاربة بلاغية حجاجية لتحليل الخطابات، خطاب الأخلاق والهوية: مقاربة بلاغية حجاجية لرسائل الجاحظ، عن الخطاب البلاغي العربي الحديث، نحو بلاغة موسعة، الرواية والبلاغة نحو مقاربة بلاغية موسعة للرواية العربية، البلاغة والأدب: من صور اللغة إلى صور الخطاب، "بلاغة النص السردي: مراجعة نقدية "، "النقد الأدبي والرواية الكولونيالية"، "بلاغة الوصف في النص النثري العربي القديم". وغيرها وإلى جانب جائزة الملك فيصل فقد تم تكريم مشبال بعدة جوائز، منها: جائزة الشيخ زايد فرع الدراسات النقدية 2018، وجائزة كتارا فرع الدراسات النقدية 2018.