استحق الهلال الخسارة أمام النصر في نهائي السوبر السعودي، واستحق النصر كأس بيرين التي جاءت لتروي ظمأ النصراويين بعد 3 خسائر متتالية أمام الهلال، وبعد أن كان فريقهم بوابة الهلال لتحقيق لقب آخر -نسختان من الدوري السعودي وكأس الملك-. استحق الهلال الخسارة بجدارة، واستحق النصر الفوز على الرغم من الأخطاء التحكيمية التي وقع بها الإيطالي العالمي دانيللي أورساتو ومساعدوه ومواطنه حكم تقنية الفيديو ماسيميليانو إيراتي، والتي أنقذت لاعب النصر بيتروس من طردٍ مستحق، وحرمت الهلال من ضربة جزاء في الدقيقة 59 بعد عرقلة بيتروس للاعب الهلال فييتو، ومنحت النصر هدفين غير شرعيين، الهدف الثاني الذي لمست فيه الكرة يد سلطان الغنام، والثالث الذي كانت بدايته من خطأ على مدافع النصر علي لاجامي؛ وكل ذلك بحسب خبراء ومحللين تحكيميين استشهد بهم النصراويون كثيرًا في حالات ومباريات سابقة بين الفريقين ليشككوا في أحقية الهلال بالفوز سواء في مباراة الأربعة الموسم الماضي، أو في مباراة الفريقين في الدور الأول، أو في نهائي كأس الملك 2020. وعلى الرغم من هذه الأخطاء المؤثرة إلا أنَّي مازلت أصفق لاختيار هذا الحكم الإيطالي المميز وأتمنى عودته مرة أخرى هو وأمثاله من حكام النخبة في أوروبا، ولن أقبل ولن أشارك في أي حملة لتشويه صورته والهجوم عليه وشيطنته، كما فعل كثير من إعلام وجماهير النصر مع الحكم الفرنسي المميز بينوا باستيان الذي خرج من مباراة الأربعة ولم يعد حتى الآن، بسبب نجاح الآلة الإعلامية الصفراء في التأثير على القرار ووضع الحكم في قائمة (البلاك ليست) غير المكتوبة! أمام الهلاليين خياران لا ثالث لهما: إما أن يسلكوا مسلك النصراويين بشرائحهم كافة وأن يتجهوا للتشكيك بالحكم الإيطالي، وترديد ماقاله هذا المحلل التحكيمي وذاك عن هذه الحالة وتلك لإثبات أنَّ الهلال نحر تحكيميًا أمام النصر في نهائي السوبر، أو أن يمارسوا التقليد الهلالي القديم في تقييم وضع فريقهم بعقلانية ومنطقية وتصحيح الأخطاء وتعديل المسار عاجلًا بعيدًا عن تعليق الفشل على مشجب الأخطاء التحكيمية واختراع مبررات وهمية للهروب من المسؤولية، وهو التقليد الذي جعل من الهلال زعيم زعماء آسيا وكبير كبارها؛ وجعله يمارس ديمومة التفوق والحضور بينما يحضر غيره ويغيب. الهلال يعيش أزمة فنية منذ فترة، وإن كان كبرياؤه قد أنقذه من الخسارة في مباريات كثيرة وأبقاه متصدرًا للدوري لفترة طويلة؛ إلا أنه كان بحاجة لخسارة قاسية ومؤلمة مثل هذه التي تعرض لها أمام النصر ليضع حدًا لحالة الإنكار التي تعيشها إدارة الهلال ويعيشها مدربه رزفان لوشيسكو الذي تغير كثيرًا وصار يبرر و (يبربر) أكثر مما يعمل! يجب أن يعلم لاعبو الهلال كبيرهم قبل صغيرهم، وأن يعلم مدربهم رزفان أنَّ جمهور الهلال لا يشبع، ولا يكل ولا يمل من الانتصارات والإنجازات، ولو حقق رزفان ولاعبوه كأس العالم بعد أن حققوا لقب دوري أبطال آسيا ما كان ذلك ليشفع لهم أمام جمهور الهلال طويلًا، لذلك فعلى الهلاليين أن يرسلوا كل من شبع وتشبع إلى بيته حتى يشعر بالجوع، وأن يستبدلوا الأسود التي شبعت وترهلت وأصيبت بالنعاس بأسود أكثر يقظة وأشدُّ جوعًا، وأكثر تعطشًا للافتراس! أما رزفان فعليه أن يعيد النظر في نهجه التكتيكي الذي آتى أكله وبات مكشوفًا للجميع بل ولا يملك في الوقت الحالي أدواته المناسبة، كما عليه أن يعيد النظر في ليونته الزائدة مع بعض النجوم، إن كان يريد أن يعود الهلال، وأن يعود هو إلى قلوب الهلاليين، قبل أن يجد نفسه في رحلة العودة إلى رومانيا.