تطوي الولاياتالمتحدة صفحة في تاريخها مع مغادرة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب البيت الأبيض، وأداء جو بايدن اليمين الدستورية ودخوله البيت الأبيض، مقدما نفسه كجامع لبلاد مقسومة وقلقة وتسجل وفيات بأعداد كبرى بفعل الوباء. ومع أنه تمنى حظا موفقا لبايدن في رسالة فيديو، إلا أن الرئيس السابق دونالد ترمب لم يهنئ أبدا الرئيس جو بايدن وهو أمر غير مسبوق منذ 150 عاما. ويؤدي جو بايدن اليمين الدستورية الأربعاء ليصبح الرئيس السادس والأربعين للولايات المتحدة ويتولى السلطة في بلد يعاني انقسامات سياسية عميقة وتعصف به جائحة فيروس كورونا. وأصبح بايدن أكبر الرؤساء الأميركيين سنا في التاريخ بعد انتقال الرئاسة له، خلال مراسم مصغرة في واشنطن لن تشهد القدر المعتاد من الأبهة والأجواء الاحتفالية بسبب الجائحة والمخاوف الأمنية بعد الهجوم الذي شنه أنصار الرئيس دونالد ترمب على مبنى الكونغرس (الكابيتول) في السادس من يناير. وسيبقى يوم التنصيب يوماً مشهودًا في الولاياتالمتحدة خصوصا مع تولي امرأة منصب نائب الرئيس للمرة الأولى في تاريخ أكبر قوة في العالم. وكامالا هاريس (56 عاما) هي أول امرأة سوداء من أصول هندية تتولى هذا المنصب. وبعد حفل قصير في قاعدة اندروز بضواحي واشنطن، يغادر للمرة الأخيرة من ولايته على متن الطائرة الرئاسية "اير فورس وان" إلى ناديه في مارالاغو بولاية فلوريدا حيث سيبدأ حياته الجديدة كرئيس سابق. ويجري حفل تنصيب بايدن في أجواء خاصة تحت تأثير انتشار فيروس كورونا المستجد والصدمة التي خلفها اقتحام الكونغرس الذي أسفر عن خمسة قتلى. إجراءات الأمن المحيطة بالحفل ستكون استثنائية. وسيتم نشر حوالي 25 ألف عنصر من الحرس الوطني وآلاف الشرطيين من كل أنحاء البلاد. بسبب عدم حضور الحشود التي تتدفق عادة في مثل هذا اليوم إلى جادة "ناشونال مول" في واشنطن لرؤية الرئيس الجديد، يقف بايدن امام أكثر من 190 ألف علم أميركي نصبت لتمثيل المواطنين الغائبين. ونصبت حواجز وأسلاك شائكة لحماية "المنطقة الحمراء" الواقعة بين تلة الكابيتول والبيت الابيض. في الانتظار، بدأت عملية تثبيت الوزراء الذين اختارهم الرئيس المنتخب الثلاثاء في مجلس الشيوخ لكي تبدأ الحكومة عملها في أسرع ما يمكن. وسيكون التنصيب تتويجا لمسيرة بايدن التي بدأها قبل خمسة عقود وشملت أكثر من 30 عاما في مجلس الشيوخ الأميركي وفترتين في منصب نائب الرئيس في إدارة أوباما. لكنه سيواجه سلسلة من الأزمات المتداخلة التي ستمثل تحديا حتى لشخصية مثله تتمتع بالخبرة السياسية. ومن بين هذه الأزمات جائحة فيروس كورونا التي وصلت إلى مرحلة قاتمة حيث وصل عدد الوفيات الناجمة عن الفيروس في الولاياتالمتحدة إلى 400 ألف وفاة كما سجلت الإصابات 24 مليونا وهو أعلى عدد لحالات الإصابة على مستوى العالم. وقبل ساعات من مغادرة ترمب واشنطن، أصدر عفوا عن 73 شخصا أحدهم مستشاره السابق ستيف بانون. ورحب قادة الاتحاد الأوروبي بوصول صديق لأوروبا إلى الرئاسة في الولاياتالمتحدة، وأكد حلف شمال الأطلسي أنه يتطلع للعمل مع بايدن لتعزيز الروابط بين أوروبا وواشنطن. كما أعرب الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير عن "ارتياحه الكبير" لانتقال السلطة في الولاياتالمتحدة فيما قال رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون إنه يتطلع "للعمل من كثب" مع بايدن.