قتل تسعة مسلحين موالين لإيران فجر الاثنين جراء الغارات الإسرائيلية التي استهدفت مواقع عدة قرب دمشق، وفق حصيلة جديدة للمرصد السوري لحقوق الإنسان. ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية، فجراً، عن مصدر عسكري قوله: إنّه "في تمام الساعة 1:18 من فجر الإثنين نفذ العدو الإسرائيلي عدواناً برشقات صواريخ من اتجاه الجولان السوري المحتل واتجاه الجليل، مستهدفاً بعض الأهداف في محيط مدينة دمشق"، وأكد أن الدفاع الجوي السوري تصدى للصواريخ "وأسقطت معظمها"، من دون أن يُعطي مزيدًا من التفاصيل. وأورد المرصد السوري بدوره أن الغارات الإسرائيلية استهدفت عدة مواقع للجيش السوري، بينها "مقرات تتواجد فيها مستودعات أسلحة وصواريخ تابعة للإيرانيين والميليشيات الموالية لهم". وأسفرت الغارات، وفق المرصد، عن مصرع تسعة مسلحين موالين لإيران من جنسيات غير سورية، ولم يتمكن المرصد من تحديد جنسيات القتلى الذين سقط غالبيتهم في القصف الذي طال المستودعات. وكان المرصد أفاد في وقت سابق عن مصرع ستة من المسلحين الموالين لإيران الموجودين في سورية دعماً لقوات النظام. ولم يصدر أي تعليق من الجانب الإسرائيلي بشأن الضربات. وكثّفت إسرائيل في الأشهر الأخيرة وتيرة استهدافها لمواقع عسكرية وأخرى للقوات الإيرانية والمجموعات الموالية لها في مناطق سورية. وأوقعت غارات إسرائيلية في 13 يناير الجاري على مخازن أسلحة ومواقع عسكرية في شرق سورية 57 قتيلاً على الأقل من قوات النظام ومجموعات موالية لإيران، في حصيلة تُعدّ الأعلى منذ بدء الضربات الإسرائيلية في سورية. وتقول مصادر مخابرات غربية: إن إيران وسعت نفوذها العسكري في سورية السنوات الأخيرة مما دفع إسرائيل إلى تصعيد حملتها لمنع طهران من ترسيخ وجودها العسكري على الحدود. وتسيطر فصائل مسلحة مدعومة من إيران على مساحات شاسعة في شرق وجنوب وشمال غرب سورية وضواحٍ عديدة حول دمشق، وتسيطر الفصائل أيضاً على مناطق الحدود بين لبنان وسورية. وركزت إسرائيل، التي شنت في الشهرين الأخيرين بعضاً من أكبر هجماتها حتى الآن داخل سورية، على مدينة البوكمال التي تتحكم في نقطة التفتيش الحدودية على الطريق السريع الرئيس بين بغدادودمشق. والحملة العسكرية الآخذة في الاتساع جزء مما يسمى "حملة بين الحروب" والتي يقول قادة عسكريون إسرائيليون ومصادر مخابرات إقليمية: إنها تحظى بموافقة ضمنية من الولاياتالمتحدة. وتقول مصادر بمخابرات إقليمية: إن العمليات التي تهدف إلى منع طهران من تغيير ميزان القوى في سورية لصالحها نالت تدريجياً من القوة العسكرية الإيرانية من دون أن تؤدي إلى زيادة كبيرة في الأعمال القتالية.