بعد الإعلان عن فوز الرياض - المملكة العربية السعودية - باستضافة دورة الألعاب الآسيوية في نسختها الثانية والعشرين في العام 2034، أعتقد البعض أن الوقت ما زال مبكرًا للاستعداد لها. إلا إن المملكة، ومنذ الإعلان عن نتيجة الاستضافة للألعاب، بدأت الاستعدادات على الأصعدة كافة، نظرًا لما تحققه استضافة حدث رياضي قاري بهذا الحجم من أثر وإرث اجتماعي وتنموي وبيئي إيجابي ومستدام، وعوائد سياسية واقتصادية واستثمارية وسياحية كبيرة. فمن المؤكد أن دورة الألعاب الآسيوية هي أكبر تجمع رياضي قاري وثاني أكبر تجمع رياضي في العالم بعد دورة الألعاب الأولمبية من حيث حجم المشاركين أو عدد الرياضات، حيث يصل عدد المشاركين فيه إلى أكثر من 10,000 رياضي يمثلون 45 دولة. ويسهم توافد هذا العدد الكبير من المشاركين في الألعاب الرياضية وأيضًا المشجعين في انتعاش العديد من القطاعات داخل الدولة، بما في ذلك قطاع النقل والطيران، والفنادق والضيافة، والتجارة والسلع، وغيرها الكثير سواء بشكلٍ مباشر أو غير مباشر؛ فضلًا عن خلق الكثير من فرص العمل الجديدة للمواطنين. هذا إلى جانب التغطيات الإعلامية والحملات الترويجية التي تمنح البلد المستضيف حقوق استثمارها وبثها، ما سيساهم في نقل الصورة الصحيحة للتقدم وللتنمية الاجتماعية والاقتصادية وجودة الحياة والرفاه، بلإضافة إلى تحقيق عوائد اقتصادية للدولة. ولا شك من أن العدد الكبير من الوفود المشاركة أو المشجعة لفرقها الوطنية خلال دورة الألعاب، سواء الرياضيين أو الجماهير، سيساهم في ازدهار قطاع السياحة في مدينة الرياض والمملكة ككل، الذي توليه القيادة الرشيدة أهمية خاصة. فبالرغم من وجود تنوع هائل في الوجهات السياحية داخل المملكة، منها الوجهات القديمة والحديثة، والبحرية والصحراوية، والثقافية والتراثية والتاريخية، تعمل المملكة على إنشاء مشروعات عملاقة تلبي طموح وتطلعات الشعب السعودي والسياح من الخارج، وتبرز كنوز المملكة الحضارية والثقافية والتاريخية ولتكون ضمن قائمة الوجهات الأولى الأكثر زيارة سياحيًا. ومن أبرز المشروعات الجديدة التي سيتم افتتاحها خلال الأعوام القليلة المقبلة، مشروع "القدية" الذي سيكون عاصمة المملكة للترفيه والرياضة والفنون. ويتميز المشروع بقربه من وسط العاصمة الرياض، إذ يبعد عنها نحو 40 كيلومترًا فقط، حيث تسعى القدية من خلال مشروعاتها المستقبلية إلى إنشاء العديد من المرافق والمنشآت الرياضية المتنوعة وفقًا لأعلى المعايير الدولية، والتي تلبي احتياج الجميع، وإلى تهيئة بيئة رياضية جاذبة ومنتجة تسهم في رفع نسبة الممارسين للرياضة، وفي تنمية المهارات الحياتية المرتبطة بالنشاط البدني وأنماط المعيشة الصحية لدى أفراد المجتمع، والارتقاء بالأداء الرياضي في البطولات المحلية والعالمية. وستكون "القدية" واحدة من المراكز الرئيسة الكبرى خلال منافسات دورة الألعاب الآسيوية 2034. حيث يستضيف مجمع القدية الرياضي معظم الألعاب الرياضية، وستساهم كذلك القدية في دعم الاقتصاد الوطني بعوائد كبيرة، نظرًا لتنوع ما تقدمه المدينة لزوارها من مرافق رياضية وترفيهية وتجارية وعقارية. فسيتمكن الزوار والمشجعون الرياضيون من ممارسة الكثير من الألعاب الرياضية في القدية، والاستمتاع بالمغامرات في المتنزهات الترفيهية أو في الهواء الطلق، وكذلك عيش أجواء من الإثارة والترفيه في مدينة 6 فلاجز القدية ومنطقة الألعاب المائية وغيرها. فالقدية لديها ما تقدمه لكل أفراد الأسرة من مختلف الفئات العمرية والشرائح. كما ستضم القدية قرية الرياضيين الأولمبية والتي تتسع لأكثر من 14 ألف رياضي، بالإضافة إلى مقر مركز البث الدولي ومبنى المركز الصحفي الرئيس، ومن المنشآت الرياضية في القدية والتي سيتم تجهيزها للألعاب الآسيوية استاد القدية الرياضي لكرة القدم، وصالة الألعاب الإلكترونية لألعاب الفيديو ورياضة المبارزة، وكذلك مجمع كرة المضرب للتنس الأرضي، ومركز الرياضات المائية للسباحة والغطس، وملعب الكريكيت والبيسبول، ومسارات الدراجات الهوائية، وصالة الأرينا لبطولة كرة السلة. المملكة بحضورها القوي في المجالات كافة، ومع وجود هذا التنوع الكبير في ما تقدمه من فرص وخيارات استثمارية وجودة حياة، ستتهافت وكالات الأنباء ومحطات البث التلفزيونية العالمية على تغطية حلقات خاصة عن السعودية الجديدة، ومشروعاتها العملاقة، ومجتمعها الحيوي وشبابها الشغوف. الأمر الذي سيساهم في استقطاب المزيد من السياح الراغبين في استكشاف المملكة وتاريخها وتراثها، والاستمتاع بأجوائها المتنوعة ومرافقها الحديثة. وهو ما سيساعد في جذب المزيد من الاستثمار والشركات العالمية، التي بدأ بالفعل ارتفاع نسبة الاستثمار الأجنبي المباشر، وما تشهده السوق السعودية من اهتمام المستثمرين المتزايد من جميع أنحاء العالم. مدير – الرياضة شركة القدية للاستثمار هادي صوعان