يدرس الأعضاء الديمقراطيون في الكونغرس الأميركي أمس الجمعة اتخاذ إجراءات لمساءلة الرئيس دونالد ترمب للمرة الثانية بغرض عزله، بعد يومين من اقتحام حشد من أنصاره مبنى الكونغرس (الكابيتول هيل). ودعا كبار زعماء الديمقراطيين، بمن فيهم رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي وزعيم الأقلية في مجلس الشيوخ تشاك شومر، إلى إجراءات مساءلة فورية إذا رفض نائب الرئيس مايك بنس والوزراء في إدارة ترمب اتخاذ خطوات لإزاحة الرئيس الجمهوري عن السلطة. ومع تصاعد الدعوات للإطاحة به الخميس، نشر ترمب مقطع فيديو ندد فيه بالعنف الذي أودى بحياة خمسة أشخاص. وتوجهت بيلوسي وشومر بالدعوة إلى بنس وإدارة ترمب لتفعيل التعديل الخامس والعشرين للدستور الأميركي، والذي يسمح بتجريد الرئيس من صلاحياته إذا لم يستطع أداء واجبات منصبه. لكن بنس يعارض الفكرة، بحسب أحد المستشارين. وقالت نانسي بيلوسي، زعيمة الديمقراطيين في مجلس النواب أنه إذا رفض السيد بنس التحرك لعزل ترمب، فإنهم الديمقراطيين مستعدون لعزل ترمب للمرة الثانية، ومع بقاء 11 يوم فقط للرئيس ترمب في السلطة من غير المؤكد إذا ما كان الديمقراطيون يمتلكون متسع من الوقت لإنجاز عملية العزل المعقّدة والمحفوفة بالمخاطر. وكان النائب الجمهوري عن ولاية إلينوي، آدم كينزينجر قد أصدر دعوة مماثلة لعزل الرئيس ترمب أو استخدام التعديل الخامس والعشرين الذي يمكّن أعضاء في حكومة ترمب من عزله. ويستخدم التعديل الخامس والعشرين حين يكون الرئيس غير مؤهلاً لقيادة البلاد حيث تم استخدامه لأول مرة في العام 1963 اثر اغتيال الرئيس الأميركية جون كينيدي، كما استخدمه الرئيس رونالد ريغان إثر تعرضه لمحاولة اغتيال في العام 1985، واستخدمه جورج بوش الابن عامي 2002 و2007، حين خضع إلى عملية تخدير كامل. واستقال العديد من المسؤولين في إدارة ترمب احتجاجا على اقتحام مبنى الكابيتول ومن بينهم اثنان من إدارة ترمب هما إيلين تشاو وزيرة النقل وزوجة ماكونيل، ووزيرة التعليم بيتسي ديفوس. واقتحم أنصار ترمب مبنى الكونغرس، مما شكل ضغطا على الشرطة وأجبر السلطات على نقل المشرعين لمواقع آمنة حفاظا على سلامتهم. وقالت شرطة الكابيتول في وقت متأخر إن أحد أفرادها توفي متأثرا بجروح أصيب بها في الهجوم. وقُتلت متظاهرة برصاص السلطات وتوفي ثلاثة أشخاص بسبب مشاكل صحية طارئة. وعرض مكتب التحقيقات الاتحادي مكافأة تصل إلى 50 ألف دولار لمن يدلي بمعلومات تقود إلى المسؤول عن وضع قنابل أنبوبية في مقر الحزبين الأمريكيين الرئيسين. ونشر المكتب صورة مشتبه به يرتدي ملبسا بقلنسوة وعلى يديه قفاز ويحمل شيئا. وصدق الكونجرس رسميا في الساعات الأولى من صباح الخميس على فوز بايدن بالانتخابات. وألقى بايدن بالمسؤولية عن الهجوم على الكونغرس على ترمب، لكنه لم يصل إلى حد الدعوة إلى عزله. وبعدما نشر ترمب عدة رسائل بشأن المظاهرات يوم الأربعاء، قالت شركة فيسبوك إنها ستحظر منشورات ترمب لحين تنصيب بايدن في 20 يناير. وعلق تويتر حساب ترمب لمدة 12 ساعة.