لاشك أن الزيادة الملحوظة والارتفاع المستمر في أعداد الإصابة بفيروس كورونا وحسب تصريح معالي وزير الصحة مؤخراً؛ والذي أوضح فيه أن من أهم أسباب هذا الارتفاع التجمعات بأنواعها والتراخي في تطبيق التدابير الوقائية في الوقت الذي يعيش فيه العالم الموجة الثانية والقوية من الجائحة وبشكل أكبر من الأولى حتى مع وجود اللقاح خاصة أن الدراسات العالمية؛ وبحسب المتحدث الرسمي لوزارة الصحة تشير إلى أن أكثر من 80 % من التأثيرات المتعلقة بالتحكم بجائحة كورونا ارتبطت (بأنشطة اجتماعية). وهذه الأرقام تواكبها الدراسات والأبحاث العلمية التي تمت في المملكة عن الحالات المرصودة مؤخراً لاسيما المناسبات الأسرية والاجتماعات الدورية الخارجة عن الحد العددي المسموح "وقائياً" جاءت هذه الزيادة لتؤكد الحالة العامة من الاستهتار والتهاون وتراخي البعض بالإجراءات الاحترازية وعدم تطبيق التعليمات الوقائية والتدابير اللازمة والحرص على ارتداء الكمامة في المجمعات التجارية والأماكن العامة وتطبيق التباعد الاجتماعي في المناسبات الاجتماعية والتجمعات الأسرية وفق العدد المحدد، وإهمال نظافة اليدين، وكثرة المصافحة من قبل البعض في مكان العمل أو غيره. عوامل كلها تساهم وبشكل كبير في انتشار الفيروس وبالتالي ربما يضعف مناعة الحفاظ على الصحة العامة وتهديد سلامة المجتمع إذا لم يتم الالتزام بهذه الإجراءات الاحترازية من الجميع، إن التهاون في تطبيق الإجراءات الوقائية وعدم الالتزام بالتعليمات الرسمية قد يؤديان إلى الرجوع للمرحلة الأولى في مواجهتنا الوطنية مع وباء كورونا وفرض القيود الوقائية ولذلك كلنا مسؤول عن حماية مجتمعنا من آثار هذه الجائحة وتحقيق الأمن الصحي وعلينا أن نستشعر المسؤولية الوطنية ونلتزم بالتعليمات الوقائية واتباع الإجراءات الاحترازية ونكون يداً بيد مع كل من يحمي صحة الوطن وتحقيق سلامته. فالوعي المجتمعي هو صمام الأمان في مواجهة فيروس كورونا المتحول الجديد، ولذلك فإن الحاجة إلى أن تتحول الإجراءات الاحترازية إلى ثقافة وسلوك ومنهج حياة للأبناء. ينبغي تفعيل دور مؤسسات التنشئة الاجتماعية ومنها الأسرة التي تلعب دوراً مهماً ومحورياً في تعزيز التوعية لدى الأبناء باتباع السلوكيات والممارسات الصحية، والتي يجب أن تقترن منذ الصغر حتى تصبح ثقافة متأصلة يمارسها الأطفال في سلوكياتهم وتعاملاتهم اليومية وعلى ضوء الحالة الاستثنائية التي يعيشها العالم في مواجهة فيروس كورونا المستجد المتحول الذي يهدد عالمنا اليوم، فإن توعية الأسر لأبنائهم بأهمية المحافظة على العادات الصحية والسلوكيات السليمة، وتطبيق الوسائل الوقائية. مطلباً صحياً وتربوياً ووطنياً، ومنها غسل وتعقيم اليدين عند ملامسة أي جسم غريب وقبل الأكل وغرس ثقافة النظافة في نفوسهم للوقاية من الأمراض، وتقليل التجمعات الأسرية.. تعد أمراً ضرورياً يزيد مسؤولية الأسر تجاه أبنائهم والمجتمع والحرص على تطبيق التباعد الاجتماعي وارتداء الكمامة في المراكز التجارية والأماكن العامة في ظل هذه الجائحة المتحولة وتحدياتها، كما أن المسؤولية تقع أيضاً على المؤسسات التعليمية في توجيه الطلاب والطالبات باتباع التعليمات الوقائية الصحية وأن الفيروس لم ينته ومازال موجوداً، بالإضافة إلى دور المؤسسات الإعلامية المختلفة في رفع سقف الوعي وتنوير المجتمع بخطورة هذه الفترة من الموجة الثانية لكورونا وهي أكبر من الأولى ولسنا بمنأى عنها، وأهمية الالتزام بالإجراءات الوقائية حتى لا ندخل دائرة الخطر لا سمح الله، وتضطر الجهات الرسمية والمعنية لاتخاذ إجراءات احترازية شديدة لحماية المجتمع وأمنه الصحي إذا استمر التراخي والتهاون واستهتار البعض بالتعليمات الوقائية والتدابير الاحترازية. وأخيراً، ليكن شعارنا المنطلق من حسّنا الوطني ضد هذه الجائحة المتحولة: نتعاون.. ولا نتهاون.