نصادف في العام الكثير من الأيام التي حُدِدت لتكون مناسبات دولية، يحتفل بها العالم، والهدف من اعتماد تلك الأيام تثقيف الناس، ونشر الوعي في المجتمعات حول المناسبات التي يوافقها هذا التاريخ؛ إذ ترتبط موضوعات تلك المناسبات بنشر السلام والأمن الدولي، وتعزيز التنمية المستدامة، وحماية حقوق الإنسان، وضمان القانون الدولي، ودعم العمل الإنساني. وقد أوجدت لتقوم الجهات الفاعلة والمؤسسات بجميع قطاعات المجتمع بإطلاق أنشطة توعوية حول موضوع هذا اليوم وأهدافه. ويوم 24 يناير، يوافق اليوم الدولي للتعليم الذي حددته منظمة اليونسكو من أجل التثقيف بأهمية تنمية الموارد الأساسية ومعالجة المشكلات العالمية والاحتفال بالإنجازات الإنسانية وتعزيزها، وهو يوم يسعى للتأكيد على أهمية التعليم للتنمية الاجتماعية والاقتصادية في العالم وطريق إلى التنمية المستدامة، وأنه حق من حقوق الإنسان، كما نص على ذلك الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، الداعي إلى جعل التعليم الابتدائي مجانياً وإلزامياً لكل طفل، بتوفير التعليم الجيد والشامل وتعزيز فرص التعليم مدى الحياة بحلول 2030، وذلك برفع جودة التعليم، وحماية حقوق الطالب، وتحسين معايير التعليم للقضاء على الأمية حول العالم؛ والسعي لزيادة عدد المعلمين المؤهلين لتدريب المعلمين في البلدان النامية وخاصة الدول والجزر الصغيرة. وفي هذا العام توشح اليوم الدولي للتعليم شعار: استعادة وتنشيط التعليم لجيل كوفيد19، مركزًا على أهمية التعاون والتضامن الدولي لوضع التعليم والتعلم مدى الحياة في قمة الأولويات للتعافي والانتعاش، وفق ثلاثة محاور: أبطال التعلم، الابتكارات، التمويل؛ إذ أثرت جائحة كورونا على التعليم حول العالم، ما أدى لإغلاق المدارس والجامعات في محاولة للسيطرة على انتشار الفايروس، الأمر الذي دعا للتحول إلى التعليم عن بعد، والاعتماد على التقنية في سبيل مواصلة التعليم وعدم انقطاعه. وقد أظهر التعليم قدرته على التصدي للجائحات والأزمات التي تواجهه على مستوى العالم، فلم ينقطع التعليم ولم يتأخر، كما أثبتت التقنية قدرتها على تحقيق مستويات عالية من التواصل ونشر العلم والمعرفة، معلنة أن التعليم عن بعد يصلح لأن يكون بديلًا عن التعليم الحضوري، مساهمًا في تغيير معايير اقتصادية كبيرة للمؤسسات التعليمية، بالإضافة إلى تحقيقه للهدف الرابع من أهداف خطة عام 2030 للتنمية المستدامة، المدونة في ريادة جدول الأعمال العالمي للتعليم التي نصت عليه اليونسكو، ويهدف إلى «ضمان التعليم الجيد المنصف والشامل للجميع وتعزيز فرص التعلم مدى الحياة للجميع» بحلول 2030. وفي مملكتنا الحبيبة؛ نجد أن التعليم كان من أولوياتها؛ إذ جعلته نصب عينيها في رسمها حدود رؤيتها 2030؛ فجعلت من التعليم حقًا مشروعًا لكن فرد من أفراد المجتمع، مواصلة لسياسة المملكة العربية السعودية في الاهتمام بالتعليم، مؤكدة سعيها لأن (يحصل كل طفل سعودي -أينما كان- على فرص التعليم الجيد وفق خيارات متنوعة)، مركزة (على مراحل التعليم المبكر)، ساعية إلى (تأهيل المدرسين والقيادات التربوية وتدريبهم وتطوير المناهج الدراسية) سعيًا منها إلى تعزيز الجهود في مواءمة مخرجات المنطومة التعليمية مع احتياجات سوق العمل.