لم تكن خسارة الهلال لقب كأس السوبر السعودي خلال ال"ديربي" الذي جمعه بفريق النصر، إلا تتويجًا لأداء سيئ خيم على الأزرق خلال الفترة الأخيرة، وباتت تمثل لعنة لفريق يعد من أكبر الفرق العربية والآسيوية لا يعلم أحد منتهاها. إفلاس فني ذلك الذي ظهر به الروماني رازفان لوشيسكو، المدير الفني لفريق الكرة بنادي الهلال، خلال إدارته موقعة النصر، وأصبح تراجع الأداء والنتائج صفة جديدة تضاف للنادي العربي الكبير، لاسيما بعد خسارة الزعيم لقب السوبر واحتلاله وصافة ترتيب دوري المحترفين، عقب استنزاف عشرة نقاط كانت كفيلة بتعزيز صدارته للدوري بفارق كبير عن أقرب ملاحقيه. لم تكن تلك الهزيمة الأولى التي يُديرها لوشيسكو مع الزعيم، ولكن قد تكون تلك الخسارة هي الخطوة الأبرز في طريق الروماني للخروج من البيت الأزرق، فالمدرب لم يحقق الفوز مع الزعيم سوى في مباراتين فقط من أصل آخر عشر مباريات، وخسر منها ثلاث جولات وتعادل في خمس. الجماهير الزرقاء طالبت بإقالة المدير الفني عبر مواقع التواصل الاجتماعي عقب السقوط أمام النصر، ومن قبلها خلال توديع الهلال بطولة كأس خادم الحرمين الشريفين، محذرة مجلس الإدارة برئاسة فهد بن نافل من حتمية انهيار فريقها في حال استمرار الروماني لوشيسكو في القيادة الفنية للأزرق. "الروماني" ارتكب العديد من الأخطاء الفنية في "ديربي الرياض" أمام النصر، بدءًا من عدم قراءة المباراة بصورة جيدة، مرورًا بالتغييرات غير الموفقة خلال المباراة، بجانب اعتماده على اللعب بطريقته المعتادة التي أدت إلى إفراغ خط الوسط تمامًا مانحة النصر فرصة السيطرة عليه. وعمد لوشيسكو إلى نقل سالم الدوسري إلى الجانب الأيمن لعدم جاهزية أندريه كاريلو، والدفع بلوسيانو فييتو في اليسار وسيباستيان جيوفينكو في العمق خلف بافيتمبي غوميز. ورغم إنقاذ حارس المرمى عبد الله المعيوف للأزرق من هزيمة قاسية، بدى خط دفاع الهلال في أسوأ حالاته وتعاملوا بشيء من اللامبالاة مع التمريرات العرضية السهلة من قبل لاعبي النصر. ولم يقل خط الهجوم سوءًا عن الدفاع، فلم يقدم الدوسري أو سيباستيان جيوفينكو شيئًا يذكر، فيما كان فييتو الحاضر الغائب بأداء سلبي، ليطل غوميز بأداء فردي أسهم في ضياع الفرص القليلة السانحة حال دون ترجمة تلك الفرص لأهداف. كما ازداد الأمر سوءًا بعد تبديل محمد جحفلي وإعادة كويلار للدفاع والدفع بالشهري في الأمام، وكأنه مجرد زيادة لأعداد المهاجمين في الملعب، ليترك الميدان فارغاً بأكمله، ليصول به ويجول لاعبو النصر دون رقيب. أما النصر فقد استحق الفوز والتتويج بالسوبر، ليس فقط بأداء لاعبيه وإنما بمديره الفني ألين هورفات الذي تفوق فنيًا وأدار المباراة بشكل رائع، من خلال أداء قتالي في الدفاع والوسط والهجوم. واستطاع هورفات أن يستغل الأخطاء التي وقع بها مدرب ولاعبو الهلال ليحقق ويسيطر على الديربي السعودي منذ لحظاته الأولى بأداء اتسم بالتوازن الدفاعي والهجومي، بجانب استغلال لاعبيه لكل الفرص التهديفية المتاحة. وخسر الهلال لقب كأس السوبر السعودي عقب الهزيمة أمام النصر بثلاثية نظيفة في ديربي الرياض، الذي جمع بين الفريقين على ملعب الملك فهد الدولي، ليعادل النصر رقم الهلال، كأكثر الأندية تتويجًا بلقب كأس السوبر عبر التاريخ، بواقع لقبين. رازفان