جاء احتضان المملكة العربية السعودية للقمة الخليجية الاستثنائية لتحمل آمال وتطلعات شعوب دول الخليج العربي والمنطقة العربية في ظل تحديات وتهديدات غير مسبوقة تحيط بالمنطقة، وتحاول عرقلة مسيرتها. فأكدت قمة (العلا) أن وحدة الصف الخليجي والعربي والانطلاق بمسيرته المشتركة نحو آفاق أرحب باتت أولوية قصوى خلال المرحلة المقبلة. المملكة العربية السعودية وعبر تاريخها منذ الملك المؤسس - رحمه الله - الملك عبدالعزيز، وحتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وسمو ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، وهي دولة راعية للسلام ومنطلق لأي مصالحات عربية - عربية، أو عربية - دولية، وهو دور ينطلق من كونها دولة محورية رئيسة ومهمة وكبرى في المنطقة، دائمًا ما تترفع عن الخلافات السياسية والتدخل في شؤون الآخرين، وعن الصغائر والمهاترات، وتتعامل مع الأزمات بحجمها الطبيعي دونما تهويل أو تهوين، وصانع القرار السعودي يدرك تمامًا ما يتخذه من قرارات بعيدًا عن الضغوط أو المناكفات الإعلامية أو السياسية. كما جعلت المملكة من نفسها حصناً منيعاً لدول الخليج ضد التهديدات والاختراقات التي تهددها، رغم الكثير من المحاولات التي تهدف إلى تقويض جهودها الرامية لتوحيد الصف العربي والخليجي، إلا أنها فشلت في تحييد جهود المملكة وقيادتها في توحيد مجلس التعاون الخليجي على مدى تاريخه، وجعله منظومة متكاملة على الصعد كافة. وهذا الدور السعودي نابع من مسؤولية المملكة كدولة محورية كبرى بالمنطقة، تسعى إلى ضرورة وضع حد للأزمة، خاصة مع تدخل أطراف أخرى استغلت الأزمة في إحداث ثغرات في الصف العربي لصالحها، وهو ما يهدد الأمن القومي العربي وليس الخليجي وحده. وعكست استجابة دول مجلس التعاون الخليجي لدعوة أخيهم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز للمشاركة في أعمال القمة الخليجية الحادية والأربعين من أجل التضامن ولم شمل البيت الخليجي، ما يتمتع به أيّده الله من مكانة كبيرة لدى إخوته القادة الخليجيين، واستشعارهم لحرصه الشديد في الحفاظ على تماسك المنظومة الخليجية. ومثلت هذه الاستضافة لقمة لم الشمل الخليجي والعربي حرص المملكة الكبير على قطع الطريق أمام الدول الإقليمية التي سعت لاستغلال الأزمة الطارئة الراهنة لصالحها، وتفويت الفرصة عليها لتنفيذ مخططاتها التوسعية في المنطقة. وقال محللون إن المملكة ومن خلال قيادتها لهذا الصلح هي في الحقيقة دعمت كل الجهود، وقد استجابت للوساطة دعماً لمسيرة مجلس التعاون، وحفاظاً على وحدة هذا المجلس وتماسكه وقوته، خاصةً أن العالم العربي ودول الخليج بشكل خاص يقعان في منطقة تتصاعد فيها الكثير من الأزمات، مما يتطلب وحدة بين دولها، ولعل منظومة دول الخليج هي المنظومة المتماسكة والباقية في منطقة الشرق الأوسط.